
ابتسام أشرف
في السنوات الأخيرة شهدت مصر حالة غير مسبوقة من الحراك الشبابي، قامت على الإتاحة، والإيمان بالقدرات وإفساح المجال أمام طاقات لم تكن تجد طريقها إلى المشاركة الفاعلة من قبل، فمع تولي الرئيس عبد الفتاحالسيسي مقاليد الحكم، تحول ملف الاهتمام بالشباب من شعار إلى سياسة تطبق على أرض الواقع لها أدواتها وخططها ومساراتها التنفيذية.
في جولتنا التالية ترصد حواء» شهادات مجموعة من الشباب الذين عايشوا هذا التحول، واختبروا أثره ف مساراتهم المهنية والاجتماعية والسياسية.
في البداية توضح فاطمة رجب، 32 عاما الحاصلة على ماجستير إدارة الأعمال وعضو مجلس إدارة إحدى الشركات، أن السنوات
الأخيرة شهدت تمكينا واسعا للشباب واعترافا بدورهم في القيادة والعمل العام، وتري أن الرئيس السيسي يضع قضايا الشباب في مقدمة أولوياته رغم التحديات التي تحيط بنا، هذا ما ظهر في نسب المشاركة المرتفعة للشباب في مجلس النواب في الدورات السابقة وتمثيلهم كنواب ومساعدين للوزراء والمحافظين، لافتة إلى أن المبادرات المجتمعية التي تعني بواقع الأسرة المصرية والشباب كثيرة بل وتركز على تطوير حياتهم وأوضاعهم المجتمعية، وهناك كثير من أصدقائها استطاعوا من خلال دعم ومساندة الدولة للشباب في تأسيس المشروعات الخاصة بهم بقروض ميسرة وبسيطة.
ویری عصام عبد الحميد خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن الدولة منذ إطلاق البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة ثم الأكاديمية الوطنية للتدريب اتخذت خطوات جادة لتطوير واقع الشباب المصري من خلال البرامج التدريبية التي ساعدت الكثيرين في تقلد مناصب إدارية عليا وعمرهم لم يتجاوز الثلاثين عام، وعن نفسه فقد تلقي أحد هذه التدريبات ويأمل في أن تساعده في المرحلة المقبلة على أن يحقق آماله وطموحاته في الوصول إلى كادر وظيفي جيد.
وتقول ليلى زيدان: منذ دخولي الجامعة كنت أهتم بشكل كبير بالعمل العام والمجتمعي، فقد كانت لي أنشطتي أثناء دراستي، بعدها انضممت لشباب المحليات فكنا نساعد في تدريب الشباب على مسئوليات المحليات للمشاركة في انتخاباتها، وقتها من حسن حظي تقلد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، وكان من ضمن وعوده أن الشباب سيكون له وضع مختلف ومهم في المشاركة السياسية عما سبق، وحينما علمت بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، تقدمت للالتحاق به والحمد لله وفقت وتم اختياري ضمن شباب البرنامج دون أي واسطة أو مجاملة، فقط بتقديم رؤيتي كشابة مصرية.
انطلقت فكرة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، ويهدف لإعداد جيل من الشباب وتأهيلهم للقيادة كي يكونوا قادرين على تولي المسئولية وتحمل مهام العمل السياسي والإداري والمجتمعي بالدولة، كما يهدف البرنامج لخلق كفاءات شبابية ذات وعي وطني وإدراك شامل لما يواجهه الوطن من تحديات، وقد مررنا من خلاله بمجموعة من التدريبات المختلفة في جميع المجالات سواء من الناحية السياسية والاقتصادية، وأيضا الناحية الإدارية وغيرها، فهو ينقل الشباب من خبراته المحدودة ووجهة نظره الضيقة لآفاق أوسع ووجهة نظر أشمل وأكثر استيعابا، بعدها تطرق الأمر من كوننا نخضع المجموعة من التدريبات ليس إلا لنزولنا للمشاركة الفعلية على أرض الواقع، كالمشاركة في المؤتمرات.
بعدها انطلقت مبادرة حياة كريمة بالعمل على وضع إجابة لسؤال كيف نغير واقع المواطن المصري للأفضل، كيف نساعده ليشعر بالإنجازات التي تحدث من حوله، في البداية كانت حياة كريمة» تستهدف القرى والمراكز والنجوع، عن طريق توفير العديد من الخدمات والموارد المختلفة التي قد تعانى هذه المناطق من نقص فيها، ثم شملت جميع المناطق والمحافظات وعملت على تحسين جودة الحياة والتخفيف عن كل كاهل المواطنين في الأماكن الأكثر احتياجا سواء الريف أو المناطق العشوائية في الحضر وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد، لذا وجدت ضالتي في المشاركة في هذه المبادرة.
ويرى يوسف إسماعيل، خريج كلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن كل خطوة داخل الجامعة كانت مردود لما يحدث في المجتمع من تمكين للشباب وفتح أبواب الحياة لهم سواء من اهتمام بالأنشطة والاتحادات الطلابية، أو ترشيحطلاب الجامعات للمشاركة في العديد من المؤتمرات والمحافل السياسية، فقد أصبح الآن لدى الشباب الوعي السياسي الموازي لأهداف التنمية المستدامة
التنشئة الاجتماعية
تعلق بسمة سليم، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية على تمكين الشباب سياسيا قائلة: إن التمكين الحقيقي للشباب يبدأ من المنزل قبل أن يتعزز عبر المؤسسات والدولة، فالتنشئة الاجتماعية المتوازنة هي الأساس الذي يبنى عليه جيل قادر على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية، فالطفل الذي يمنح مساحة للتعبير ويشجع على طرح أفكاره، ويتعلم مهارات النقاش واحترام الاختلاف، يكبر وهو يمتلك أدوات القيادة، ويصبح أكثر قدرة على الاستفادة من فرص التمكين التي توفرها الدولة اليوم.
وتضيف: تجعل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الحالية من الضروري إعداد الشباب نفسيا لمواجهة هذه التحديات، فالدعم العاطفي وغرس قيم العمل الجماعي وتدريبهم على حل المشكلات واتخاذ المبادرات، جميعها عوامل تصنع شخصية قادرة على النجاح، كما أن التمكين السياسي والاقتصادي الذي يحصل عليه الشباب الآن لن يؤتي ثماره الكاملة إلا إذا توازى مع وعي نفسي واجتماعي وهذه مسئولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وتختتم بسمة حديثها قائلة: اليوم أمام الشباب فرصة ذهبية ليكونوا قادة حقيقيين وكل ما يحتاجونه هو المبادرة، واستثمار ما تقدمه الدولة من برامج وتمكين والإيمان بأن صوتهم قادر على التأثير وصناعة المستقبل.



ساحة النقاش