كتب : محمد عبدالعال
يحل شهر رمضان كل عام بالخير على العالم أجمع ويتسابق الجميع على فعل الطاعات وتقديم الصدقات طمعا فى الثواب من رب العباد انطلاقا من الوضية الإلهية "وأنفقوا مما رزقناكم"،ومع الظروف التي تمر بها البلاد بات التبرع واجبا مجتمعياليتكاتف الجميعلعبور الأزمات؟
أوجه الصدقات، وتوقيت إخراج زكاة الفطر، ومشروعية إخراجها للمستشفيات والجمعيات الأهلية موضوع هذا التحقيق..
فى البداية يقول د. سيف رجب قزامل، عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق:يستحب الإكثار من إخراج الصدقات خلال شهر الخير والعطاء، وبقدر ما ندعو إلى التبرع إلى المؤسسات الخيرية والمستشفيات التى تقدم خدمات طبية بالمجان إلا أنه يجب على تلك الجهات إظهار إنجازاتها وأجه صرف الصدقات التى قدمت لها، لافتا إلى أن الزكاة حق للفقراء يجب أن تعطى بستر دون منى أو إيذاء، مؤكدا على جواز التبرع للمؤسسات والجمعيات الخيرية لما تقوم به من أعمال مجتمعية تتفق مع مبادئ ومقاصد الشريعة كإطعام الجائع وكسوةالعاري وفك الأسرى وإعانة الغارم.
التبرع والإعلانات
يرفض د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر استخدام المرضى والمحتاجين في الإعلاناتمستشهدا بقول الله تعالى "لله العزة ولرسوله والمؤمنين"، وحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة"،داعياإلى محاكمة من يستخدم المرضى أو الأطفال لجمع التبرعات واعتبارها تجارة رخيصة لاتليق بالشعب المصرى.
ويقول د. كريمة: إن إنفاق جزء من أموال التبرعات المقدمة للمؤسسات الخيرية في إذاعة إعلانات لها حتى وإن كانت دعوة للتصدق لها خلال شهر رمضان غير جائز شرعا لأن أموال الزكاة والتبرعات يجب أن تصرف للمساكين والمحتاجين والعاملين عليها فقط كما حدد الشرع، معللا ذلك بأنه يهدر تكافؤ الفرص بين الجمعيات ويوجه التبرعات إلى المؤسسات التي تعلن عن نفسها أكثر من غيرها التي لا تملك فعل ذلك قائلا: أرى منع الإعلانات نهائيا لأنها تظلم الجمعيات التي ليس لديها القدرة لعمل إعلان لها، فهناك مؤسسات وجمعيات غير مشهورة تؤدي أفضل كثيرا من الجمعيات المشهورة.
ودعا كريمة جموع المصريين إلى تحرى الدقة عند دفع أموال الزكاة وإرسالها إلى جهات معلوم إنفاقها لدى الدولة،وناشد الأجهزة الرقابية بالدولة استكمال دورها الوطنى في معرفة أوجه إنفاق جميع المؤسسات التي تتلقى التبرعات.
زكاة الفطر
أما د. محمد الشحات الجندى،عضو مجمع البحوث الإسلامية فيقول:من أفضل أوجه إخراج الزكاة خلال شهر رمضان أن يتبرع الفرد لبعض الأشخاص المحتاجين بمنطقتهالسكنيةأو الأقارب المحتاجين، كما يمكن التبرع للمؤسسات والمنافذ الرسمية، أما عن زكاة الفطرفهى واجبة على كل فرد من المسلمين صغيرا كان أو كبيرا، ذكرا أو أنثى،ويجوز إخراجها قوتا أو نقدا، لافتا إلى أن دار الإفتاء المصرية تفتى بقول الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودا تيسيرا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، ويجب إخراجها قبل صلاة العيدفإذا ما تأخر المسلم فى إخراجها لما بعد الصلاة كانت صدقة ولا تُجزي عن زكاة الفطر، منبها على ضرورة إخراج زكاة الفطر في مصارفها الشرعية التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم خاصة للفقراء والمساكين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اغنوهم عن السؤال في هذا اليوم"، مؤكدا أن الأقربين أول من يكون لهم حق الزكاة إن كانوا محتاجين.
وتابع: بينت الشريعة الإسلامية أن الحكمة من إخراج زكاة الفطر إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال في يوم وليلة العيد، وحتى يستطيع الفقير أن يلبس الثياب الجديدة هو وأسرته ولا يشعرون بالعجز في هذا اليوم،لذا يستحب التبكير بزكاة الفطر لكى تستطيع كل أسرة شراء احتياجاتها وإدخال البهجة والسرور على الجميع.
انتهاك إعلامى
أما عن إعلانات التبرعات التى تبثها الفضائيات وتستغل المرضى والأطفال فتقول د. ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق:يعد استغلال الأطفال والمحتاجين في إعلانات التبرعات انتهاكا مؤلما لخصوصية المرضىكما تعطى انطباعا وصورة غير حقيقة عن الشعب المصرى، لذا أدعو إلى ضرورة التنسيق واختيار طرق عرض مناسبة تعطى شرحا عن كيفية استغلال أموال المتبرعين خلال الشهر الكريم بطرق نافعة،كما أدعو المجلس الأعلى للإعلام إلى وضع معايير محددة لتلك الإعلانات وتوقيتها ومنع استخدام الأطفال بها، مؤكدة أن عرض إعلانات التبرعات بصورة كبيرة يشتت انتباه المتبرع ويفقد القدرة على الاختيار الصحيح.
ساحة النقاش