«مع بداية فصل الخريف تتملكنى مشاعر الاكتئاب وأشعر بالضيق، ورغم حبى لطبيعة هذا الفصل إلا أنه يشعرنى بضيق فى التنفس » هذه الكلمات نسمعها من الكثيرين وربما يشعر بها بعضنا، حيث ارتبطت فترة الإنتقالات بين الفصول لدى نسبة كبيرة من البشر بحالة نفسية اعتادوا تسميتها باكتئاب، فهل هذه حقيقة علمية أم مجرد موروث ثقافى أو وهم انتقل إلينا فأكسبنا أحاسيس وهمية؟ وهل حقا مشاعرنا تختلف مع تغير الفصول؟

فى البداية يقول د. حاتم صبرى، أخصائي الطب النفسي: هناك ارتباط فعلى وعلمي بين مشاعرنا والطقس، حيث تختلف الحالة النفسية لكل إنسان من طقس لآخر، فالسحاب أو الغيوم يؤثر على الإنسان بشكل يغاير تأثير الشمس فى حالته المزاجية، وكذلك الرطوبة وضغط الجو، ففى فصل الصيف مع ارتفاع الرطوبة لدرجة عالية خاصة إذا صاحبها ارتفاع شديد فى درجات الحرارة تقل الرغبة والمشاعر لدى الإنسان، لكن مع بداية الشتاء وبالتحديد في الخريف تقل الرغبة الجنسية وتزداد مشاعر الحب.

ويضيف: هناك سببان لتباين المشاعر مع تغير الفصول، الأول فسيولوجى، فمع غياب الشمس خلال فصل الشتاء يزداد إفراز هرمون "الميلاتومين" المسئول عن تنظيم دورة النوم لدى الإنسان ويقل هرمون السعادة أو "السريتونين" فيصاب الإنسان بحالة أشبة بالاكتئاب والحنين للمشاعر الدافئة، بينما يتمثل السبب الثانى فى الارتباط الشرطى الذى يكتسبه الإنسان منذ طفولته خلال تعامله مع فصول العام، حيث يصل احتضان الأم ورعايتها لأقصى درجة أثناء فصل الشتاء بخلاف فصل الصيف الذى يقل فيه معدل احتواء الأمومة وإعطاء الطفل مساحة أكبر من الانطلاق والحيوية ما جعله يرتبط لدى الكثيرين بالرغبة فى الانطلاق والسفر، بينما ارتبط الشتاء بدفء المشاعر الذى يصيب الإنسان بالاكتئاب حال افتقاده.

أمراض نفسية

يؤكد د. أحمد رمزى، أخصائي الطب النفسى أن ساعات وجود ضوء الشمس ونسبة النهار لليل وتباينها من فصل لآخر يؤثر على الموصلات العصبية فى المخ خاصة هرمون "السريتونين" المسئول عن المزاج، قائلا: لا شك أن الطقس من أهم العوامل التى تؤثر على مزاج ونفسية الإنسان، ففي فصل الصيف نجد أن الناس أكثر عصبية وانفعالا، حتى معدل الجريمة يزداد بشكل ملحوظ خلال هذا الفصل وهو ما أثبتته دراسة أجريت على عدد من المجرميين بالسجون وأخرى على الطلاب فلم تختلف نتيجتهما حتى مع التباين الواضح بين المكانين، ففى السجون وجد أن المشكلات والاشتباكات تزيد أثناء الصيف، كما زادت المشاحنات بين الأطفال فى المدارس خلال نفس الفترة.

ويتابع: أما خلال فصل الربيع فيكون الإنسان أكثر اعتدالا واتزانا ونشاطا بعكس الخمول المصاحب للصيف، وفى فصلى الخريف والشتاء يصبح الإنسان أكثر هدوءا وسيطرة على انفعالاته، بل يصبح في احتياج دائم للدخول فى علاقات اجتماعية كما يزيد التواصل بين أفراد الأسرة خلال انخفاض درجات الحرارة.

ويشير د. رمزي إلى إمكانية إصابة الإنسان بأمراض نفسية مع تغير الفصول كالاضطراب المزاجي الذى يصل لدرجة الاكتئاب ما يتطلب تدخل طبى، قائلا: يصاب بهذا الاضطراب نسبة كبيرة من البشر مع دخول فصلى الخريف والشتاء، وقد يعانى منه البعض مع بداية فصلى الربيع والصيف، لذا أنصح أى إنسان يعانى تلك المشاعر باللجوء للطبيب إذا لم تتحسن حالته المزاجية وبدأت تؤثر على آدائه العملى وشهيته فى تناول الطعام.

المصدر: حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 966 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,916,570

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز