
أسماء صقر
حظى الشباب باهتمام بالغ من القيادة السياسية التي حرصت على تمكينهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من خلال خطوات جادة تجلت فى توليهم العديد من المناصب القيادية بعد تأهيلهم، فكيف أسهمت جهود الدولة لتمكين الشباب في تحسين أوضاعهم المعيشية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم ومشاركتهم في الحياة العامة؟
«حواء» التقت د. منى الحديدي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان، ومقررة لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة للتعرف على المردود الاجتماعي والسياسي لتمكين الشباب في الجمهورية الجديدة.
في البداية تقول د. منى اهتمت الدولة بتمكين الشباب على المستوى السياسي بعد إلحاقهم ببرامج التدريب والتأهيل مثل البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة الذي أتاح للشباب التدريب على مهارات القيادة والإدارة والسياسة العامة والمؤتمرات الدورية التي وفرت منصة حوار مباشر بينهم والرئيس بجانب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين التي جمعت شبابا من مختلف الفئات، وأتاحت لهم الفرصة للإعداد للمستقبل والمشاركة في الحياة العامة، وهناك كذلك البرامج التدريبية المتخصصة التي تقدمها الأكاديمية الوطنية للتدريب، كل هذا ساعد في إعداد جيل قادر على المشاركة وتقلد المناصب الإدارية العليا ومن هنا وجدنا نسبة تمثيل كبيرة للشباب في مجلسي النواب والشيوخ في الدورات السابقة، بجانب تعيين نواب ومساعدين للوزراء والمحافظين من الشباب.
وما أهمية التمكين السياسي للشباب؟
تكمن أهمية التمكين السياسي للشباب في تعزيز المشاركة الفعالة وتطوير مهارات القيادة والمشاركة في صنع القرار وتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة حيث يسهم التمكين السياسي للشباب في تعزيز الشعور بالولاء والإنتماء للمجتمع، كما يؤدي إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي من خلال تمكينهم من أن يصبحوا شركاء فاعلين في عملية التنمية، ويعد تمكين الشباب استثمارا في مستقبل الوطن حيث يساهمون في تحقيق الأهداف التنموية الشاملة ورؤية 2030، كما أن إندماج الشباب في العملية السياسية بطرق مؤسسية مثل المشاركة في الانتخابات ينتج عنه بناء جيل من القادة في المستقبل.
وكيف ترين التمكين الاقتصادي للشباب وأثره في تحسين أوضاعهم المعيشية؟
وفرت مؤسسات الدولة العديد من أدوات التمكين الاقتصادي للشباب، منها على سبيل المثال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، ما أتاح للشباب فرصة تأسيس مشروعاتهم الخاصة، وهذا ساهم في تحسين وضع الشباب من خلال زيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاستقلال المالي وترتب عليه آثار إيجابية على مستقبلهم عبر خلق فرص عمل وتنمية المهارات لديهم وتعزيز الثقة بالنفس والمشاركة المجتمعية، بجانب الحرص على توفير برامج تدريبية متخصصة في ريادة الأعمال ومهارات العمل اللازمة لسوق العمل الحالي والمستقبلي، مع الحفاظ على رفع كفاءة الشباب في إدارة المشروعات فضلا عن دعم الحرف اليدوية وتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات لخلق فرص عمل متنوعة، كما يساهم تمكين الشباب اقتصاديا في تنويع مصادر الدخل وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وكيف تم تأهيل الشباب لإنجاح تجربة تمكينهم سیاسيا واقتصاديا؟
من خلال برامج التدريب والتأهيل المهني التي توفرها الجهات المعنية ومنها الأكاديمية الوطنية للتدريب، والتي تعمل جميعها على تأهيل الشباب السوق العمل الحديث، ومواكبة تطور سوق العمل فيما يتعلق بالتحول الرقمي وريادة الأعمال مثل دعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا والابتكار ما أثر على تغيير وضع ومستقبل الشباب من خلال تقليل معدلات البطالة بينهم خاصة في المناطق الأكثر احتياجا، وتعزيز الاعتماد على الذات والانتقال من الاعتماد على الوظائف الحكومية إلى خلق فرص عمل ذاتية فالشباب أصبحوا قادرين على إدارة مشروعاتهم الخاصة.
باعتبارك مقررة لجنة الشباب بالأعلى للثقافة كيف تقرأين جهود الدولة لتوعية الشباب؟
أشعر بالإنجاز فقد تم الاعتراف بدور الشباب كقوة وطنية، وكوقود للمستقبل، ولم يعد تمكينهم خيارا بل ضرورة، ومن خلال عملي أجد أن الوعي والثقافة التي حرصت الدولة على نشرهما وتوفير مساحات للتعبير عن الرأي والمشاركة في النقاشات المجتمعية والعامة ساعد على تعزيز إدراك الشباب لدورهم السياسي.
وأخيرا.. كيف نعد الشباب للمستقبل من وجهة نظرك ؟
لابد من الاستمرار في جهود الدولة التي تعني بتطوير المهارات القيادية والإدارية للشباب وتنمية التفكير النقدي والإبداعي والعمل الجماعي والتواصل الفعال مع الآخرين وتنمية الذكاء الوجداني، بالإضافة إلى تعزيز المهارات الحياتية والتكنولوجية، وذلك من خلال دمج المحتوى المعرفي مع التدريب العملي والأنشطة التفاعلية والزيارات الميدانية، كما لابد من الاستمرار في تأهيل الشباب للتحول الرقمي من خلال تعزيز المهارات التكنولوجية والتركيز على أخلاقيات التكنولوجيا والأمن السيبراني والابتكار الرقمي.



ساحة النقاش