محمد الشريف 

عبر العصور المختلفة تركت المرأة المصرية بصماتها المضيئة في العديد من المجالات، وكانت دائما في ظهر الوطن كلما احتاج إليها ودون دعوة من هنا كان حرصها على إكمال دورها من خلال مشاركتها في ثورة 30 يونيو، هذه الثورة التي وقفت فيها جنبا إلى جنب مع الرجل تحث أسرتها على تبديد ظلمات الجماعة الإرهابية وأحباط مكائدهم وإفساد مخططاتهم للسيطرة على الوطن وطمس هويته، لتسطر بهذا ملحمة جديدة في سجل التاريخ من نضالها ودفاعها عن هذه الأرض.

إنها المرأة أيقونة ثورة 30 يونيو التي نسترجع مشاركتها فى ذكرى هذه الثورة المجيدة على هذه الصفحات .

تعمد اتباع الجماعة الإرهابية منذ يومهم الأول لحكم البلاد تقليص دور المرأة والتبرير لأشكال العنف ضدها فكمموا الأفواه وطمسوا التاريخ والهوية واغتالوا الحقوق، كما دعموا التحرش بدلا من التصدي له فحملوا المرأة مسئولية تعرضها للتعديات التي قد تمارس ضدها في الشوارع. لم يقف تهميش الجماعة للمرأة عند هذا الحد بل استكملت خطتها فى اغتيال حقوقها من خلال التيارات التابعة لها داخل البرلمان والتي سعت لتعديل قوانين عدة منها قانون الأحوال الشخصية بصورة تنتقص من حقوقها التي حصلت عليها بعد كفاح دام لعقود طويلة 

الشرارة الأولى 

كل هذه التعديات والانتهاكات الصارخة كانت ة التي بمثابة الشرارة ي الهبت النيران حيث نظمت الحركة النسائية المصرية وعدد من الأحزاب مظاهرات ضخمة أمام مجلس الشورى هتفن خلالها ضد المرشد محمد بديع، واستمرارا لرفضها تقليص دورها وطمس تاريخها والنيل من حقوقها كانت وقفة ميدان التحرير في 25 ديسمبر التي تظاهرت خلالها مجموعة من الفتيات والسيدات بعد أن قصهن شعرهن.

قبل الجلاء 

بالتزامن مع ذكرى مرور عام على تولى الجماعة الحكم اشتدت ضراوة انتفاضة المرأة ضدها وبخاصة مع مهاجمتها لحقوق المرأة ومحاولتها اغتيال مكتسباتها، فخرجت مسيرات نسائية كبيرة شملت العديد من المحافظات شاركت خلالها مئات النساء والتي كانت تمهيدا للإعلان عن «يوم جلاء» الجماعة عن عرش مصر، فمن منطقة شبرا خرجت المسيرة النسائية التي أحاطها الشباب من جميع الجهات بالحبال منعا للتحرش بالمتظاهرات اللائي رفعن صور مرسي وهو مشطوب على وجهه بعلامة إكس»، كما رفعن شعار «ارحل»، ومرت المسيرة بميدان أحمد حلمي ثم بشارعي رمسيس و 26 پولیو لتنضم إلى مظاهرة ميدان التحرير الذي امتلا عن آخره، وتصدرت العديد من مشاهد النساء القائدات للمسيرات والهتافات عناوين الصحف، فذكرت صحيفة الوطن في صفحتها الأولى «نساء بورسعيد في ليالي العصيان»، «سنخرج مرسي كما أخرجنا الاستعمار

مشاهد مختلفة 

رغم أن ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن الأولى التي تشارك فيها المرأة إلا أن عدة مشاهد تميزها عن غيرها وتجعلها من أعظم الثورات السلمية التي مرت على تاريخ مصر

- الوطنية مش بالعمر حيث شاركت المرأة بمختلف أعمارها بداية من الأطفال حتى الفتيات والشابات وكبار السن وذلك مقارنة بثورات أخرى اقتصرت على مشاركة الشابات، وخرجت النساء ليعلن أن الوطنية ليست بالعمر وأن كبر السن أو صغره ليس مقياسا للمشاركة. - فنانات وبسيطات ارتبطت مشاركة الفنانات في الثورة بأذهان البعض كإلهام شاهين ويسرا ودلال عبد العزيز ونادية الجندى وغيرهن، لكن كان هناك تمثيل لكل طبقات المجتمع وفئاته، حيث خرجت رفضها لحكم الإخوان، كما خرجت أيضا الكاتبات المرأة البسيطة مرتدية العباءة المصرية لتعلن والعاملات وسيدات الأعمال وغيرهن الكثيرات إلى ميدان التحرير ليعدن إلى الأذهان مشهد النساء في ثورة 1919

- حزب الكنبة: مصطلح إعلامي أطلق على النساء اللائي لم يستطعن الذهاب إلى الميادين إلا أن وطنيتهن دفعتهن للمشاركة فى الثورة من شرفات المنازل من خلال التلويح بالأعلام، كما اصطحبت الكثيرات «الكنبة وجلسن عليها أمام البيوت ليعلن عن أنفسهن وحنقهن على حكم الإخوان. - حماية ذاتية: تعرضت الكثير من الفتيات والسيدات خلال المظاهرات التي انطلقت أثناء حكم الإخوان للمضايقات وبعض التحرش الذي جعل المنظمات الحقوقية وقتها وبعض الحركات ومنها أنا مش هسكت على التحرش» تهتم بحماية المشاركات في ثورة 30 يونيو حيث كونت تلك المنظمات مجموعات للحفاظ على الفتيات والنساء اللاتي شاركن فى المظاهرات من خلال عدة حملات نظموها في بعض المحافظات للتوعية المجتمعية لمنع التحرش وكيفية حماية الفتاة لنفسها

المصدر: محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 211 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,259,554

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز