بقلم : طاهـر البهـي

هو واحد من أساطيرالكوميديا النظيفة،وعلى الرغم من كونه لم يصعد إلى مساحة النجومية المطلقة؛ حيث كان دوره بل وحياته كلها محصورة داخل المنطقة الدافئة بين النجومية والأدوار الثانوية؛ إلا أن جمهوره وعشاقه ومحبيه الذين يحفظون اسمه عن ظهر قلب ويرددونه، بل ويبحثون عن الأعمال السينمائية التي يضيأها ويطل منها بوجه اكتسى بخطوط الزمن وعلامات الخبرة، هؤلاء يقدرون بالملايين ليس في مصر فقط، بل على امتداد الوطن العربي كله والمهجر أيضا؛ لأن وجوده داخل فريق عمل يعني مهره بطابع الجودة،فهو من فنانيالأدوارثانوية القليلين الذين تركوا بصمةعلى وجه ووجدان المشاهد الناطق بلغة الضاد،من المؤسف أنه كلما حلتذكرىميلاده أو رحيله لا يتذكره أحد اللهم إلا فيلم سينمائي يعرض صدفة هنا أو هناك!

اسمه الحقيقي محمد كمال المصري المولود في 18 أغسطس 1886 في حارة ألماظ في شارع كان والده معلما ،» محمد علي « الفن والبهجة بالمعاهد الأزهرية، كان طبيعيا أن تختطفه السينما عام 1928 ، حيث قدم أول أدواره في مقابل أجر 50 جنيها وهو » سعاد الغجرية « فيلم رقم كبير وقتها، وتوالت الأدوار حيث طلبه نجيب الريحاني في ثلاثة أفلام هي سلامة في خير . 1937 ، سي عمر 1940 ، أبو حلموس 1947 وقف أمام أم كلثوم في فيلمي سلامة وفاطمة،  وهو اسم إحدى ،» شرفنطح « اشتهر باسمالشخصيات التي جسدها في إحدى المسرحيات، وحينما تزوج اشترط على زوجته عدم الإنجاب لعدم إحساسه بالأمان تجاه غدر المرض، وبالفعل هاجمه مرض الربو وقرر الاعتزال والبقاء في مسكنه الصغير بحارة ألماظ، وعانى من الفقر والوحدة بعد أن اختفت عنه الأضواء، ولم يبق بجانبه سوى زوجته.