في هدوء شديد وصمت مطبق، كعادتها وعادة وزارة الثقافة في أنشطتها المحدودة وكأنها تداري على شمعتها خوفا من الحسد، افتتحت وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم في حضور عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، قصر السينما بجاردن سيتي التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، بعد تجديده وتطويره وإعادة تأهيله.
حدث كهذا كان يجب أن تستغله الوزيرة ومعاونيها في الرد على الاتهامات المتلاحقة لوزارة الثقافة بأنها لا تقدم أنشطة ولا رؤى واقعية تخدم المثقفين، وجاء هذا الحدث المهم، افتتاح قصر السينما الذي أتم عمره الثلاثين، والذي لا نعرف سببا واقعيا لإغلاقه لأكثر من ثلاث سنوات بدعوى تطويره سوى تأمينه في إطار الحماية المدنية، جاءت المناسبة لنرى افتتاحا هزيلا غاب عنه الصحفيون والإعلاميون وأهل الفن ـ باستثناء الفنانة لبلبة والنقيب أشرف زكي.. فقط لا غير! فهل تكون الحجة أن الفنانين كلهم في مارينا وهايسندا، طيب وماذا عن الصحفيين المرابطين في صحفهم، الحدث كشف عن تقصير يحاسب عليه صناعه وفي مقدمتهم معالي الوزيرة، فلم تكلف أية جهة من الوزارة ـ ولا حتى مدير القصر الفنان تامر عبد المنعم ـ نفسها عناء إبلاغ المثقفين بموعد الافتتاح ودعوتهم إليه، فافتتاح قصر السينما وهو القصر المتخصص الوحيد على مستوى مصر، هو أمر لا يخص السينمائيين وحدهم بل جموع المثقفين، وبالتالي فإن دعوتهم واجبة على وزارة الثقافة، بدلا من هذا الافتتاح الهزيل، أقول هذا رغم تقديري للجهد الذي يبذله محمد منير المستشار الصحفي للوزيرة، ولكن الأمر تشترك فيه جهات كثيرة داخل الوزارة جميعها لم تكلف خاطرها بدعوة النجوم لبيتهم وخلق جو من التفاؤل بحدث طالما تساءلنا عن تعثره.
يذكر أنه تم تكريم المصور السينمائي الفوتوغرافي محمد بكر أقدم مصور فوتوغرافي خلال حفل الافتتاح، كما تم تكريم اسم الراحل حسن الإمام مخرج الروائع وتسلم درع التكريم ابنة الراحل زينب حسن الإمام.
ساحة النقاش