بقلم : حنان سليمان

الدفء الأسري من أساسيات استقرار الحياة الزوجية، لكن للأسف نتيجة كثرة المشكلات والضغوطات ينعدم الاستقرار الأسري، ومع حلول فصل الشتاء فقد يكون بقاء الرجل بالمنزل لساعات طويلة سبب فى تقارب أفراد الأسرة واستعادة دفء العائلة، وقد يكون على النقيض تماما شرارة لاندلاع الخلافات الأسرية فكيف يمكن الاستفادة من ليالى الشتاء فى تحقيق الاستقرار الأسرى واستعادة لحظات الرومانسية بين الزوجين؟

كثير منا يحتاج إلى الطاقة الإيجابية في فصل الشتاء للوقاية من الإصابة باكتئاب الشتاء لعدم التحرك بحرية والخروج والمرح نتيجة برودة الطقس، وذلك بعكس ما يحدث في فصل الصيف، ولإعادة الترابط والدفء الأسري خلال فصل الشتاء يجب الحرص على اجتماع أفراد الأسرة معا ساعة يوميا بجوار المدفأة على سبيل المثال لاستعادة كل الذكريات الجميلة التي مرت عليهم فهذا من شأنه منح طاقة إيجابية للجميع.

مشاهدة الأفلام والمسرحيات القديمة في هذا التوقيت مع أفراد الأسرة يكسر أي حواجز بين الجميع كما يدخل البهجة في نفوسهم، ما يجعل من المشاهدة الجماعية روشتة للسعادة الأسرية، ولأن فصل الشتاء رمز الاحتواء فلابد من التأكيد على دور الأم في ذلك التوقيت تحديدا لأنها أيضا رمز الاحتواء داخل الأسرة وبالتالي لابد أن تبدأ بفعل كل شيء محبب لدى أولادها وزوجها، مع الحذر من الانطواء والجلوس منفردا لأن هذا يجعل الشخص يشعر بالوحدة والإحساس بالحزن واسترجاع الذكريات الأليمة ما يبعث الطاقة السلبية ويسبب الشعور بالضغوط النفسية.

ويؤكد أساتذة علم النفس أن فصل الشتاء هو فرصة حقيقية لتجمع أفراد الأسرة واقترابهم من بعضهم بعضا وتوطيد أواصر الصلة بينهم، فهو فصل القرب والدفء العاطفي، كما يشير علم النفس إلى أن التجمع العائلي يلعب دورا كبيرا في قتل الروتين وخلق جو من المودة والألفة بين أفراد الأسرة، الأمر الذي يسهم بدوره في التخفيف من حدة كآبة الشتاء التي ترجع لغياب الشمس وتلبد الغيوم وتقلبات الطقس.

وأخيرا أقول إن الأجواء الشتوية من الطقوس المفضلة لعدد كبير من الناس لما تضفيه من أجوء حميمية تجمع أفراد العائلة خاصة في ساعات المساء، وتختلف الطقوس من بيئة لأخرى بحسب عادات تلك العائلات، إلا أنها جميعاً تتفق على الحنين للجلسات العائلية، واستعادة الذكريات التى من شأنها بعث الطاقة الإيجابية فى النفوس وفق ما أثبتته الكثير من الدراسات، فالحنين إلى الماضي والذكريات الجميلة الدافئة التى يستحضرها الفرد أثناء جلوسه مع عائلته له أثر فع اّل في مساعدة الإنسان بصفة عامة والمرأة خاصة على مقاومة وعلا الكثير من حالات القلق أو الحزن أو الشعور بالوحدة فالتجمعات العائلية تعطيها شعورا بالمتعة ونوعا من تغير السلوك الروتيني وكسر الرتابة.

المصدر: بقلم : حنان سليمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1377 مشاهدة
نشرت فى 27 أكتوبر 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,895,535

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز