بقلم : طاهــر البهــي
قبل أن نحتفل الشهر المقبل بذكرى ميلاد الأسطورة محمد عبد الوهاب، أتذكر قصتي مع أخلص زوجاته وأكثرهن فهما ورقيا وخوفا على سيرته..
قبل صدور كتابي الأول عن المرأة في حياة الموسيقار المبدع محمد عبد الوهاب، حدث أن نشر عنه خبر صغير في صحيفة واسعة الانتشار، وكان الخبر على صغر مساحته ومحتواه الخالي من أية إثارة؛ ولكن بعد أن وصل الخبر إلى السيدة العظيمة نهلة القدسي، أجرت عددا من الاتصالات العاجلة مع هيئة مستشاري الموسيقار المجدد الذي تشرفت بسماع صوته لمرة واحدة عبر الهاتف الأرضي وكنت بصحبة مطرب شهير، إلا أن "الأستاذ" رحل عن عالمنا قبل صدور الكتاب، وكانت هيئة أصدقاء ومستشاري الراحل الكبير تضم باقة متفردة من كبار الكتاب والصحفيين الرواد الذين هم يعدون أساتذة أجلاء للعبد لله، لأتلقى مكالمة في مكتبي من أحد رؤساء التحرير لمطبوعة فنية كبرى يبدي فيها انزعاجا لا يخفيه من قبل السيدة نهلة القدسي ـ ودورها معروف في حماية سيرة ومسيرة الأستاذ عبد الوهاب ـ وتلقيت طلبا أقرب إلى النصيحة بالعمل على وقف طباعة الكتاب الذي تحدث الخبر عن أنه يناقش حالة الحب والعشق من الأستاذ عبد الوهاب للمرأة، وكيف أنها كانت هي ملهمته على طول الطريق، وهو ما شرحته بالتفصيل لأستاذي الكاتب ورئيس التحرير الذي لم يكتف بوعدي والتزامي بأن الكتاب لا يسيء إلى الموسيقار، ولكنه طلب مخطوط الكتاب حتى يطمئن أسرة الموسيقار؛ فاعتذرت مكررا الوعد والالتزام، حتى تمكنت من إصدار الكتاب الذي وصفه البعض بأنه باقة ورد مهداة إلى عبد الوهاب وإلى السيدة نهلة القدسي نفسها، وهو مغزى هذه السطور؛ فالسيدة نهلة القدسي منحت عمرها لخدمة الزوج والفنان وكانت من الزوجات اللاتي يصدق عنهن القول "وراء كل عظيم امرأة عظيمة أيضا".
ساحة النقاش