كرم الإسلام البنات وجعل لهن شأنا وقيمة فقد كانت المجتمعات القديمة تحتقر المرأة ويرون فى النساء جلب العار، وكانوا إذا رزقوا بالبنت قتلوها خوفا من الفضيحة أو خوفا من الفقر لأنها تحتاج من يعولها وينفق عليها، أما إذا رزق أحدهم بالولد فكان يفرح ويهنأ ويرتفع قدر المرأة التى تنجبه.
وكان إذا عرف أحدهم أن زوجته أنجبت أنثى كان الغضب يتملكه والغيظ يسيطر عليه ويسود وجهه أسف وغم ويختفى عن أعين الناس ويسأل نفسه هل يتركها وهو كاره لها ساخط عليها أم يدسها فى التراب؟
وقال تعالى فى كتابه العزيز فى سورة النحل عن ذلك «ألا ساء ما يحكمون »، أى أن الحكم بكراهية البنات أو قتلهن حكم سيئ لا يقره الإسلام ولا يرضاه.
وجاء الإسلام العظيم ونهى عن قتل الأولاد فقال تعالى فى سورة الإسراء «ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا .»
وكان هناك رجل رزق بسبع بنات فكلما رزق بواحدة منهن دخل على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله فيقول له الأمام أحمد مبتسما: الأنبياء آباء بنات فينشرح صدر الرجل.
وكرم الإسلام المرأة فنهى عن قتلها وجعل لها كيانا ماديا منفصلا عن زوجها، وأحل لها الميراث بعد أن كانت محرومة منه قبل ذلك.
وروى أن امرأة سعد بن الربيع جاءت إلى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقالت له: يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قتل معك يوم أحد، وقد أخذ عمهما مالهما فلم يدع لهما مالا إلا أخذه، فما ترى يا رسول الله؟ فوالله لا تنكحان إلا ولهما مال، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: يقضى الله فى أمرك.
ونزلت آيات المواريث فقال الرسول: ادعوا إلى المرأة وصاحبها، فلما جاءا قال لعم البنتين: اعطهما الثلثين واعط أمهما الثمن وما بقى فهو لك.
وقد أمر الإسلام الأزواج بالإحسان إلى نسائهم، فقال تعالى فى كتابه العزيز «وعاشروهن بالمعروف » سورة النساء، وقال الرسول الكريم «استوصوا بالنساء خيرا »، وقال «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم » الترمذي، هكذا كرم الإسلام البنات والنساء وجعل لهن عزة وكرامة وكيان .
ساحة النقاش