كتبت: أميرة إسماعيل 

تمثل الشائعات خطرا كبيرا على المجتمع نظرا لأنها تؤثر على استقراره، ولعل من أهم وأخطر أنواع الشائعات الاقتصادية التى تستهدف أمان الأسرة المصرية وتحاول أن تثير القلق فى نفوس ربات البيوت لشراء كميات من السلع أو لحدوث اضطرابات مالية عديدة داخل الاسرة..

"حواء" تلقى الضوء على أهمية الحذر من الشائعات الاقتصادية والتعامل معها بوعي وفهم واتباع المصادر الموثوق منها فى تصديق أى خبر..

فى البداية تقول ثريا السيد، موظفة: للأسف لدينا العديد من الشائعات التى تضايق ربة المنزل خاصة فيما يتعلق باحتياجات اسرتها مثل ارتفاع سعر سلعة ما أو اختفائها خاصة الأساسية مما يربك قدرتها على إدارة شئونها الاقتصادية بشكل سليم ويدفع لتخزين كميات لا حاجة لها بها وقد تتلف مع الوقت.

وتضيف مها حمدى، طبيبة: مع شراء وتخزين سلع كثيرة قد روج لها البعض الكثير من الشائعات عن اختفائها قريبا تقع الأسرة المصرية فريسة للإخلال بالكثير من بنود ميزانيتها، بالإضافة إلى حدوث خلل اقتصادى فى أسر أخرى قد تحتاج تلك السلع ولا تجدها، والأفضل أن نتحرى الدقة فى صحة هذه الأخبار ولا نتداولها بدون وعي حتى لا تضرنا جميعا.

ويرى ياسر الحديدى، أعمال حرة أن هناك من يحاول إثارة القلق والتوتر بين أفراد المجتمع وتأليف الكثير من الأقاويل التى من شأنها ضرب الاقتصاد والتأثير على الأسرة المصرية - خاصة فى أوقات ومناسبات معينة - مثل الشائعات عن فرض ضرائب جديدة أو ترقب زيادة جديدة فى الأسعار لكننا على ثقة فى حكومتنا ولن ننساق وراء تلك الشائعات السخيفة.

ويوضح عبدالستار شتا طبيب أن المرأة المصرية خاصة لديها من الوعى الكافى ما يؤهلها للتصدي لأى شائعة تستهدف أو تهدد ميزانيتها الاقتصادية التى تدير بها منزلها، كما أننا نسعى للتدقيق كثيرا فى أي خبر يتم تداوله وهذه هى مسئوليتنا جميعا فى أن نتبع المصادر الرسمية فى تصديق أي خبر أو معلومة.

المصادر الموثوقة

يقول د. محمود أحمد عبدالله، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: أن مواجهة ربة المنزل للشائعات مسألة ذات أهمية كبيرة، وبالطبع تختلف استجابة ربة المنزل وفقا لعديد من العوامل، أهمها خبرتها في التعامل مع السوق ومستواها التعليمي لكن في المجمل يمكن الحديث عن أربع آليات أساسية للمواجهة، أولها يجب على ربة المنزل أن تتحقق من صدق المعلومات التي تحصل عليها، بالعودة للمصادر الرسمية الحكومية أو اللجوء لعدة مصادر للتأكد من صحة المعلومات، مع تجنب الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسى للمعلومات، وثانيها التخطيط المالي الجيد للاحتياجات الأسرية بإعداد ميزانية مرنة تستوعب أي تغير في الأسعار ومعرفة أماكن المتاجر التي توفر السلع بأسعار جيدة أو تقدم عروضا على منتجاتها ونشر الوعي بهذه المتاجر مع تجنب الافراط في تخزين السلع بكميات كبيرة، والبحث عن بدائل اقتصادية للمنتجات التي تحتاجها الأسرة والاستغناء عن السلع غير الضرورية، وثالثا وجوب التحكم في المشاعر عند التعامل مع الأخبار المشكوك في صحتها لعدم منطقيتها، أو لأنها صادرة عن مصادر غير رسمية (الأصدقاء والمعارف إلخ) وتجنب الذعر والخوف، والتفكير بعقلانية ورابعا فهي التعاون مع غيرها من ربات البيوت بنشر المعلومات الصحيحة، والاستعداد للمخاطر المحتملة في السوق.

استقرار الأسرة

يوضح د. السيد خضر، الخبير الاقتصادى ومدرس الاقتصاد أن الشائعات الاقتصادية من التحديات التي تواجه الأسر المصرية، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على استقرارها المالي والنفسي وإثارة القلق والتوتر حول ارتفاع الأسعار أو الأزمات الاقتصادية، ويؤدى ذلك لاتخاذ قرارات إنفاق غير مدروسة، مثل شراء كميات كبيرة من السلع خوفًا من ارتفاع الأسعار مما يزيد من الأعباء المالية.

وينصح د. خضر ربة المنزل أن تتعامل بحكمة مع الشائعات والبحث عن المعلومات الموثوقة مثل البيانات الرسمية من الحكومة أو التقارير الاقتصادية الموثوقة، بدلاً من الاعتماد على الشائعات أو الأخبار غير المؤكدة، والتخطيط المالي الجيد ووضع خطة مالية تتناسب مع دخل الأسرة مما يساعد على تقليل تأثير الشائعات السلبية.

ويقول: من المهم أن تتحدث ربة المنزل مع أفراد الأسرة حول الشائعات وتفسير الوضع الاقتصادي بشكل واقعي ما يساعد على تخفيف القلق والتوتر، وتحفيز أفراد الأسرة على التعاون في إدارة النفقات، مثل إعداد الوجبات في المنزل بدلا من تناول الطعام في الخارج ما يساعد على تقليل التكاليف، وتوعية الأطفال حول أهمية التفكير النقدي وعدم الانسياق وراء الشائعات ما يعزز من قدرتهم على التعامل مع المعلومات بشكل أفضل في المستقبل، وبالتالى تأثير الشائعات الاقتصادية على الأسرة المصرية يمكن أن يكون خطيرا لكن من خلال اتخاذ خطوات حكيمة ومبنية على معلومات موثوقة، ويمكن لربات المنازل أن تسهم في استقرار أسرهن من خلال الفهم الجيد للوضع الاقتصادي والتخطيط المالي السليم.

الفكر الجمعى

يقول د. محمد باغه، أستاذ الإدارة واقتصاديات التمويل والاستثمار بكلية التجارة جامعة قناة السويس: الشائعات الاقتصادية مرهونة بالفكر الجمعى المصرى، لأننا للأسف نعانى من تأخر الحكومة فى الرد على تلك الشائعات أو أن هناك عدم متابعة من المواطن للردود الرسمية أو قد لا يكون هناك تأثير قوى من الرد على المواطنين، وهى مشكلة كبيرة لابد من البحث لها عن حل، وكثيرا ما ناديت بأن تظهر الحكومة أسبوعيا وتوضح للمواطن كافة الأوضاع، وتعمل على إشراك المواطن، وتوضيح حقيقة الأمور وما يتطلبه الوضع الراهن من تخفيف نفقات أو ترشيد استهلاك لأنها بذلك ستسهل الأمر على ربة المنزل والأسر المصرية فى اتباع خطة اقتصادية رشيدة