كتبت : سكينة السادات

يا بنت بلدى السؤال الأزلى الذى لا يجد له جواباً مؤكداً هو: هل يستطيع العقل أن يتحكم فى نبضات القلب؟ هل يمكن للعقل أن يقول للقلب (ستوب) أى توقف عن المضى فى ذلك الطريق؟ باختصار هل يمكن للتفكير العاقل أن يمنع من التردى فى عاطفة قد تكون مدمرة؟ هل تعرفون أن زيجة واحدة فاشلة فى حياة الإنسان قد تفسد حياته إلى الأبد ومن الممكن القول بأن بعض الناس تؤثر فيهم عاطفة واحدة غير مناسبة - حتى بدون زواج - تؤثر فى حياتهم طول العمر؟ سبب هذا الجدال عندما أجابتنى قارئتى إيمان بقولها: أعرف أن حب فى غير محله ولا يجب أن يستمر ولكن ماذا أفعل إنه قلبى الذى يأمرنى بذلك الحب!

 

lll

 

قالت قارئتى إيمان (27 سنة): سوف أحكى لك يا سيدتى كل الحكاية بصراحة تامة ورغم أننى أعرف رأيك مسبقاً بل إننى أشعر بمدى خطورة الاستمرار فى تلك العلاقة ولكننى يا سيدتى لا أستطيع أن أكف عنها! إنه قلبى الذى لا أستطيع أن أتحكم فيه والذى ينتصر دائماً تمهلى وسوف أحكى لك الحكاية منذ البداية!

 

أنا من أسرة متوسطة الحال والدى يشغل وظيفة مهمة فى الحكومة فهو محام يعمل مديراً للشئون القانونية فى أحد دواوين الحكومة ومستشاراً قانونياً لعدة وزارات وله مكانة كبيرة فى المجتمع كمرجع فى القانون المدنى والدولى، ومن هنا كانت رغبته فى أن يكون كل أولاده الثلاثة أخواى الكبيران وأنا من دارسى القانون فى كلية الحقوق المصرية، ولله الحمد والشكر تحقق له ما تمنى وتخرج أخواى فى كلية الحقوق والتحقا بالعمل فى إحدى الشركات المعروفة، وتخرجت أيضاً فى كلية الحقوق مثل أبى وأخواى وعملت أيضاً بشركة كبيرة فصرنا جميعاً عائلة حقوقية يضرب بها المثل فى الانضباط والاعتدال والتسامح، هذا من ناحية والدى الذى كان نموذجاً للإنسان الطيب الكريم المتسامح المتواضع الذى كان يفسح المجال لكل الأهل والجيران والأصدقاء لاستشارته فى كل ما يعترض حياتهم من مشاكل بدون مقابل ولوجه الخير والمحبة، ولن أنسى أن أقول لك كم كان نظيفاً أنيقاً مبتسماً دائماً هادئاً رقيقاً، أما والدتى فقد كانت طيبة القلب لكنها (عصبية) جداً وهذا ناتج عن خوفها المبالغ فيه علي أنا وإخوتى الكبار وأبى، وكانت دائماً ما ترجح الخطر والأفكار السوداء وتفترض السوء، فمثلاً إذا تأخرت فى الجامعة نصف ساعة عن موعدى ولم أرد على المحمول لأنه (فارغ شحن) مثلاً أو لم أسمعه فى أسفل حقيبة يدى فإنها تظن فوراً أننى قد أصبت فى حادث طريق أو تعرضت لأى أذى وكذلك أخواى الكبيران، ومن هنا كانت دائماً عصبية متوترة لا تصدق أننا بخير إلا عندما ترانا بعينى رأسها وتتحسس كل جزء فى أجسامنا ثم نجدها تبكى وتدخل حجرتها لكى تصلى ركعتين شكر لله على سلامتنا! ويكون ما جرى هو أن المحاضرة تأخرت نصف ساعة - وهذا يحدث كثيراً - أو أن المواصلات كانت مزدحمة أو أية ظروف أخرى ولذلك ولكى نمنع الضغط على أمى فقد كنا أنا وإخوتى نحرص على أن نهاتفها ونقول لها كل شىء عن أماكن تواجدنا والوقت الذى نستغرقه عند العودة بالضبط ولكنها كما قلت لك يا سيدتى لم تكن تهدأ إلا عندما ترانا أمامها وتلمسنا وتتأكد بنفسها من سلامتنا! وكان أبى يتحمل عصبيتها ويلاطفها ويلاطفنا جميعاً ويقول لنا إنها شدة حب من أمى وشدة حرص على فلذات أكبادها وكنا نحاول تهدئتها بكل الوسائل ولكن هيهات!

 

وما زلت يا سيدتى لم أدخل فى الموضوع الذى أريد نصيحتك فيه وهو أننى فى الجامعة وفى عملى الجديد ولى فيه أكثر من عامين لم أجد الإنسان الذى يمكن أن أرتبط به عاطفياً أو أختاره زوجاً لى! كنت أستمع إلى الكثير من الشباب الذين يريدون أن ....................... لخطبتى فلا يتحرك قلبى ثم حدثت المفاجأة التى قلبت حياتى رأساً على عقب والتى جئت أستشيرك بشأنها!

 

الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 552 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,865,476

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز