بقلم : نجلاء ابوزيد

فى حياة كل منا جرح خفى وربما أكثر من جرح لا يراه أحد, وبين الحين والآخر يؤلمه ويؤرقه, يجعله يدخل حالة من الحزن ربما لا يستطيع أن يفسر أسبابها حتى لأقرب الناس إليه, لأن الآخرين وإن حاولوا لن يستطيعوا الشعور بجرحه الذى يتسبب فيه عادة من ظن يوما أنهم أقرب الناس كحبيب سابق تركه حائرا لا يعرف لما ظهر ولما رحل, أو صديق وثق فيه وغدر به دون أن يفهم لماذا طعنه بهذا الشكل, والمحصلة النهائية لهذه النوعية من الجروح حالة من عدم الثقة فى المحيطين بك فلا تعرف من أين سيأتى الجرح القادم ومن سيطعنك ويجرحك وتنزف دون دماء,فأصعب مافى الجروح الخفية التى تجرح القلوب أننا عادة نلوم فيها أنفسنا فلا نكتفى بما تعرضت له من جرح على يد من ظننا أنهم الأقرب والأوفى لكن نأتى نحن أيضا عليهافلا نواسيها أو ندعمها لكن نسلخها بالاتهامات لأنها نفس بريئة أحبت ووثقت فى زمن قلت فيه الثقة والبراءة, ويزداد الألم ويتسع الجرح ويدمرنا داخليا فلا نرى فى العالم أى بارقة أمل بل نراه مجموعة من المنتفعين الذين يعيشون على جرح القلوب البريئة فلا نعطى أنفسنا الفرصة لتجد ما تستحقه ويقدر براءتها,وهذه أكبر طعنة نوجهها بأيدينا لقلوبنا التى انهكتها جروح الحياة, ولأننى ما زلت أؤمن أن الأحلام لا تتوقف والقدرة على الحب هى من تمنحنا القدرة على تحمل كل أعباء الحياة وضغوطها أقول لكل قلب جريح ما زال هناك غد لم يأت بعد, وصديق يشبهك لم تقابله بعد, وقلب سيبادلك الحب لكنه لم يأت بعد فلا تترك نفسك لهذه الجروح الخفية حتى تميت قلبك وقدرتك على الحياة لكن ضمد جروحك بيدك ولا تقسو على نفسك فأنت عندما أحببت ووثقت عشت كإنسان فلا تسمح للغدر والخيانة أن يجعلاك تفقد إنسانيتك فما زال هناك ضوء سيظهر فى حياتك ولكن عليك أولا علاج جراحك بنفسك لنفسك.

المصدر: بقلم : نجلاء ابوزيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 471 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,876,957

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز