إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا رشا كانت تتحدث مع جدتها عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وكيف أنه أحدث تطورات هائلة أشبه بالثورات في كل المجالات، ومن الممكن أن يحل مكان البشر في القيام بالعديد من الوظائف وحتى التي تتطلب التعامل مع الناس.

لكن أهم ما يمكنه القيام به هو الخدمات الطبية ليصبح الذكاء الصناعي طبيبا معالجا في كل التخصصات العضوية مجلة حواء والنفسية. 

ابتسمت لها الجدة وكأنها تستمع لقصة من الخيال العلمي ما جعل رشا تؤكد لجدتها كل ما قالته وأخذت تعرض عليها العديد من الأخبار التي تناولت ذلك الموضوع، طمأنتها الجدة بأنها تصدقها ثم علقت على ما سمعته بأنه حتى لو نجحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التشخيص وقدمت الدواء المناسب فلا يمكن أن تحل مكان الطبيب لأن جزء من استجابة المريض للعلاج مرتبطة بالجانب النفسي.

وأضافت أنها عندما تذهب للكشف عند طبيب ما تلاحظ ملامح وجهه وهو يفحصها ومن خلالها تقيمه، وهل سيقدم لها خدمة جيدة أم لا؟

 سألتها حفيدتها أن ما قالته خاص بالأمراض العضوية فماذا عن النفسية خاصة البسيطة منها؟

قاطعتها الجدة بأن المرض النفسي مثل العضوي يحتاج المريض فيه إلى إنسان يشكو له ألمه، لكن أن يجد أمامه آلة لا تشعر فهذا سيزيد من معاناته.

وفي النهاية حتى لو نجح الذكاء الاصطناعي بتطبيقاته في علاج أصعب الأمراض وأعقدها فالأهم من ذلك كله لماذا نريد استبدال البشر في المهن الإنسانية لنتحول في النهاية إلى مجموعة من الآلات البشرية التي لا يشعر بمعاناتها أحد مجرد آلة تصف لها الدواء، أهذا هو التطور الذي نتمنى أن نصل إليه في المستقبل.