600 شاب مصرى وعربى
وقفوا دقيقةحدادا علىأرواح الشهداء
كتب : محمد الحمامصي
ثورة التغيير مستمرة ولن تتوقف آمال كبيرة وعريضة يحملها شباب ثورة 25 يناير، علي رأسها تطهير مصر من رموز الفساد ومحاكمة المسئولين عن الانهيار الذي أودي بدور مصر ومكانتها اقليميا وعالميا، وبناؤها علي أسس الحرية والعدالة والديمقراطية، هذه الآمال وراءها إصرار وصلابة لا تلين ولن تهدأ حتي تصبح مصر للمصريين، وليس لزمرة تستحل أرضها وأموالها ومستقبلها، الجميع يرون أنه بدءا من 25 يناير أصبحت هناك مصر جديدة، مصر يقبل شعبها الظلم والقهر والقمع مرة أخري ، كل شبابها يأمل أن يفتح الباب علي مصراعيه لهم للبناء والتعمير والعمل لتكون «أم الدنيا» بحق وحقي. ll
وقد استضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمر «الشباب: ثورة التغيير»، والذى استمرت فعالياته ليومين بمشاركة حوالى 600 شاب من مصر ومختلف الدول العربية، فى الافتتاح وقف الشباب المشاركون دقيقة حدادا على شهداء الثورات التى تشهدها عدد من الدول العربية، كما وقفوا فى ساحة الحضارات بالمكتبة دقيقة حدادا على شهداء الثورة المصرية، وعزف مجموعة من الموسيقيين على أضواء الشموع نفير الشهداء .
ورحب د. إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بالشباب المشاركين فى المؤتمر، قائلا إن الشباب المصرى؛ أبطال ثورة 25 يناير؛ فجروا أعلى القيم السامية من خلال الثورة التى ضربت مثلا للعالم أجمع؛ حيث تلاحم فيها الشعب بمختلف توجهاته الدينية والسياسية والفكرية، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، أغنياء وفقراء . كما نمت الثورة ثقافة التطوع فى المجتمع، وأظهرت أفضل ما لدى الشباب .
وأشار سراج الدين إلى أن مكتبة الإسكندرية خصصت مكانا بساحة الحضارات أمام قاعة المؤتمرات لإقامة نصب تذكارى لشهداء ثورة 25 يناير؛ حيث تعكف لجنتان على اختيار التصميم الملائم وحصر أسماء الشهداء الذين ستكتب أسماؤهم . وأضاف أن المكتبة تعمل حاليا على توثيق ثورة 25 يناير من خلال الصور والفيديوهات والوثائق والمنشورات الرسمية وغير الرسمية وغيرها من المواد، مرحبا بأى مساهمات فى هذا الإطار .
من جانبه، قال الناشط على مكاوى ؛ أحد الشباب المشاركين فى تنظيم المؤتمر وأحد الفاعلين فى ثورة 25 يناير، إن هذا اللقاء يأتى فى وقت به حراك، وأنه لولا تضحية شهداء الثورة بحياتهم ماكانت مصر لتتحرر، لافتا إلى أنه حان وقت العمل وتنسيق الجهود والرؤى من أجل مستقبل أفضل لمصر والعالم العربى.
وأعرب مكاوى عن أمله فى أن يخرج المؤتمر على مدار أيامه الثلاثة بمجموعة من الرؤى التى يمكن تطبيقها تجاه بناء حاضر ومستقبل مصر والدول العربية، مضيفا أن الثورة المصرية ارتكزت على المطالبة بالحرية والعدالة والمشاركة، منوها إلى أن المؤتمر يقوم على المشاركة الفعالة من كافة الحضور فى النقاش .
وأكد أن ثورة 25 يناير لم تنته لأنها لم تحقق كل مطالبها، مضيفا أن شباب الثورة اسقط إلى حد ما نظاما، مما يستدعى تضافر الجهود من أجل بناء نظام جديد يرقى لآمال وتطلعات الشعب المصرى والشعوب العربية جميعا ؛ حيث إن مصر للعرب جميعا .
ولفت الناشط تامر بدر الدين؛ أحد الشباب المشاركين فى تنظيم المؤتمر وأحد الفاعلين فى ثورة 25 يناير، إلى أن الثورة المصرية كانت مليئة بالابتكار والنظام والحوار والتكاتف، منوها إلى أن النظام الذى استهدف الثورة اسقاطه لا ينحصر فى مجموعة أشخاص ، وإنما أفكار وسياسات ورؤى ، مما يعنى أن اسقاطه يتطلب القضاء على الانغلاق والجمود الفكرى . وشدد بدر الدين على أن الجميع اليوم يؤمنون بأن الفرد يمكن أن يحدث تأثيرا، وأنه بالحوار البناء فى مختلف محافظات مصر يمكن وضع رؤى واضحة ومحددة لمستقبل أفضل للبلاد، مؤكدا أن مصر اليوم تقود الفكر الديمقراطى فى العالم، وأنه يجب الحفاظ على ذلك .
ونوه الناشط والمخرج الوثائقى كريم الشناوى ، من جانبه، إلى أهمية الإعلام الاجتماعى الذى أثبتت الثورة ضرورة تفعيله، مضيفا أنه لا يحتاج إلى امكانات تقنية معقدة، إذ أن أى شخص يمكنه أن يصور لقطات فيديو أو صورا فوتوغرافية بالهاتف المحمول، لتداولها القنوات الفضائية والصحف، خاصة إذا كان هناك تعتيما إعلاميا. وطالب الشناوى بمنتج إعلامى جيد يصل إلى أكبر عدد من الجمهور ، من أجل توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم لتحقيق التغيير الذى استهدفته ثورة 25 يناير .
وشهد مؤتمر «الشباب: ثورة التغيير» العديد من المداخلات من المشاركين المصريين والعرب؛ إذ أثنى أحد الحضور من الجزائر على الثورة المصرية الحضارية، لافتا إلى أن قضية مصر وتونس وليبيا هى قضية كل العرب. كما دعا إلى التغيير الإيجابى القائم على العمل وليس الكلام، إضافة إلى القضاء على العقليات المتطرفة فكريا التى لا تحترم الرأى المخالف.
وأشارت مريم العامرى من سلطنة عمان إلى أنه تم مؤخرا تغيير خمسة وزراء فى بلادها، قائلة إن ذلك جاء نتاجا لثورة 25 يناير فى مصر. كما حيت مشاركة سودانية الشباب المصرى والتونسى الذى استطاع تغيير النمطية السلبية عن الشباب بأنهم غير فاعلين، وأضافت أن الثورة الحقيقية ثورة تغيير وليست مطلبية .
وطالب أحمد رجب من مصر بضرورة التفكير فى الغد والعمل بجد من أجل توعية الناس؛ إذ إنه ليس كل من شارك فى ثورة 25 يناير يتسم بالوعى الكافي، مشيرا إلى نسبة الأمية المرتفعة فى مصر ، فالثورة القادمة ستتم عبر صندوق الانتخابات مما يستلزم رفع وعى الجمهور لاختيار الأفضل .
وفى ذات السياق ، نادت ايزيس فتحى بالعمل على تثقيف شباب المناطق العشوائية والفقيرة من أجل تحقيق التغيير المنشود، موضحة أنه جارى العمل على مشروع فى هذا الإطار تطوع به إلى الآن أكثر من 1500 شاب وفتاة .
وقالت بادية الجسمى ، الناشطة الاجتماعية فى مجال حقوق الإنسان بتونس، إن الثورة لا تكتمل إلا بتقديم حلول ومشاريع واقعية وهيكلة مبادرات شبابية لتغيير المجتمع المدني. ودعت إلى إعادة صياغة قوانين المجتمع المدنى لتكون أداة لضمان حقوق الشعوب العربية ، بالإضافة إلى تغيير قوانين الجمعيات ليتم اتخاذ القرارات من الطبقات السفلى إلى العليا .
وأكدت أن أهم التحديات التى تواجه تونس الآن هى النسبة المرتفعة للبطالة، حيث وجدت اللجان التحقيقية التى تشكلت بعد الثورة أن النسبة تبلغ 9،44% ، بينما أكدت الأرقام الرسمية التى قدمها النظام السابق أنها 14% فقط. ولفتت إلى أهمية التغلب على مشكلة الثقة بين السلطة والشعب ، وتحرك الشعوب كوحدة واحدة .
وقال أحمد مصطفى إن ثورة 25 يناير هى نتاج تراكمات بعيدة، مشددا على ضرورة أن تشهد المرحلة المقبلة وضع دستورى قوى يؤسس للدولة المدنية . فى حين رأى أحمد ريان أهمية أن تركز الثورة على الجوانب الاجتماعية الى جانب السياسية، وهو ما أيدته نسمة الشاطر؛ حيث أكدت أن من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره، بينما اختلف معهما أحمد خلاف الذى دعم فكرة أن التغيير السياسى هو الذى يؤدى إلى التغيير الاجتماعى .
ونبه أحد المشاركين إلى أهمية التركيز على التعليم الذى به تتقدم الأمم ، مطالبا الحضور بدعم المرشحين الذين يضعون التعليم والبحث العلمى كركيزة أساسية فى برامجهم الانتخابية .
وفى نهاية اليوم الأول من المؤتمر ، أعلن مشارك فى المؤتمر ممثلا عن المبادرة العربية للإعلام الالكترونى عن مساهمة المبادرة بالعديد من الصور ولقطات الفيديو فى مشروع توثيق ثورة 25 يناير الذى تضطلع به مكتبة الإسكندرية
ساحة النقاش