عفوا

حالة طلاق كل 3 دقائق

كتبت:تهاني الصوابي

كابوس مرعب إسمه الطلاق ، فما بالنا إذا كان هذا الطلاق فى السنوات الأولى من الزواج ، والطلاق أنواع هناك الطلاق الشفهى والطلاق بالثلاثة ، والطلاق الرجعى ، والطلاق البائن ، والطلاق بالخلع ، وغيرها من أنواع الطلاق ، فقد تعددت الأسباب والنتيجة واحدة ، هى وقوع الطلاق وارتفاع معدلاته بصورة مخيفة، وهو ما أكدته الأرقام الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والأحصاء ، بأن مصر شهدت خلال عام 2009 نحو 141 ألفاً و478 حالة طلاق ، منها 53.1% فى المدن مقابل 46.9% فى الريف .

يعد الطلاق واحداً من أشهر التجارب أيلاماً للمرأة خاصة فى المجتمعات العربية التى تفرض قيوداً على المطلقة وتزداد حدة التجربة ، كلما كانت المرأة أصغر سناً، فقد أعدت هيئة كير مصر ومنظمة بلان أسيوط دراسة ذكرت فيها أن المطلقة بعد طلاقها تمر بعدة مراحل هى الصدمة ، وتشعر فيها بالقلق الشديد ، وعدم تصديق ما حدث ، ويتملكها إحساس بأنها مرفوضة من المجتمع ، ثم التوتر حيث الشعور بالظلم والوحدة وعدم الرضا عن الحياة ، ثم مرحلة الاستقرار.

من هنا قدمت الدراسة دليلاً لكل مطلقة يتضمن أسباب الشائعة للطلاق ، منها الأنانية والهروب من المسئولية ، وضعف القدرة على التعامل مع الطرف الآخر ، والزواج المبكر ، وعدم التوافق الجنسى بين الزوجين ، وهو أخطر ما فى الدراسة ، فما كان محظوراً الحديث عنه فيما مضى ، أصبح الآن يتم مناقشته على الملأ ، ففى دراسة سابقة صادة عن المركز القومى للبحوث الاجتماعية بالقاهرة، أكدت أن الفن الهابط أيضا مسئول عن ارتفاع نسبة الطلاق ، فما تقوم به فتيات الفيديو كليب ، وموديلات الاعلانات والأفلام «الخليعة» والرقصات العارية تسببت فى أرتفاع معدلات الطلاق ، وتؤكد الدراسة أن 90% من الأعلانات يستخدم فيها جسد المرأة كمثير جنسى لترويج السلع مقابل 8% هى نسبة الاهتمام بشخصية المرأة ، كما أن 80% من الأعلانات تركز على القيم الإجتماعية السلبية ، 16% على القيم الاقتصادية السلبية ، كما أن الاعلانات والكليبات تحدث نوعاً من المقارنات بين الزوجة وبنات الكليبات ، ومقارنة بين الزوج ورجال هذه الكليبات والفيديوهات ، مما أحدث شرخاً فى تقييم كل طرف للآخر ، وأصبح التقيم على أساس الإعجاب الجسدى وليس الأخلاق الحميدة ، وتغيب العقل خلف الخيال المريض ، والأوهام والتصورات الخاطئة وهو ما يفسد العلاقة بين الزوجين .

الإعلام أيضا مسئول مسئولية كبيرة عن خلخلة كيان الأسرة المصرية ، وخاصة الإعلام الدينى الذى يبث فى الفضائيات ، ووجود بلبلة فكرية ساعدت على الخلط بين الحلال والحرام ، والصواب والخطأ والأخلاق الحميدة والرذيلة ، ومما أحدث انقلاباً حاداً داخل افكار ومشاعر الزوجين ، وهو ما يتطلب مراجعة ووقفة حاسمة من مسئولى تلك القنوات لكل ما يقدم حتى لا ينهار البناء الإجتماعى والأخلاقى للأسرة المصرية .

كشف تقرير أصدره الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء بمناسبة اليوم العالمى للشباب فى أغسطس الماضى 2010 أن معدل البطالة بين الشباب ارتفع إلى 22% أى ما يزيد على 4 ملايين شاب ، كما أن نسبة الطلاق ارتفعت إلى30% بين الذكور فى الفئة العمرية بين 18 / 29 سنة ، 53.6% بين الأناث ، وأشار التقرير إلى أن نسبة المشتغلين من الشباب نحو 77.9% من قوة العمل منهم 83.1% ذكور ، 16.9% للأناث ، وقال خبراء فى المركز القومى للبحوث الإجتماعية فى دراساتهم أن ارتفاع البطالة هو السبب الأساسى وراء زيادة نسبة الطلاق بين الشباب بسبب عدم قدرة الشباب على الانفاق على أسرهم..

فى دراسة سابقة كشفت عن ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عاماً الماضية من 7% إلى 40% بنسبة 5.34% فى السنة الأولى من الزواج ، 5.12% فى السنة الثانية ، لكن المؤسف فى التقرير الذى صدر مؤخراً اوضح أن هناك 16 حالة طلاق كل ساعة، أى حالة طلاق كل 3 دقائق ، مقابل 87 حالة زواج ، وجاء الطلاق عن طريق الخلع الأعلى بين أحكام الطلاق النهائية بنسبة 66.2% حيث بلغ عدد حالات الخلع 1863 خلال عام 2008 من إجمالى 2815 حالة طلاق ، أما محافظة 6 أكتوبر فكانت الأعلى فى معدلات حالات الطلاق .

المؤكد أن تجربة الطلاق فى حد ذاتها تحمل الكثير من المرارة والقسوة ، وأياً كانت الأسباب فإن علينا مواجهة هذا الشبح الكامن بين ثنايا الأسرة المصرية ، قبل أن ينطلق أكثر وأكثر ويدمرها ، ويؤدى إلى تفكك وهلاك المجتمع بأكمله .

المصدر: مجلة حواء -تهاني الصوابي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,515

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز