إلى وزير التربية والتعليم

كتبت :ماجدة محمود

 حاورهم .. تكسبهم «الممنوع مرغوب» جملة نتوقف أمامها كثيرا، ونرددها بمناسبة وبدون مناسبة، لكننا أبدا لا نتعلم من المواقف الناتجة عنها، رغم أن تجاربنا الحياتية وكثيراً من المعارك التى مررنا بها سواء مع أولادنا، أم فى عملنا، أم حتى فى علاقاتنا الإنسانية تؤكد بشكل قاطع أن كل ممنوع مرغوب، حتى لو كان فى أمور بسيطة أو تافهة.

 أسوق هذه المقدمة، لأؤكد على أهمية التخلص من العناد فى أسلوب التربية مع هذا الجيل الذى شب عن الطوق مبكرا، ورأى مالم نره نحن الكبار. نعم ، نحن لم نعش ثورات بل سمعنا عنها، وعندما عايشناها كان أبناؤنا الأنضج رغم أنهم الأصغر، وكلما منعنا عنهم الخروج للمشاركة خوفاً عليهم ازداد عنادهم وإصرارهم على التواجد، لنجد الأعداد تزداد يوما بعد يوم، والآن، وبعد عدم تحقيق كثير من المطالب، يريدون المشاركة بإيجابية على الأرض فى الحراك السياسى الفاعل، خاصة وأن تجربة طلاب عام 1946 مازالت حية أمامهم، فلماذا لايسطرون أسماءهم بحروف من نور، فى تاريخ مصر، هم أيضا. ولهذا تحركوا من خلال حركة طلابية تعبر عنهم وعن احتياجاتهم، ومرة أخرى ومن منطلق الخوف عليهم نمنعهم وهذا خطأ كبير، لأننا بمنعنا هذا، واتهامهم بالتطاول والخروج عن الآداب لمجرد أنهم يعبرون عن رأيهم باحترام، سوف يزدادون إصراراً على رأيهم ، ومن هنا ، أناشد الآباء بأن تتسع صدورهم للأبناء فى حوارات قد تنتهى تارة بالمشاجرات، وتارة أخرى بالقسم بالحرمان من كذا وكذا، لكن فى النهاية سيؤدى إلى حالة صحية داخل المنازل لم تكن موجودة من قبل، وبالتدريج سوف يستقبل كل طرف رأى الآخر بديمقراطية، بدلا من حالة الديكتاتورية التى أصابت الكبار والشباب بسبب الهوة الكبيرة بينهما، أيضا أطالب جمال العربى وزير التربية والتعليم بتطبيق نفس المبدأ فى مدارسنا، فطلاب المدارس الذين أنشأوا حركة التغيير، ليس فقط تغيير حال البلد من نظام لآخر. بل أيضا تغيير منظومة التعليم العقيمة. عندما خرجوا ليعبروا عن رأيهم- وهى ظاهرة صحية لابد وأن نحترمها- تعرضوا للعقاب، البعض بالضرب، والآخر بالفصل، هذا الشباب لو نال نظاما تعليميا يحترم عقله، يناقشه، يستمع إليه، يفجر طاقاته، لما احتاج لحركة أو تغيير، ثم إن تهديده بالفصل والحرمان من الامتحان ليس حلا، لأن القمع سيولد انفجارا، وكفانا انفجارات، ولكن كنت أتصور أن يدعو الوزير بعض قيادات الحركة للتحاور معهم ، والاستماع لآرائهم وأفكارهم، وإن كانت هناك مسارات خاطئة فى الرؤى 'أو الأفكار يتم تعديلها، بدلا من قمعهم وتوعدهم وتهديدهم. سيدى الوزير، لقد تغيرت مصر، وكبر الأبناء «وإن كبر ابنك خاويه» . وكما أشرت لسيادتك فى حديثنا السابق بأن وزارتك تدعى - وزارة التربية والتعليم - والتربية هنا تسبق التعليم، فهناك مسئولية ضمنية تقع على عاتقك كمسئول عن الوزارة، وأول أصول التربية: الحوار والتعبير عن الرأى مادام باحترام، ونصيحة ، ادع هؤلاء الطلاب إلى مائدتك، احتضنهم كـ «أب» قبل أن تكون مسئولا . صدقنى سوف تكسبهم، فلديهم أفكار للعملية التعليمية ترفع من شأن مصر. وتذكر أن الممنوع مرغوب، فلا داعى لأسلوب الكبت والترهيب الذى لم يسفر طوال عقود ماضية إلا عن عناد، وبدلا من ضياع وقت الطلاب فى المسيرات والمظاهرات، اجذبهم لعمل بناء من خلال حركتهم فالوقت داهمهم، وقد اقترب موعد الامتحان

المصدر: مجلة حواء -ماجدة محمود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 471 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,814,500

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز