إشراف: منار السيد - أميرة اسماعيل - إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع

للتغيرات المناخية والبيئية تأثير مباشر على صحة  الإنسان بشكل عام والمرأة بصورة خاصةنظرا لما تسببه من أمراض تنفسية وقلبية، وأخرى معدية تنتقل عن طريق الماء والغذاء ولا سيما عند الفئات الأكثر تضررا مثل الحوامل والمرضعات والأطفال والمسنات.

في السطور التالية يحدثنا خبراء متخصصين عن الآثار السلبية للتغيرات المناخية خاصة على المرأة والطفل، وكيفية مواجهة تلك الآثار للحفاظ على الصحة.

في البداية يقول د. كريم النحاس، مدرس واستشاري أمراض النساء والتوليد بالمركز القومي للبحوث: تغيرات المناخ والتلوث البيئي وثقب الأوزون والاحتباس الحراري مسميات مختلفة لكن مدلولها واحد، وجميعها تسبب زيادة الإصابات بسوء التغذية وأمراض الجهاز الهضمي والإسهال وأمراض الجهاز التنفسي والقلب، وانتشار الأمراض المعدية والجلدية ووهن الصحة العامة وضعف القدرات الوظيفية،بالإضافة إلىأنها تؤثر على المرأة في مراحل عمرها المختلفة، ففي سن الطفولة وقبل البلوغ تؤدي إلىضعف النمو والتقزم والذي ينعكس سلبا على أداء الغدد الصماء، وهذا قد يبكر أو يؤخر في البلوغ،وفى مرحلة البلوغ والشباب تؤثر على العادة الشهرية وانتظامها ما قد يضر بخصوبة المرأة وقدرتها على الإنجاب، كما تؤثر على المرأة خلال فترة الحمل ما ينذر بخطورة محتملة على سلامة الحمل واستمراره وأحيانا يسبب الإجهاض ويرفع نسبة الإصابة بتشوهات الأجنة والعيوب الخلقية، بجانب إصابة الأم بأمراض عدة أثناء الحمل أهمها ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل وسكر الحمل والأنيميا،بالإضافةإلىالإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي ومرض القلب والتي تهدد بموت الجنين أو تأخر نموه في الرحم أو الولادات المبكرة وغيرها من المشاكل الصحية الثانوية التي تصيب الجنين بسبب ضعف صحة الأم،وفيما يخص مرحلة انقطاع الدورة الشهرية، فالتلوث والحرارة والجفاف من الأسباب القوية لزيادة نسبة الإصابة بمشاكل انقطاع الدورة مثل الهبات الساخنة "الإحساس بالحر الشديد" وهشاشة العظام وتقصف الشعر وتساقطه وتعرض المرأة لمشكلات جفاف المهبل، كما أن للتغيرات المناخية دورا في زيادة الإصابة بالأمراض النفسية وأهمها القلق والأرق والاضطرابات النفسية وارتفاع حالات العنف الجسدي، لذا ينصح بالبعد عن مصادر التلوث والحفاظ على النظافة الشخصية والحرص على ضمان نقاء مياه الشرب ونظافة الطعام والبيئة المحيطة وضرورة الانتظام في زيارة الطبيب بصورة دورية للكشف المبكر عن الأمراض وعلاجها.

الأطفال والتغيرات المناخية

أما د. سارة فوزي سلام، استشاري الأطفال وحديثي الولادة وأستاذ مساعد صحة الطفل بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية بالمركز القومي للبحوث فتقول: الأطفال أكثر عرضة لتأثيرات المناخ عن البالغين نظرا لأن أجسامهم وجهاز المناعة لديهم مازال في مرحلة التطور، وتختلف تأثيرات تغير المناخ على الأطفال فقد تكون مباشرة وقصيرة المدى مثل التأثير المباشر على عدد الإصابات ووفيات الأطفال نتيجة الأمراض المرتبطة بالحرارة والتعرض للسموم البيئية، أو طويل المدىوغير مباشر مثل مشاكل الصحة العقلية والصعوبات التي تواجه الأطفال والمتعلقة بالإدراك والمعرفة واضطرابات ما بعد الغضب وتزايد العنف ومعدلات الانتحار بين المراهقين.

وتضيف: يؤدي التغير المناخيإلىأن يولد الأفراد مهددين بالإصابة بأمراض السمنة والاضطرابات الأيضية والعيوب الخلقية والحساسية والخلل النفسي وسوء التكيف، لذا لابد أن نعي جيدا بأن تغيرات الطقس وعدم توفير مصدر غذاء آمن ومياه شرب نقية تؤثر سلبا على صحة المولود، ويجب توعيةالأمهات نحو اختيارات تغذية بيئية صحية والرضاعة الطبيعية أمر مهم جدا، كما يجب زيادة الاستثمار في جعل الخدمات الرئيسية المقدمة للأطفال قادرة على التكيف مع تغير المناخ والصمود أمامه،بجانب أن تكون الخدمات الحيوية قادرة على التكيف بما في ذلك شبكات المياه وأنظمة الصرف الصحي وخدمات الصحة والتعليم وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وإشراك الشباب والأطفال في جميع المفاوضات والقرارات المتعلقة بتغير المناخ على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية.

ارتفاع درجة الحرارة

تقول د. ندا عز الدين، أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس قسم الباطنة بالمركز القومي للبحوث: ينتج تغير المناخ عن زيادة كمية الغازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيترون في الغلاف الجوي ما يؤدي إلىارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض الأمر الذى يصاحبه تواتر أيام الحر الشديد وزيادة مخاطر وطول مواسم الحرائق،لذا وصفت منظمة الصحة العالمية تغير المناخ بأنه أكبر تهديد للصحة في القرن الحادي والعشرين.

وتتابع: تتعرض الحوامل لخطر متزايد من الإجهاد الحراري بسبب المتطلبات الفسيولوجية للحمل، ويعد كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة أكثر عرضة للجفاف والإجهاد الحراري والالتهابات وتفاقم أمراض القلب والرئة، حيث ينتج التفاعل بين تلوث الهواء وضوء الشمس الأوزون والذى قد يؤدى استنشاقهإلىالإصابة بنوبات الربو ومشاكل التنفس، وقد ثبت علميا أن تغير المناخ يرتبط بزيادة احتماليةالإصابة بالربو وسرطان الرئة وأمراض القلب المزمنة والسكتات الدماغية والخرف لدى النساء الأكبر سنا.

وينصح د. أنور محمود الحاوي، أخصائي الجهاز الهضمي والأمراض المتوطنة والمعدية بجامعة عين شمس بالإكثار من شرب المياه خاصة للحامل والمرضع وكبار السن، وتناول الخضراوات والفواكه الطازجة والتي لها دور كبير في رفع مناعة الجسم والوقاية من الكثير من الأمراض، عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة خيفة التعرض للإجهاد الحراري الناتج عن الاحتباس الحراري خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.

المصدر: إشراف: منار السيد - أميرة اسماعيل - إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى زكى - أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 524 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,472,139

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز