إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا رضوى كانت تشاهد مع جدتها أحد الأعمال الفنية التي ينتقل فيها البطل بين الأزمنة المختلفة، وهنا سألت جدتها ماذا لو وجدت آلة الزمن أي عصر ستختار أن تعيش فيه هل ستعود إلى الماضي أم تراها ستذهب للمستقبل؟ وقبل أن تجيب ذكرت رضوى أنها تريد أن تأخذ جولة عبر الأزمنة المختلفة، ستبدأ بعصر بناة الأهرامات لتعرف سر بناء الهرم الأكبر وتجد الإجابة على كل الأسئلة الغامضة التي تحيط به، وبعدها ستشهد بناء الإسكندرية وتشاهد مجدها في العصر البطلمي كعاصمة لمصر يتجمع فيها العديد من الأفراد من شعوب مختلفة، علقت الجدة أن هذا لا يحتاج آلة الزمن فالإسكندرية طوال تاريخها تجمع الشرق والغرب، هنا احتجت رضوى لأن الجدة تتدخل في سير رحلتها فتعهدت أن تلتزم الصمت.
استطردت الحفيدة وأخذت آلة الزمن لتشهد بناء القاهرة العاصمة الخالدة التي جمعت كل مظاهر الحسن وشهدت لحظات الصعود والانكسار والنهضة والعمران، وبعدها ستعيش فترة الأربعينيات بكل ما بها من تيارات وطنية وفكرية مختلفة وما بها أيضا من نهضة فنية وثقافية، ثم تقفز للمستقبل لتشهد أحدث التطورات العلمية والتكنولوجيا.
هنا تدخلت الجدة مؤكدة أنها لا تحتاج لآلة الزمن وتذهب للمستقبل لأننا ببساطة في السنوات الأخيرة نذهب كل يوم في رحلة للمستقبل وما كان يحتاج لعشرات السنوات أصبح يحدث في أسبوع أو شهر على أقصى تقدير لتصبح آلة الزمن لعبة من الزمن القديم لا تناسب سوى الأطفال.
أما بالنسبة للماضي فهل يستطيع أي شاب من أبناء الألفية الثالثة الاستغناء عن التكنولوجيا وأجهزتها لمدة يوم كامل؟ استحالة طبعا، لذلك من الأفضل الذهاب للماضي من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ساحة النقاش