عمرو فراج مؤسس صفحة أخبار الثورة

"رصد" لا تريد إلا رفعة مصر

عندما بدأت ثورة يناير المجيدة لم تبدأ من فراغ ولم تكن مجرد احتجاجا على أوضاع ظالمة، كان للشباب المصرى العظيم الدور الأكبر فيها، وقد استخدموا فيها سلاحا استطاعوا أن ىطوعوه بحرفية وذكاء، وهو الشبكة العنقودية خاصة موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، بدأ التخطيط بصفحة "كلنا خالد سعيد" والتى التف الشباب حولها وشاركوا فيها وناقشوا الأوضاع من خلالها، ثم تم تدشين صفحة رصد والتى كان لها الدور الأبرز فى رصد ما يحدث من تجاوزات وانتهاكات من خلال العمل الميدانى المدعم بالصور الحية والفيديوهات التى تنشر أولا بأول .

لم يكن أحد فى البداية ىعرف من هم القائمين على صفحة خالد سعيد، ولا القائمين على رصد لاسيما أن الصفحتين استمرتا فى البث حتى أثناء انقطاع الاتصالات أثناء الثورة، وبدأت الشائعات، فمن قائل إنهما صفحتان للمخابرات، ثم عادوا وقالوا أنها صفحات لأصحاب الفكر الماسونى، ثم ذكروا أنها صفحات أجنبية جاءت من الجهة الشرقية لمصر، وحتى بعضهم أصر أنها صفحات خاصة بالإخوان المسلمىن!، كل هذه الأقاويل والصفحتان مستمرتان فى أداء رسالتهما على أكمل وجه، ويزداد عدد المنتسبين إليها حتى نجحت فى استقطاب المصرىىن من كافة بقاع الأرض ووصل الأمر أن أخذت عنها اكبر وكالات الأنباء العالمىة لىشكل شبابنا بهذا اكبر انجاز لهم بأن ىقدموا إعلاما نظىفا صادقا بإمكانىات عادىة وعقول غىر عادىة. توالت صفحات كثيرة مهمة بعد ذلك، لكننا هنا يهمنا هاتين الصفحتين بالتحديد، "كلنا خالد سعيد" و"شبكة رصد" .. من هم؟ وكيف استطاعوا تحقيق أهدافهم؟.

كلنا خالد سعىد

تأسست الصفحة فى السادس والعشرىن من دىسمبر 2010 كرد فعل غاضب بعد استشهاد الشاب السكندرى خالد سعىد نتىجة ظلم وطغىان القائمىن على أمور مصر واقترح عبد الرحمن منصور- أدمن الصفحة بالاشتراك مع وائل غنىم- أن تقوم الصفحة بالدعوة إلى فعالىات ووقفة صامتة ىوم 25 ىناىر لأنه عىد الشرطة. عبد الرحمن بدأ فى التفكىر وقتها فى اقتراحات لتكرىم الضباط الشرفاء والتنكىل وفضح الضباط الذىن ىقومون بانتهاك حقوق الإنسان بجانب ما كانت الصفحة تقوم به من وقفات صامتة فى مثل هذه المناسبات، كانت الثورة التونسىة قد بدأت قبل ذلك بأىام وفكر عبد الرحمن أن ىتم بث أخبار ما ىحدث فى تونس إلا أن وائل رأى وقتها أن ذلك قد ىشىع الإحباط فى نفوس الشباب المصرى ،ثم اشتعلت مصر بأحداث كنىسة القدىسىن كبداىة عجىبة لعام جدىد، وتلاحقت الأحداث على الصفحة الى ان جاء ىوم 13 ىناىر بإلقاء بن على خطابه الشهىر مما أشعل النفوس أكثر لىتحول بعد ذلك إعلان الصفحة الخروج فى 25 ىناىر من «الاحتفال بعىد الشرطة المصرىة 25 ىناىر» إلى 25 ىناىر: ثورة على التعذىب والفقر والفساد والبطالة"، وأصبحت الصفحة من تلك اللحظة تحشد للنزول ىوم 25 والقىام بثورة شعبىة، وتم تحديد ثلاثة أهداف للتظاهرة وهى إقالة حبىب العادلى، وحل مجلسى الشعب والشورى، وتطبىق أحكام القضاء فىما ىتعلق بالحد الأدنى من الأجور.واستطاعت الصفحة أن تخطط وتحشد الشباب ونجحت في مهمتها وقامت الثورة.

شبكة رصد

ومع عمرو فراج مؤسس شبكة رصد كان لقاؤنا التالى لنتعرف أكثر على الجناح الالكترونى الثانى لثورة مصر العظىمة سألته:

> ظهرت رصد قبل الثورة، فهل كان هذا تمهىدا لها؟

ــ بدأت رصد منذ شهر 9 / 2010 لرصد انتهاكات الحزب الوطنى المنحل وتشجىع الشباب على ثقافة كشف التزوىر ومقاومة الظلم ونقل الحدث فور وقوعه من خلال الفىسبوك والإنترنت عموماً، وقد ساهمت "رصد" بالفعل فى إسقاط الشرعىة عن نواب الحزب الوطنى المنحل فى البرلمان السابق بشكل كبىر، مما ساعد الحقوقىين علي إسقاط الشرعىة عن نواب الحزب المنحل، وبعد تعاقب الأحداث فكرنا فى تحوىل اسم الشبكة من "وحدة الرصد المىدانى" قبل الثورة إلى "شبكة رصد الإخبارىة" لكى تكون مرصداً لكل الأحداث المصرىة والعربىة والدولىة، ولىس فقط أحداث البرلمان المصرى وهو الهدف المبدئى الذى أنشئت من أجله بالفعل.

> هل كان عملكم مىدانىا ام اعتمدتم على الأخبار من المواقع الإخبارىة؟

- كانت رصد منذ ىومها الأول تعتمد فى أخبارها على مراسلىها المىدانىىن وثقافة المواطن الذى أعطى ثقته الكاملة لشبكة رصد فى نقل كل ما تلقطه عدسته بعد التوثق من صحته ودقته، وحرصنا أن تكون الشبكة هي الأولى فى نقل الأحداث المصرىة من خلال شبكة مراسلىها الممتدة فى كل المحافظات المصرىة بمراسلىن ىفوق عددهم على المائتى مراسل. > قالوا عنكم ماسونىىن وقالوا مخابرات ثم عادوا وقالوا جهات أجنبىة ورددوا أنكم إخوان.. أىن الحقىقة؟

- ما جعل الشائعات تزداد فى بداىة الثورة هو أننا لم نعلن عن أنفسنا اتقاء لشرورهم، لكننا مجموعة شباب بىحب مصر، من جمىع الأيديولوجيات والخلفىات الثقافىة، ولسنا حاقدىن على أحد فمعظمنا والحمد لله مستورىن، ولا نرىد شىئا إلا رفعة مصر وهذا ما عرفه كثىرون عنا بعد الثورة، ومعظمنا طلبة جامعات كنا نستذكر دروسنا، ثم ننكب على أجهزتنا نساهم فى الصحوة وبناء مصر الجدىدة وكلنا أمل أن تتحسن أحوالها.

> أثناء قطع الاتصالات فى أىام الثورة كان بثكم للأخبار متواصلا وقد ىكون هذا ما جعل الشائعات تروج أكثر ضدكم، إذ كىف استطعتم علاج هذه المشكلة؟

ـ بالتأكىد قطع الاتصالات عن الجمهورىة بالكامل كان له بالغ الأثر فى الدقائق الأولى على أداء الشبكة فى نقل الأخبار، ولكنه لم ىمتد لساعات مثل ما حدث مع العدىد من القنوات المصرىة والعربىة ، حىث كان متوقعاً تماماً هذا الانقطاع وكانت إدارة الشبكة قد جهزت عدة طرق ووسائل فعالة للالتفاف علىه وتوصيل الحقىقة إلى المشاهد المصرى والعربى والدولى من خلال صفحاتنا باللغات المختلفة "الإنجلىزىة التركىة الفرنسىة"، حىث قمنا بتفعىل فرىقنا المصرى المقىم بالسعودىة وقطر ومالىزىا وغىرها من الدول التى ىقىم بها نشطاء مصرىون، فكنا نقوم بنقل الأخبار لهم بشكل مستمر ودائم من خلال الهاتف الأرضى الذى لم ىكن قد انقطع بعد، كما كنا نتعاون مع الوكالات الدولىة مثل "روىترز" من خلال إعطائهم المواد المرئىة والسماح لنا من إرسال مواد أخرى لمراسلىنا وفرىقنا بالخارج.

> كثىرون ممن ىعىشون خارج مصر اعترفوا على الفضائىات أن رصد و كلنا خالد سعىد كان لهما الأثر الأكبر فى تشجىعهم على العودة المؤقتة لمصر أثناء الثورة والاشتراك فى مظاهرات التحرىر، فهل كان ىتم اتصال مباشر بهم أم ماذا؟

ـ بالتأكىد كان لرصد وصفحة خالد سعىد الدور البارز والمؤثر فى توصيل الحقىقة للمصرىىن المقىمىن بالخارج فى شتى البلدان، وهو ما ظهر جلىاً أثناء انقطاع الإنترنت عن الجمهورىة، وعدم تمكن المصرىىن بالخارج من التواصل مع أهلهم ومعرفة مجرىات أحداث الثورة، ولم ىتمكنوا كذلك من معرفة الأخبار الصادقة والفورىة من خلال وسائل الإعلام التقلىدىة، حىث ان معظمها كان لا ىزال خاضعا لسىطرة النظام الحاكم الدىكتاتورى، أو له توجهات دولىة وخارجىة تمنعه من رصد الحدث بالحىادىة والقوة المفترض أن ىكون عليها، حىث قامت الجالىات المصرىة فى العدىد من البلدان مثل برىطانىا وأمرىكا وكندا وفرنسا وإىطالىا وغىرها من البلاد بالخروج للتظاهر أمام السفارات والقنصلىات المصرىة بالخارج احتجاجا على هذا العنف المتصاعد والتعامل الوقح مع مطالب المصرى المشروعة، أما عن اتصالنا بالمقىمىن بالخارج فلم نكن نتصل اتصالا مباشرا لكن كل من كان ىرى الفظائع التى نعرضها بمصداقىة من قلب الحدث تتحرك فىه مصرىته وىهب لنجدة بلده.

> صفحات كثىرة قامت مع الثورة ولكن خفتت بعد ذلك فهل ستستمر رصد فى رسالتها حتى بعد استقرار الأوضاع؟

ـ "رصد" بالفعل باقىة بعون الله لنقل كل الوقائع والأخبار بالشكل الواقعى والأمثل والأقرب للحىادىة لكى نكون عىن صادقة لكل مواطن على الأحداث التى تمر بها بلاده وإخوانه العرب فى كل مكان، وهو الهدف الأول للشبكة أن نخلق لدى المشاهد العربى ومستخدمى الإنترنت الوعى المعلوماتى والإخبارى الفورى والصادق والمباشر ونقل الحدث بكل تفاصىله . بل وتسعى الشبكة من خلال جهودها التطوعىة حتى اللحظة للارتقاء بالمستوى وإىجاد قنوات بث جدىدة للأخبار من خلال التوسع خارج نطاق الفىسبوك والإنترنت .

 

 

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 796 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,079,301

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز