تعبير عن انطلاقة المرأة الريفية الجديدة
مستقبلها،و لكن الحرمان الذى عاش فيه أهل قريتها حرمها و حرمهم من نور العلم من خير الارض. من الاحساس بالانسانية.
و من هذه النظرة، أحسنت بالمسئولية. أن عليها أن تقف مع أهل قريتها فى طريق النور. و أن تمهد أرض المستقبل بحيث لا يتعرض غيرها لمثل هذه المشاكل و جاءتها الفرصة....
قام الاتحاد الاشتراكى العربى ليفتح أبواب العمل الخلاق أمام كل انسان فى القرية و المدينة... فى المصنع و المدرسة... فى الحقل و الجامعة. و رشحت (عين الحياة) نفسها للعضوية. و نجحت نجاحا غير متوقع هى نفسها لم تكن تتوقعه، فقد حصلت على نحو 800صوت. هذا فى الوقت الذى لم يستطع فيه والدها أن يفوز... رغم أنه ناظر الابتدائية السابق!
و بدأت (عين الحياة) العمل و كان أول عمل قامت به هو محاولة الغائ نشر سواقط القيمة بالصحف. أن هذه العملية تتكلف مبلغا ليس بسيطا فى نظر أهل الريف. و على ذلك فأنهم لا يفكرون فى قيد أسمائهم. و للتدليل على ذلك قامت (عين الحياة) بحصر سواقط القيد فى قريتها. فوجدتهم حوالى 300شخص. و على الفور اتصلت ببعض رؤساء تحرير الصحف لتدعوهم للمطالبة بالغاء قانون النشر و بالفعل تحقق لها ما أرادت فقدمت مذكرة الى الدكتور (النبوى المهندس) و الغى القانون.
كذلك اكتشفت (عين الحياة وجود 30حالة جذام فى القرية. فقدمت مذكرة الى الدكتور (النبوى المهندس) وزير الصحة، الذى أمر بنقل المصابين لمعالجتهم فى مصحة الجذام بامبابة. كما تم تحصين جميع أهالى القرية ضد المرض.
و اهتمت (عين الحياة) بالتغلب على المشاكل التى تحدث بين الاهالى بسبب مياة الرى. فضمت الاهالى فى اجتماع اتفقوا فيه على تنظيم عملية الرى و هكذا اختفت مشاكل الرى من حياة القرية تماما.
و بذلت نفس المجهود مرة أخرى مع نساء القرية. و كان الهدف فى هذه المرة هو اقناعهن بقيد أسمائهن فى جداول الانتخاب. و قد أثمرت هذه الجهود تماما. و أدت الى قيد أسماء حوالى 900سيدة و فتاة.
مشاكل النسل
و اذا كنا نعانى من مشكلة زيادة النسل بصفة عامة، فان هذه المشكلة تبرز بوضوح فى الريف،و لكن من المسئول عن هذه المشكلة؟
تقول السيدة عين الحياة: أن نساء القرية يدركن تماما مشكلة زيادة النسل. و معظمهن لديه الرغبة فى معرفة الطرق العلمية لتنظيم النسل. و قد تقدمت بطلب الى السيد (حسن فوقى) رئيس الوحدة المجمعة بالقرية، و نقلت اليه فيه رغبات نحو 250 فلاحة فاستجاب لرغباتهن. و خصص طبيبة بالوحدة تقوم بالاشراف على المشروع حتى لا تشعر النساء بأى حرج.
و قد كونت (عين الحياة) لجنة من سيدات القرية. و وضعت ضمن برامج هذه اللجنة: محو الامية عقد اجتماعات لنساء القرية كل 15يوما. القضاء على العادات و التقاليد البالية. التى تسبب ارتباك ميزانية الاسرة مثل زيارة القبور و عمل الكعك فى الاعياد.
و قد سألتها عن العمل الذى سمعت من أجله و لم يتم حتى الان. فقالت أنه مشروع الاسر المنتجة. و هو لم ينفذ حتى الان رغم تقديم استمارات الاسر الراغبة فى الاشتراك منذ عام. و لكن وزارة الشئون لم ترد على المشرف الاجتماعى.
و العتاب ينتقل من وزارة الشئون الى وزيرة الشئون الدكتورة (حكمت أو زيد) فهمى تقول أن السيدة الوزيرة تعودت أن تعقد اجتماعات دورية مع سيدات لجان الاتحاد الاشتراكى،و أن هذه الاجتماعات كانت تتيح مناقشة المقترحات التى يتقدم بها الاعضاء.و لكن الذى حدث أن هذه الاجتماعات قد انقطعت منذ ثمانية أشهر تقريبا.و (عين الحياة) تطالب السيدة الوزيرة بعودة هذه الاجتماعات المفيدة و المثمرة.
قصة كفاح
و حياة (عين الحياة) نفسها قصة كفاح.. تماما مثل الكفاح الذى نبذله من أجل مجتمع قريتها.
لقد وجدت نفسها مضطرة الى مواجهة الحياة بماكينة حياكة.و رأت أن هذا العمل يمتص نور عينيها. ففكرت فى تغيير مجرى حياتها.و كمان أن تعلمت الالة الكاتبة. و عينت عاملة فى مشروع الفحم بوزارة الصناعة.
و لم يقف بها الامل عند هذا الحد، فقد التحقت بمدرسة خاصة تدرس فيها للحصول على الاعدادية. و تقول أنها ستواصل التعليم بمنتهى العزم و الاصرار حتى تحصل على الليسانس.
و موضوع التعليم يشغل بال عين الحياة، ليس بالنسبة لنفسها فحسب،و أنما بانسبة لبنات قريتها ايضا. فهى صاحبة مشروع انشاء مدرسة اعدادية فى القرية. كما أنها تفكر فى اتتاح مشغل للفتيات اللاتى فاتتهن سن المدرسة و ذلك لاعدادهن لمستوى افضل و تأهيلهن مهنيا.
و هكذا تمضى (عين الحياة) على طريق الامل و العمل. لتصبح رمزا لمجتمع جديد.. مجتمع يقوم على العمل و الانتاج.و يسعى الى الكفاية و العدل و الرفاهية.
المصدر: هدى اصفهانى - مجلة حواء
نشرت فى 28 نوفمبر 2010
بواسطة hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
22,812,148
رئيس مجلس الإدارة:
عمر أحمد سامى
رئيسة التحرير:
سمر الدسوقي
الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز
ساحة النقاش