هروبا من المشكلات ورغبة في النسيان قد يلجأ الرجل إلى تعاطي المخدرات التي تساعده في الهروب من الواقع إلى عالم افتراضي يتجنب فيه المشكلات التي تنغص عليه حياته، لكن سرعان ما يتحول المخدر من وسيلة لخلق حالة مزاجية خاصة إلى سبب في خلافات زوجية قد تنهى العلاقة وتدمر الأسرة، فكيف تتعامل المرأة مع المدمن؟ هل تمد له يد العون، أم تختار الانفصال؟

علماء النفس وخبراء العلاقات الأسرية يقدمون النصائح التي يمكن للمرأة من خلالها تجنيب زوجها ويلات الإدمان، وكيفية التعامل مع هذه المشكلة..

في البداية تقول حنان مسلم: تزوجت منذ عشر سنوات وأنجبت ثلاثة أولاد، وسارت حياتنا هادئة لكن سرعان ما انقلبت رأسا على عقب فتغيرت معاملة زوجي وأصبح سيئ الخلق دائما ويضرب الأولاد، بجانب بخله رغم راتبه الكبير، وبعد فترة اكتشفت إدمانه فحاولت كثيرا معه كي يتلقى العلاج لكنه رفض، وطلبت تدخل أهله فازداد سوءا وطلب منى ترك المنزل لكنني رفضت من أجل أبنائي وتعليمهم.

مأساة أخرى يحكيها مصطفى علي محامي، فيروي قصة أخته التي أحبت أحد أقاربها، ورغم علمها بإدمانه إلا أنها أخفت عنهم حتى لا ينهوا الخطبة، وبعد الزواج بدأ في إهانتها وضربها حتى أنه سرق ذهبها من أجل الإنفاق على الحبوب المخدرة، وهي الآن منذ سنة في منزل والدها وطلبت الطلاق بعد محاولات عديدة معه لكي يتلقى العلاج، لكن أصدقاء السوء يجرونه إليه.

وتقول داليا الكومي، مدرسة 28 سنة: ارتبطت بزميلي بعد قصة حب، وقبل موعد الزفاف تغيرت معاملته ولم ينفذ باقي التزاماته، وبمواجهته اكتشفت تعاطيه للمواد المخدرة، وللأسف فصل من المدرسة وساءت سمعته وخسرت قصة حبي لأن أهلي رفضوا أن أكمل معه رغم تعهده بتلقي العلاج.

نصائح للزوجة

كيف تتعامل المرأة مع زوجها المدمن؟ حيرة تصيب الزوجة التي يقع زوجها في شبح الإدمان، فكيف تتصرف في هذه الحالة، وماذا تفعل حتى تتجنب المشكلات الزوجية التي يتسبب فيها الإدمان؟

تقول د. نادية جمال الدين، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الزوجية: عادة ما تتمثل الأسباب التي أدت إلى تعاطي الزوج للمواد المخدرة في الرغبة في نسيان مشكلات أسرية أو الهروب من الهموم حتى لا يتذكرها، لذا على الزوجة أن تتفهم المشكلات التي يمر بها وأن يكون بينهما حوار دائم حتى تجنبه الوقوع في الإدمان، أما في حالة اكتشافها لإدمانه عليها أن توليه اهتماما أكبر وتعطيه وقتا ومساحة أكبر من المعتاد وتشعره أنها تقف بجانبه وأنها معه في كل خطوة حتى يتم شفاءه، لكن  في حالة عدم استجابته لفكرة العلاج يجب أن تخبر أهله حتى يتدخلوا ويساعدوها في إقناعه بالعلاج، أما في حالة العند وعدم استجابته للعلاج فيجب أن تواجه المشكلة والخيار أمامها إما أن تصبر وتعطيه فرصة ثانية، لكن إذا وجدت سلوكا عدوانيا ضدها فيجب الابتعاد عنه لفترة، فإذا وصل الزوج لمرحلة السرقة فمعنى ذلك أنه أصبح إنسانا مغيبا بإرادته ودمر نفسه، لذا أنصحها بالابتعاد والحفاظ على ما بقي من أسرتها وأولادها.

 

الانفصال آخر الحلول

يقول د. عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب جامعة الزقازيق: قد يكون الانفصال الخيار الثاني بعد فشل محاولات العلاج، لكن أولا يجب أن ألفت النظر إلى أنه في مرحلة الخطوبة  يمكن للخطيبة كشف حقيقة إدمان خطيبها من خلال سلوكه وتصرفاته وفي هذه الحالة يمكنها اتخاذ القرار بالانفصال، أما بعد الزواج فيمكن بسهولة أن ينجح الزوج في الشفاء من الإدمان إذا كان شخصا جادا ومتحملا للمسئولية، فإذا كان بينهما أطفال فأنصح الزوجة بأن تساند زوجها حتى يتم شفاؤه خاصة أن فترة الإدمان تتخللها مشكلات أخرى مثل فشله في عمله أو عدم الإنفاق على أسرته، فإذا لم يكن هناك أولادا فللزوجة حرية الانفصال، لكنني أنصح دائما أن تتريث وتحاول مع الزوج لأن لها دورا كبيرا في دعمه وشفائه وحتى بعد الشفاء لها دور أكبر في عدم عودته للمخدر مرة ثانية.

أما د. محمد سمير عبدالفتاح أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية آداب المنيا سابقا فيقول: الإدمان يهدد أمن واستقرار المجتمع وكل الاضطرابات النفسية والسلوكية التي نعانيها وراءها المخدرات التي أصبحت خطرا يهدد المجتمع، لذا على الزوجة التي تكتشف أن زوجها يتعاطى أي مواد مخدرة أن تطلب منه تلقى العلاج، فإذا رفض فعليها أن تطلب مساعدة أهليهما في إقناعه، لكن في حالة رفضه لتدخلات الأهل فعلي الزوجة أن تبلغ عنه السلطات لأنه يعد شخصا خطرا ويمكن أن يرتكب جرائم تصل إلى القتل.

المصدر: كتبت : إيمان عبدالرحمن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1469 مشاهدة
نشرت فى 4 إبريل 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,253

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز