25 يناير.. غيرت فينا ايه؟

كتبت : نجلاء ابو زيد

مصر قبل 25 يناير غير مصر بعد 25 يناير جملة تتردد على لسان الملايين.. لتجسد بوضوح الايمان الراسخ فى أنفسنا بأن هناك تغيراً حقيقىاً حدث وأن هذا التغير يختلف من شخص لأخر لكن يتفق فى كونه تغييراً للأفضل.

وحول ما غيرته ثورة 25 يناير بداخلنا وكيفية أستثمار هذا التغيير كان هذا التحقيق مع مصريين بعد 25 يناير

نبيل رفعت مهندس تحدث بحماس قائلاً ربما لم أذهب مع المتظاهرين يوماً إلى ميدان التحرير لكن منذ أن بدأت الثورة وحتى الأن وأنا أشعر أن بداخلى بركاناً وأننى أثور على سلبياتى وغير راض عن صمتى على الكثير من الأمور فى عملى والتى كانت تساهم ولو بدون قصد فى نصرة ظالم وغشاش على حساب مواطن بسيط لكن مع الثورة نطقت ورفضت وأعترضت وتحولت كما يقول زملائى لزعيم فالثورة وضعتنا أمام أنفسنا فى مواجهة تعلو فيها كلمة الحق على المصلحة ولقمة العيش التى جعلتنا صامتين لسنوات.

يتفق معه الأستاذ صبحى عبدالعزيز موظف قائلاً لقد جعلتنى الأحداث أتغير للأفضل. فكثيراً ما عانيت من فساد وظلم فى عملى وعلو شأن من لا يستحقون ودائماً كنت أصبر نفسى بعبارة «فبقلبك وهذا أضعف الأيمان» وأن الفساد فى كل مكان ويجب أن أحافظ على لقمة عيش أما الأن فأصبحت أجرأ فى كل تصرفاتى. وأرفض كتابة شىء غير مقتنع به وأصبحت مؤمناً أن التغيير الحقيقى لعلو شأن مصر يعتمد على كل مصرى يقول الحق ويقف للفساد فى مكانه فالثورة قضت على رأس الفساد وعلينا فى أماكن عملنا أن نكملها بالقضاء على المفسدين الصغار.

رشا طلعت مدرسة تقول لن أسمح للغش بأن يحدث أمام عينى بعد اليوم. ففى أمتحان الترم الماضى كان بعض المدرسين يدخلون اللجان لمساعدة أبن مسئول أو شخص يعطونه درساً وكنت أتضايق وعندما أعبر عن رفضى. يقولون لى إنك جديدة بكرة تتعودى فلا يوجد تعليم بدون غش وكنت أعود إلى البيت وأنا مخنوقة وعاجزة وأتمنى الأبلاغ لكنى أخاف مما يصيبنى فمن يبلغ عن الفساد دائماً يروح وراء الشمس لكن بعد الثورة شعرت أننى يجب أن أصبح أقوى ولن أسمح بأن يتم التلاعب سواء فى الأمتحانات أو التصحيح أو تحديد الأوائل. الثورة فجرت مبادئنا التى دعانا المجتمع لزمن طويل لنسيانها.

تتفق معها السيدة رحاب أحمد ربة بيت: المصرى طول عمره أصيل وعنده رأى لكن دائماً كان مضغوطاً عليه لكن الثورة أقنعته أنه يقدر أن يغير إذا أوقف للظلم وبالرغم من أنى ست بيت لكنى أشعر أنى تغيرت وأصبحت مسئولة عن مواجهة أى فساد لدرجة أننى فى أخر مرة ذهبت للسوق ووجدت أحد البائعين يغالى فى السعر أخبرت السيدات أننا السبب بصمتنا وشرائنا منه وفجأة بروح الثورة أتفقن معى وهددنه بترك ما أشترينه ورضخ لنا وخفض السعر وعدت للبيت وأنا فخورة لأننى لم أخف من البائع وواجهت أستغلاله. الثورة جعلت لنا كرامة حريصين ان ندافع عنها.

لميس صلاح ثانوية عامة.. الأحداث التى عشتها منذ بداية الثورة وحتى الأن جعلت لى هدفاً فأخيراً أصبحت مقتنعة بكلام والدتى التى كانت تردده ليل نهار ولا يفرق معى حول أهمية أن أذاكر حتى أدخل كلية محترمة وأنفع نفسى لأننى كنت يائسة وأرى أنه لا مكان إلا للفساد والواسطة والرشوة أما الأن فالثورة خلقت بداخلى رغبة للنجاح والتفوق لأن هناك أملاً فى أن أكون حاجة مهمة فى البلد إذا اجتهدت!!

الثورة جعلتنا نعيش فى بلدنا ونتوقف عن الأحساس أننا ضيوف وأن المسئولين أصحاب البلد هكذا تحدثت صفية عادل موظفة وقالت: بطراحة كلنا مخنوقون لكن عاجزين وكنا نشتم البلد وندعو أن تحرق ويتحرق فيها المسئولون الذين يتلاعبون بنا وحولوا حياتنا لحالة من الصراع الذى لا يتوقف وفجأة جاءت الثورة لأشعر أن البيت بيتى والشارع بتاعى والمكتب مسئوليتى ونزلت لأول مرة الجمعة الماضية مع جيرانى لننظف الشارع وأتفقنا على ألا ترمى أى واحدة زبالة لأنه شارعنا جميل جداً أن نشعر أنها بلدنا بعد أن كنا لسنوات ضيوفاً عليها.

وهكذا يعترف الجميع بأن الثورة غيرت شيئاً بداخله وأنه أصبحت يحب البلد فكيف يرى المتخصصون هذا التغيير وكيف يمكن الأستفادة منه فى بناء مصر.

د. زينب شاهين أستاذ علم الأجتماع تحدثت قائلة: بداية يجب الأشارة إلى أن مصر لم تتغير ولكن عادت لطبيعتها لأملها لواقعها القديم الذى كانت عليه فالثورة أزالت التراب الذى غطى على المبادىء والقيم والأخلاق المعروف بها المصرى. هذه المبادىء التى جعلت المصريين رغم كل ما فُعل بهم قادرون فى النهاية على الثورة على الظلم والفساد. فمن أفسدوا فى البلد وفى التعليم وفى الاقتصاد وفى الصحة كان لديهم قناعة أنهم قضوا تماماً على هذا الشعب وأنه أصبح عاجزاً عن أى شىء سوى الكلام لكن الشباب أيقظوا المارد وجعلوه يتحرك ولم يستطيع الرصاص الحى أن يجعله يعود إلى القبو منتظراً رضا سيده الظالم وبنجاح الثورة وتنحى رئيس الجمهورية زادت المسئولية المجتمعية داخل كل مواطن وأصبح شاعراً أن الدور دوره فى إعادة بناء الوطن وبأن هذا لن يحدث إلا إذا توقف عن كل السلوكيات النابعة من السلبية واللامبالاة. وأضاف أن هناك حالياً إحساساً عاماً بملكية البلد والمسئولية عنها وكل هذا أعاد المبادىء والرحمة والتعاطف وأعاد المصريين لطبيعتهم وأخلاقهم التى كانوا فى الفترة الأخيرة يتخلون عنها عنوة ليتمكنوا من العيش وسط الفساد ورفعوا شعارات لا للرشوة ولا للظلم ولا للواسطة لقد أعادت الثورة مصر للمصريون ومن هنا أصبح المصريين مسئوليين عن تطوير مصر ولهذا أشعر بأطمئنان بأن كل محاولات أفساد الثورة لن تنجح لأن المصرى الحقيقى سيدافع عنها بحياته فلم يعد هناك  للخوف. 

 

المصدر: مجلة حواء- نجلاء أبو زيد

ساحة النقاش

Arabmedia

ما شاء الله التحقيق اكثر من رائع
ومجله حواء من المجلات اللى بفضل قرأتها نظرا لشخصيتها وطابعها المتميز

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,735,911

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز