كتبت : هدى إسماعيل

عالم آخر يسكن خلف أسوار الجامعة يحلم به الكثير من طلاب الثانوية العامة، يرونهفرصة للتحرر بعد أن كانوا سجناء طيلة مدة الثانويةالعامة التى كانت ككابوس زرع الرعب في قلوبهم، لكن هل الحياة الجامعية وردية كما يظن الكثير من الطلاب أنها مجرد لعب ورحلات ومساحة حرية؟ أم مرحلة تتعاظم خلالها المسئولية؟

دعونا نلقى نظرة عن قرب لنرى حال طلاب الجامعة وتصوراتهم عن تلك المرحلة..

في البداية تقول هديل سيد، طالبة بالفرقة الرابعةبكلية التجارة: في مرحلة الثانوية كان مفهومي للجامعة أنها مجرد رحلات وتحرر من المذاكرة والحرية في حضور المحاضرات دون رقيب لكن بعد رسوبي في السنة الأولى تغيرت الأمور في نظري، فشعور الفشل مرعب، وقتها أدركت أن هناك مفاهيم كثيرة خطأ نبني عليها المستقبل ويجب إعادة النظر فيها.

أما وائل حسين،طالببكلية التجارة فيقول: الحياة الجامعية ليست كما توقعنا ولم أشعر بالفارق إلا بعد أن رسبت في السنة الأولى بالكلية في هذا الوقت تأكدت أن النظرة للحياة الجامعية ليست كما كنت أظن, فهي مرحلة جد وتعب ومذاكرة وبداية للخروج للعالم الخارجي والتعامل مع الواقع.

ويقول سامح صلاح،طالب بكلية الهندسة: عندما التحقت بكلية الهندسة أدركت أن المرحلة الثانوية كانت مجرد تمهيدا لما بعد ذلك, فالحياة الجامعية تحتاج مذاكرة وتعب وجهد والتزام أكثر من الثانوية العامة, لكن الفارق هنا ألا أحد يراقبك أو يحاسبك إلا نفسك, فنجاحك أوفشلك منسوب لك فقط.

على النقيض تقول نهى جميل، طالبة جامعية:يتمتع الفردبمساحة شخصية أكبر بالجامعة عن الثانوية فليست كلها محاضرات ومكتبات ومذاكرة,فهناك رحلات وسفر وسهر، ما يجعل منها مرحلة يجب الاستمتاع بها قبل الخروج إلى الحياة العملية.

رهبة المكان

أما عن مشاعر طلاب الفرقة الأولى فتقول د. أمنية شبايك، المدرس المساعد بقسم الصحافة والنشر جامعة الأزهر: يعانىطلاب السنة الأولى في الجامعة في البداية رهبة المكان والمرحلة الجديدة عليهم، لذا أنصحهم بأن يطمئنوا تماما لأن هذا وضع طبيعي مررنا به جميعا في البداية وسيعتادون عليه سريعا، ومن أفضل ما يعين على ذلك انتقاء أصحاب صالحين ومشجعين على الاجتهاد والمذاكرة والابتعاد عن المحبطين قدر المستطاع.

وتضيف: عليهم أن يستعدوا لاكتساب مهارات جديدة تعود عليهم بالنفع في الدراسة وحياتهم عموما مثل القدرة على إنجاز أكثر من عمل في نفس الوقت، وأبسط مثال على ذلك أنهم سيعتادون كتابة المحاضرات مع الاستماع والفهم في نفس التوقيت، وكذلك الحرص على تحسين اللغة الإنجليزية من الآن مع الالتزام بحضور المحاضرات ومعرفة المطلوب وتنفيذ التكليفات إن وجدت، والمراجعة السريعة أولا بأول، وعمل جدول مذاكرة منظم وعملي قبل بدء الامتحانات بفترة كافية والالتزام به، ومن الأفضل أن يحرصوا مبكرا على تثقيف أنفسهم بشكل عام وفي مجال تخصصهم خاصة من خلال مصادر أخرى غير كتب ومقررات الجامعة، ويمكنهم الاستفادة من الإنترنت بمواقعه المختلفة في التعلم والتدريب بشكل ينفعهم ويوفر لهم التكلفة والوقت.

عالم آخر

تقول د. سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع:يشعر نسبة ليست بضئيلة من الطلاب في العام الأول من الدراسة في الجامعة بمشاعر القلق والتوتر التي تؤدي إلى الانغلاق والانطوائية، ويرجع السبب في ذلك إلى شعورهم بعظم الفرق بين تلك المرحلة وما يسبقها أثناء الدراسة بالثانوية، مع تواجد البعض وحيدا بعيدا عن زملاء الدراسة ورهبتهم من تكوين صداقات جديدة.

وتتابع: على الطالب أن يعي تمامًا أن هناك فرقا كبيرا بين المرحلة الثانوية والجامعية وكلاهما يملك سحره الخاص، فالعالمالجديد بالجامعة يؤهله بشكل كبير لاكتساب مهارات اجتماعية وخبرات لا حصر لها ما يجعله قادرا على تكوين علاقات وصداقات أكثر عمقا ووعيا في الحياة العملية فيما بعد، لذا أنصح الطالب بالتحلى بالحماسوالانطلاق للإقبال على تلك المرحلة وحتى يتم التخلص من أي شعور بالقلق والانغلاق، واختيار أصدقاء يتحلون بمبادئ وأخلاقيات قويمة.

حياة جامعية مثمرة

تقدم د. ناهد نصر الدين، أستاذة التنمية البشرية بعض النصائح للطالب الجامعي قائلة: استقبال العام الدراسى الجديد بالجد والثقة بالنفس لأنهما من أهم عوامل النجاح لدى الطالب، مع محاولة تنظيم الوقت جيدا بوضع جدول يومى لأيام الدراسة وكذلك الاستفادة من أوقات الفراغ بالقراءة والاطلاع على كل ما هو مفيد فى الحياة، مع ضرورة الانتباه والتركيز أثناء وقت المحاضرة وكتابة العبارات والأسئلة المهمة التى يؤكد عليها المحاضر، وتجنب الغياب المتكرر عن المحاضرات قدر المستطاع لأنه يؤثر على مستوى التحصيل العلمى ويعطى انطباعاً سيئاً لدى الأساتذة، بالإضافة إلى تكوين صداقات وعلاقات جيدة تساند الطالب وقت الجدويقضى معهم أحلى الأوقات، ومحاولة الانضمام والمشاركة فى الأنشطة الطلابية التابعة لاتحاد الطلاب لاستثمار طاقتهوتدريبه على العمل الجماعى، وأخيرا يجب الاستفادة من السنوات الدراسية الماضية وما واجهه خلالها من صعوبات وعوائق وكيفية التغلب عليها فالإنسان الناجح هو من يستفيد من تجاربه السابقة

المصدر: كتبت : هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 718 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,820,721

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز