يقدمها لك الخبراء:خطة بديلة لأجازة جميلة

كتبت :سمر الدسوقي

وبعد عام دراسى حافل بالتعب والشقاء، وأحداث سياسية كثيرة ومتعاقبة، بدأت الأسر المصرية فى الاستعداد لموسم الإجازة، وهى تحلم أن تكون فترة انتقالية تستطيع من خلالها إنعاش حياتها مرة أخرى بطريقة ايجابية تساعدها على الاستمرار بل والاستعداد لمواجهة المرحلة المقبلة سواء على المستوى العام أو الخاص، ومعها ومن خلالها أيضا حاولنا أن نقدم لها أفكاراً بسيطة تستطيع وأن تقضى بها إجازة سعيدة وبأقل التكاليف فى ظل الأوضاع الراهنة

فى البداية تقول أنيسة حسونة - الخبيرة الاقتصادية وخبيرة التنمية :- رغم كافة الأحداث السياسية المحيطة، ولكن دعونا نقول أن هناك بدائل بسيطة وكثيرة محيطة بالأسر المصرية، وتستطيع من خلالها قضاء إجازة سعيدة، منها ارتياد دور العرض السينمائى، والتنزه فى الحدائق العامة والتى مازالت مفتوحة هى وحدائق الأطفال، وكذلك زيارة الأماكن الأثرية الجميلة كالقلعة والأهرامات والمتاحف والقلاع التى تفتح معظمها أبوابها للجمهور دون مقابل مادى، ومنها على سبيل المثال القصور والمتاحف بشارع المعز لدين الله الفاطمى، فالكثيرون لا يعرفون أن هذه المناطق تفتح أبوابها للزائرين دون أى مقابل مادى وطوال فترات النهار، وهى متنفس للانتعاش رخيص التكلفة ولكنه غنى فى القيمة الأثرية والتراثية .

رحلات اليوم الواحد

ويضيف د. هانى وهبة - الخبير الاقتصادى بمركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية - : لكى تقضى الأسر المصرية عطلة صيفية سعيدة فى ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، لابد وأن تقوم بوضع خطة اقتصادية متكاملة تساعدها على التنزه والاستمتاع بأقل التكاليف، خاصة مع ارتفاع أسعار بعض الخدمات خلال الفترة السابقة نتيجة للوضع بعد الثورة، ولابد أن تضم هذه الخطة بعض الحلول البديلة والعملية، ومنها حجز أماكن النزهات والعطلات من خلال النقابات والنوادى الاجتماعية لأن هذا يعد أقل تكلفة مادية، وتنظيم الرحلات الجماعية مع الأصدقاء والأهل، وذلك لتوزيع النفقات الخاصة بالرحلة الواحدة على أكثر من أسرة، والقيام برحلات اليوم الواحد والتى تعد بالطبع أقل تكلفة مالية من رحلة أسبوعية.

وتشير د. عزة كريم -الخبيرة بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - إلى أن هناك بدائل بسيطة لا تهتم الأسر المصرية باللجوء إليها للترفيه عن أنفسها وأبنائها خلال موسم الصيف ، ومنها الاشتراك فى ممارسة رياضات بالنوادى والمراكز الشبابية الاجتماعية، هذا بجانب الحصول على الاشتراكات والكارنيهات المخفضة التى تطرحها من آن لآخر دار الأوبرا المصرية على سبيل المثال، أو حتى ارتياد العروض الفنية الخاصة بالموسيقى الشرقية والفنون المصرية الأصيلة وعروض الأوبرا والباليه، فكل هذا يلعب دوراً فى تصفية النفس وتحقيق الترفيه والاسترخاء وبتكاليف مادية بسيطة، وهناك أيضا تنظيم رحلات الغداء والعشاء فى الأماكن المفتوحة كما بالأهرامات والحدائق العامة وحدائق الطفل، وهذه الأخيرة تنظم بالفعل الكثير من الأنشطة للأطفال خلال موسم الصيف.

نزهات نيلية

تطرح د. زينب شاهين - خبيرة التنمية وأستاذة علم الاجتماع - بدائل أخرى متعلقة بالنزهات النيلية، قائلة: بالرغم من بعض الاضطرابات السياسية التى تثار من وقت لآخر، إلا أن كورنيش النيل مازال يعد المتنفس الحقيقى للكثير من الأسر المصرية وهو بالطبع يفتح أبوابه وبدون قيود بل وبأسعار بسيطة للجميع، فيمكن للأسرة من خلاله تنظيم رحلة نيلية بسيطة ليوم واحد، أو الاشتراك فى رحلات الغداء والعشاء التى تنظمها بعض المركبات النيلية بنفسها وهى أيضا منخفضة التكلفة، كما أنى أجد فى رحلات المصيف التى تنظم على مدى يومين أو ثلاثة للأماكن السياحية القريبة كالعين السخنة أو بورسعيد والإسكندرية، بديلا آخر أكثر توفيرا للأسرة من الرحلات الطويلة والتى تمتد لأسبوع أو أكثر، ويمكن أن تنظم أيضا هذه الرحلات القصيرة بالتعاون مع أكثر من أسرة ، مما يجعل تكلفتها أقل وفى نفس الوقت تحقق نفس الغرض.

إجازة لبعض الوقت

وأخيرا وليس آخرا يرسم صورة عامة لأفكار الترفيه والتنزه فى الإجازة للأسر المصرية د. عبدالوهاب طايع - الخبير الاقتصادى بمركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية - قائلا: لاشك أن أسلوب اقتسام الوقت للاستفادة بالمنتجعات والأماكن السياحية، يعد أحد أفضل الأساليب التى تمكن الأسر المصرية من قضاء إجازة سعيدة بأقل التكاليف، بل ويساعد الكثير من الأسر على الاستثمار أيضا إذا كانت لا تريد السفر، وبنفس الصورة أرى أن التكافل الاجتماعى وتجمع أكثر من أسرة واحدة للقيام برحلة صيفية طويلة يعد أكثر وفرا من الناحية المادية، كما أن تنظيم الزيارات العائلية للأهل بالأرياف وقضاء يوم ممتع وجميل فى الطبيعة يعتبر وسيلة أيضا للترفيه وبتكاليف مادية محدودة، ولا ننسى أن بلادنا غنية بالعديد من الأماكن الترفيهية الداخلية البسيطة، كالحدائق والمتنزهات ونهر النيل والأماكن الأثرية كالمتاحف والقصور، هذا بجانب ما ينظم من عروض فنية وموسيقية وغنائية للأطفال من خلال دور الأوبرا والمسارح وغيرها، كل هذا يلعب دوراً فى قضاء إجازة سعيدة وبسيطة وغير مكلفة، بل وتتماشى مع الوضع الاقتصادى الراهن .