نهى عبدالعزيز 

شهدت السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا من الدولة بالشباب وتمكينهم على كل المستويات ما انعكس إيجابيا على الجيل الجديد الذي ارتفع سقف طموحاته ليصل إلى عنان السماء كما اتخذ الكثير منهم خطوات فعلية ليصل إلى أحلامه.

في البداية عن طموحات الشباب تحدثنا جنا الألفى، لاعبة منتخب مصر في كرة السلة قائلة: منذ صغرى بدأ شغفى بلعبة السلة، وعندما وجدت اهتمام المسئولين بالرياضة والذي انعكس على متابعة من المدربين ومعسكرات إعداد، وبطولات أشارك فيها بشكل دوري، وقتها شعرت أن حلم الاحتراف يمكن أن يتحقق وهو ما حدث بالفعل.

وتستطرد مؤكدة أن احترافها جاء نتيجة مسار طويل من الدعم، ولولا وجود تمكين حقيقي للفتيات كنا سنظل على الهامش، ولكن حاليا أصبح في إمكان أي رياضية أن تحلم كما يحلو لها فهناك من يساندها لتصل إلى ما تريده.

ويتفق معها في الرأي السباح المصري المتميز علي خلف الله، ويقول: عندما بدأت ممارسة السباحة لم يكن هناك دعم مثل الآن وقتها كانت أحلامنا محدودة.

ويؤكد أن فكرة تمكين الشباب رياضيا مثلت نقطة فارقة مع أبناء جيله وأصبحهناك اهتمام واضح من الدولة تمثل في برامج تدريب علمية ومنافسات منظمة، ما جعل الطريق للأولمبياد حلما ليس ببعيد، بل على العكس تحقق بالنسبة لي أكثر من مرة.

ويضيف في كل مرة أعود فيها من بطولة، أشعر أن الإنجاز الذي حققته لا يخصني بمفردي بل هو نتيجة منظومة بدأت تهتم بالشباب وتعطيهم فرصا حقيقية تجعلهم يحلقون عاليا في سماء الأمنيات

العمل العام

من الرياضة إلى العمل العام، تذكر ولاء حسنى، التي تعمل في العمل المجتمعى أنها استفادت مما تقدمه الدولة للجيل الجديد من خلال المشاركة في المبادرات المجتمعية والعديد من المؤتمرات.

وتقول: من خلال تجربتي في المبادرات المجتمعية وتدريب الفتيات وتمكين الأسر اقتصاديا، أستطيع التأكيد أن الشباب عندما يحصلون على فرصة حقيقية لإدارة مشروع أو المساهمة في تطوير مكان تنمو داخلهم روحالقيادة، وقد ساعدتني برامج التدريب الحديثة والدعم المؤسسي على توسيع نطاق عملي والتأثير في حياة مئات الأسر.

أما خلود أشرف، حاصلة على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية فتقول: نشأت في أسرة تحرص على

تقديم يد العون للمحتاجين لذلك عندنا التحقت بالجامعة أول ما فعلته هو أن بحثت عن الجمعيات الأهلية التي يمكن من خلالها تقديم المساعدات والعمل فيها كمتطوعة وبالفعل اشتركت في الكثير من الأنشطة، ومع مرور الوقت بدأت أرى تغيرات كثيرة تحدث حولنا في هذا المجال من خلال ما تقوم به الدولة، وعلمت بمبادرة حياة كريمة» وفورا تقدمت كمتطوعة ورأيت بنفسي ما تفعلة الدولة في العمل العام وتقديم المساعدات لكل الناس دون تفرقة، وقتها علمت أنني وجدت شغفى وقررت أن أكمل في مجال المساعدة والخدمات المجتمعية لأن مع كل وقت يمر في هذا العمل أرى ما تتوسع به الدولة من دعم في هذا المجال. «سأصبح أول عالمة مصرية تحصل على جائزة نوبل في العلوم» بهذه العبارة بدأت كلامها رضوى حسين طالبة في السنة النهائية في كلية العلوم، وتقول: أنا شغوفة جداً بالعلم والدراسة والبحث العلمي، أريد تحقيق الكثير من الأشياء، أعرف هدفى جيدا وسأحصل على جائزة نوبل في المستقبل، حاليا أعمل مع اثنين من زملائى على مشروع في الجامعة، وأثناء التحضيرات نظمت الدولة مسابقة علمية واشتركت فيها وزملائي وتم تكريمنا وإبلاغنا بإمكانية تنفيذ هذا على أرض الواقع، وقتها أدركت اهتمام الدولة بالبحث العلمي، وقررت أن أعمل بجهد.

إدماج الشباب مجتمعيا

يعلق على ارتباط ارتفاع سقف طموح الشباب باهتمام الدولة د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي ويقول : وفقا لآخر دراسة أجريناها بالتعاون مع اليونسيف توصلنا إلى أن تمكين الشباب يساعد في تعزيز الصحة النفسية والمرونة لديهم ويسهم في إدماجهم اجتماعيا، ويقوي شعورهم بالانتماء وإمكانية المساهمة الفعلية في المجتمع وعندما تمنح فرصة المشاركة والتعبير عن الرأى والمساهمة للشباب يشعرون بقيمتهم وأن لهم دورا فعالا.

ويضيف: يساعد انخراط الشباب في الأنشطة المجتمعية على التكيف النفسي والاجتماعي ويجعلهم يشعرون أن لهم مكانا في مجتمعهم، وغالبا سيكون عندهم قدرة أعلى على التكيف النفسي، ويزداد إحساسهم بالانتماء، فتمكين الشباب ليس مجرد شعار، بل أداة أساسية لبناء مجتمع مستقر وقادر على مواجهة التحديات.