<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
خصصنا هذا العدد من حواء الجديدة لجمال الملبس حسن الهندام، وأملنا أن نكون قد وفقنا به إلى أداء واجبنا نحو الأناقة النسوية، التي أصبحت في أيامنا هذه جزءا لا يتجزأ من كيان المرأة الحديثة.
ولا شك أن الاهتمام بأناقة المرأة رسالة حواء الجديدة، ولكنها ليست رسالتها الوحيدة، فقد قام دستورنا منذ البداية على تحقيق الكمال النسوي بمعناه الأصيل. والكمال ليس في الملبس فقط، إنما هو أيضا في الروح والمعنى والقيم الأدبية والاجتماعية، فواجبنا يحتم علينا أن نعني بكل ناحية من هذه النواحي، خصوصا إذا كثر حولها النقد.
والمرأة المتكسبة هدف للنقد في هذه الأيام، فوزارة التربية والتعليم بسبيلها إلى وضع قوانين جديدة تحمي بها المهنة من الموظفات المتراخيات اللاتي شغلن بأمورهن الخاصة،فقصرن في أداء الأعمال الموكول بها إليهن على وجه يحقق الصالح العام.
كذلك جاهر نقابي عمالي كبير بوجوب ابتعاد المرأة عن الاشتغال بالحرف والصناعات، حتى ينفسح المجال أمام الرجال الذين يراهم أصلح للعمل وأحق به من فتيات ينتجن بقدر محدود، وينفقن أجورهن فيما لا ينفع أو يفيد.
والمفهوم من إجراء وزارة التربية وحديث النقابي العمالي، أن المرأة التي حررتها القوانين عندنا، وفتحت لها أبواب التكسب على مصاريعها، تعجز في بعض الأحيان- ولا نقول كلها- عن بلوغ مرتبة الرجل من حيث اتقان العمل والانصراف المخلص له.
هذه في رأيي تهمة بالغة الخطورة، ومن المؤسف أنها حقيقة فيما يختص ببعض النساء على الأقل، ومع ذلك لا يجوز أن نستند إليها في حرمان المرأة من فرص التكسب، وفي تضييق أبواب الرزق أمامها، لأن الحقوق لا تسترد خصوصا إذا كان العامل الاقتصادي هو الأصل في تقريرها... وهذا ما كان بالفعل، فالمصرية لم تدخل ميادين الكفاح طلبا للتسلية والترفيه، إنما دفعها إلى هذا الوجه المرهق من الحياة، تطور مسئولياتها الاجتماعية إلى ما يلزمها بإعالة نفسها ومعونة أهلها...
ولكن يهمنا كمواطنات صالحات، أن نبحث عن أسباب تراخي بعض النساء في أداء الواجبات العملية، عسى أن نصل من ذلك إلى العلة فنعالجها، وإذا توخينا الصراحة المطلقة في بحثنا هذا نجد أن المحنة ليست في عجز المرأة بطبعها عن بلوغ مرتبة الإنتاج، فهي قادرة على بلوغها إذا كانت لديها الرغبة والموهبة.. ولكن المحنة كل المحنة في ميلها الدائم إلى الاحتماء بجنسها، واعتقادها بأنها مادامت أمرأة، فطاقتها محدودة، ولا يصح أن يطلب إليها أن تعمل بقدر ما يعمل الرجل.
وهذا بالطبع مظهر صريح لضعف الوعي المهني، والحقيقة أنه ليس في العمل أنوثة أو رجولة، إنما هناك جهد يجب أن يبذله الجنسان بقدر متساو، ومن يختلف منهما عن الركب ينفي بنفسه جدارته بعمله، ويضيع حقه في التقدير الأدبي.
وايقاظ الوعي المهني في النساء مهمة مقدسة تقع على عائق الرائدات الاجتماعية فعليهن- إذا كن يحرصن على سلامة اتجاهات المرأة العاملة- أن يبادرن إلى ميادين التكسب على اختلافها، فيعملن المشتغلات فيها أن التي تحتمي وراء جنسها تعيش وتموت خاملة الذكر لا شأن لها ولا أثر... وأن التي لا تستطيع مساواة الرجل في الإنتاج، لا يصح أن تحتفظ بعملها...
وأعظم خدمة للنهضة النسوية أن تقنتع المتكسبات بهاتين الحقيقتين
رئيسة التحرير
العدد رقم 12- أول ديسمبر
ساحة النقاش