المرشح الرئاسي محمد سليم العوا :المرأة منتقصة الحقوق

 والكفاءة سبيلها للمناصب

كتب :عمرو سهل

من جد سوري ترك بلاده دفاعا عن مبادئه، وجدة صعيدية من سوهاج جاء الوالدان .. الأب كان سلفيا معتدلا ربي ابنه على الوسطية .. وزرعت الأم بداخله الصبر على الشدائد والهدوء والمثابرة.

 .. إنه الدكتور محمد سليم العوا المحامى القانونى، والمحكم الدولي والأستاذ الجامعي والأمين العام السابق للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأحد المرشحين لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية الذى التقيناه في حديث صريح حول رؤيته للمرأة ومكانتها ودورها ومكتسباتها، أيضا البيت والأسرة المصرية ودورهما والتحديات التي تواجههما ولم يفتنا التحدث عن الأم «الأكبر» مصر وأخطر ما يتهددها خلال المرحلة القادمة التفاصيل تحملها السطور التالية

 بداية هل ترى أن المرأة حصلت على حقوقها كاملة وكيف ترى الأصوات المطالبة بإعادة النظر فى مكتسباتها؟!

 - بالطبع لم تحصل المرأة على حقوقها كاملة فمازال بيننا من ينظر إليها على أنها الطرف الأقل غير القادر على تحمل المسئولية كاملة مثلها مثل الرجل، وهو ما يجعلنا نرى عددا محدودا من السيدات فى مناصب قيادية؛ وسأركز فى مشروعى السياسى علي الحفاظ على حقوق المرأة مثل الرجل تماما.

  فما هو إذن وضع المرأة على أولويات برنامجك؟

 - المرأة هى الأخت والأم وشريكة الحياة، وأنا أولى المرأة اهتماما خاصا وأعتبرها شريكة للرجل فى كافة المهام وتؤهلها كفاءتها وإصرارها ومثابرتها لاعتلاء أكبر المناصب.

إلى أى شىء ترجع الصدام ما بين الإسلام السياسى والليبرالية رغم أن الأخيرة قيم إسلامية خالصة؟!

 - أرى أن الدين لايسيس وقواعده وأحكامه واضحة ولا يمكن تلونه ليناسب طباع أو مبادىء فئة بعينها .

كيف ترى الأسرة المصرية وقيمها اليوم؟ وما أخطر ما تواجهه فى المرحلة المقبلة؟!

 - أرى تفككا واضحا فى الأسرة المصرية مع ارتفاع معدلات الطلاق، وهو ما أرجعه فى المقام الأول لتزايد ضغوط الحياة من بطالة وضعف الدخول والظروف المعيشية غير الآدمية للبعض، وهو ما أدى إلى زيادة الخلافات الأسرية والمشاحنات بين أفراد الأسرة.

 ومثل هذه البنية تؤثر على نفسية النشء لتنتهى بجيل محبط ملىء بالأحلام الكامنة ومشبع بالسخط على انعدام العدالة الاجتماعية وعلى الرئيس القادم سواء كنت أنا أو غيرى، أن يعمل على حل هذه العوامل جذريا أهمها القضاء على البطالة ونشر تعاليم الإسلام وغرس مبادىء التسامح، واحترام الآخر والغيرة على وطننا الذى فقد معظم مواطنيه الغيرة عليه .

  أما عن التحديات التى تواجهها الأسرة المصرية يقول د. العوا :

 - نحن فى زمن كثرت فيه المغريات وظهرت فيه التيارات وانتشرت فيه الرذيلة والفساد وانحرف البعض عن جادة الطريق بالآثام والمعاصى وغيرها، مما ساعد القوى الخارجية على اقتناص الفرصة واستخدام ما يملكون من قوة مدمرة وتحولات تقنية متسارعة ومذهلة ونفوذ على الأرض لغزو الأمة المسلمة فكريا وثقافيا ونفسيا وعلميا وصحيا، وفرض تحديات واقعية على شبابها لجعلهم فى اضطراب دائم ليس لهم نهج أو خطة أو هدف، أوضاعهم الصحية والمعنوية والنفسية فى تدهور مستمر لا يتمكنون من عمارة الأرض والقيام بأمانة الاستخلاف والعبادة، وهو ما جعلهم يسيرون بلا هدف ولا خطة وهو التحدى الأعظم لرئيس مصر القادم - أى شباب هذه الأمة - .

  بأى الأساليب نعيد للبيت المصرى الأصيل دوره فى التربية والتوجيه ؟

 - بالعودة إلى تحديد الأدوار وغرس قيم الإسلام الجميلة الذى لم يترك جانبا من جوانب الدنيا إلا وتحدث فيها حتى أدق التفاصيل التى لم تخطر ببالنا. أيضا بالتمسك بهويتنا العربية والإسلامية التى أوشكت على الاندثار مع غزو الثقافات الغربية، ولا أعنى بهذا الانعزال عن العالم الخارجى لأن مصر قدرها أن تكون رائدة ولكن أقصد التعرف على الثقافات الأخرى بهدف المعرفة والاستفادة وليس بهدف التشبع بها لحد الاستغناء عن هويتنا، كالميل للحديث بالإنجليزية والتقليد الأعمى للعديد من عاداتهم. وأرى الاستفادة مما تقدموا عنا فيه فى إطار هويتنا العربية والإسلامية .

لم نعهدك مشتغلا بالسياسة وقلت ذات مرة «أنا مش عارف أدير مكتبى الذى فيه 12 فرداً .. فما الذى دفعك للانغماس السياسى ومحاولة الوصول لأرفع مناصب الدولة؟!

 - قلت ذلك مجازا تعبيرا عن ثقل هذه المسئولية، ولكن بعد الثورة وسقوط النظام السابق زادت مطالب من يؤمنون بفكرى بالترشح لرئاسة الجمهورية وهو ما رأيت أنه دورى الوطنى فى هذه المرحلة، فمنذ أن تعلمت الكلام وأنا مهموم بهذا الوطن وشغوف بنصرته ونهضته، وقد عملت على مشروعى السياسى على مدار الأربعين عاما الماضية، وحتى وإن لم يقدر لى أن أتقلد منصب رئيس الجمهورية فسأصر على تقديم مشروعى السياسى للجهات المعنية لتنفيذه.
ما القيم الأسرية التى تربى عليها د. العوا وربى أولاده عليها ؟!

 - تربيت على أصول وتعاليم الدين الإسلامى، فوالدى كان سلفيا لكنه لم يكن متشددا وقد تعلمت منه الوسطية والقدرة على الاستماع للآخر واحترام الرأى الآخر حتى لو اختلفت معه؛ كما تربيت على حرية الاختيار والديمقراطية والانتماء للوطن والغيرة عليه واتباع الضمائر وليس الأهواء وغير ذلك من الأصول والتعاليم التى غرسها فى والدى غرسا منذ صغرى وقد ربيت أبنائى بهذا المنهج.

  كنت من المعارضين للثورة خوفا من الفوضى وصرحت ذات مرة بأن الثورة دعوة للفوضى فما تقييمك للثورة وأحوال المصريين بعد عام ويزيد ؟!

 - لم أصرح بذلك مطلقا بل بقيت فى الميدان 16 يوما حتى سقط النظام وشاركت شبابنا الأغر فى ثورته المجيدة ضد الطغيان والظلم، واليوم أرى أننا حققنا القدر الأكبر من المطالب التى خرجت الثورة من أجلها، بدأت بسقوط مبارك وأعوانه وتحويلهم جميعا للقضاء للبت فى جرائمهم والانتخابات البرلمانية التى تمت بنزاهة لم نشهدها منذ أمد بعيد وحرية تشكيل الأحزاب، وها قد وصلنا إلى محطتنا الأخيرة فنحن بصدد الانتخابات الرئاسية حيث سيخرج الشعب المصرى لأول مرة فى تاريخه لانتخاب رئيسه بحرية .

  لك أصول سورية .. هل ترى ذلك عائقا وطاعنا فى مصريتك المشوبة بدماء شامية؟!

 - جدى سورى خرج من سوريا لأنه اعتاد أن يكتب ضد النظام ونزل بمركب إلى الإسكندرية وتزوج جدتى وهى صعيدية من سوهاج، وعليه فقد قضى جدى الجزء الأكبر من عمره فى مصر بل وأبى وأمى مصريان ومصريتى ليست محلا للتشكيك .

ما الرسالة التى تبعث بها إلى والدتك ونحن نحتفل بيوم الأمهات، وكيف أثرت فى تكوينك وماذا تقول لأمهات شهداء الثورة ؟!

 - أقول لوالدتى رحمك الله وجعل كل حرف وفضيلة غرستها بداخلى فى ميزان حسناتك، فقد كان لأمى عظيم الأثر فى شخصيتى حيث علمتنى الصبر على الشدائد والحلم والهدوء والمثابرة لتحقيق الهدف، ووفرت لى الجو الأسرى الذى جعل منى الآن الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامى الذى يدعمه ويؤمن بآرائه ملايين حول العالم .

 وأقول لأمهات شهداء الثورة لاتخفن ولا تحزن فأبناؤكن أحياء عند ربهم يرزقون ولن يضيع حقهم بل سنظل وراء الجناة حتى ينال كل منهم نصيبه من العقاب وهو ما لن نتهاون فيه أبدا .

  ما أخطر ما تواجهه مصر خلال المرحلة القادمة ؟!

 - أخطر ما يمكن أن تواجهه مصر هى محاولات الفرقة التى يزرعها البعض بين أبناء الوطن، وأدعو الجميع للاتحاد لنصرة هذا الوطن وأن يقوم كل منا بالدور المنوط به فى العمل والإنتاج .

  فى نظرك .. ما الأخطاء التى وقعت فيها المرأة أثناء رحلة كفاحها لنيل حقوقها ؟

 - إهمالها لأسرتك ولدورها القائد والريادى فى بعض الأحيان وهو ما أدى إلى تفكك أسرى وأبناء يفتقرون إلى أصول وتعاليم وتقاليد أمتنا العربية الإسلامية.

هل يمكن أن تعين امرأة نائبا لك ؟

 - النائب يعين بالكفاءة فمن تتوافر لديه الشروط يعين بغض النظر عن نوعه، وأنا مع انتخاب نائب الرئيس مثله مثل الرئيس .

كيف ترى دور الزوجة فى حياة رئيس الجمهورية وإلى أى مدى يجب أن تعمل بالعمل العام ؟

 - أراها بعيدة عن العمل العام، فأنا ضد مبدأ ومصطلح سيدة مصر الأولى فزوجتى خط أحمر وهى كاتبة أطفال وأديبة ماهرة وستظل تؤدى هذا الدور إلى جانب دورها الأسرى دون التدخل فى العمل العام بأى شكل .

فى حال لم يحالفك الحظ فى الانتخابات الرئاسية ما النصيحة التى توصى بها المرشح الفائز ؟!

 - مصر دولة كبيرة وعظيمة ولديها شعب رائع وعلى من يحكمها أن يدرك قيمتها .

  ما الذى تطلبه من المصريين فى هذه المرحلة الفارقة من حياتهم؟ وكيف يواجهون من يحاول إعادة صياغتهم اجتماعيا .

 - أطالبهم بوحدة الصف والمثابرة على تحقيق الهدف الذى خرجوا من أجله فى ثورة 25 يناير المجيدة، والتثقيف السياسى قدر المستطاع فصوتهم أمانة ومستقبل هذا البلد أمانة سيسألون عنها يوم القيامة، وعليهم التصدى لأية محاولات لإعادة صياغتهم اجتماعيا فنحن المصريين لنا مذاق خاص وطبيعة خاصة تميزنا عن بقية الشعوب وهو ما يجب أن نحافظ عليه والإصرار على التمسك بهويتنا العربية التى أوشكت على الاندثار

المصدر: مجلة حواء -عمرو سهل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1012 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,930,571

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز