مسجد السيدة سكينة
المودة فى القربى
كتبت :ايمان الدربي
يقع مشهد السيدة سكينةابنة الحسين عليه السلام في شارع الاشراف بجوار المشهد النفيس .
السيدة سكينة ابنة سيدنا الحسين عليه السلام والتى اشتهرت بجمالها وحسنها وأناقتها حتى أنها صففت شعرها بطريقة خاصة عرفت بالطريقة السكيننية انتشرت بين النساء وقتها
اسمها الحقيقى آمنة أو امينة سماها ابوها باسم والدة النبى «آمنة بنت وهب» أما سكينة فلقب اطلق عليها لهدوئها وطول تأملها واشعاعها الجميل لنرى كل المعانى الهادئة من السكن والسكون والسكينة والهدوء تظهر داخل مسجدها الذى يحتوى على مرقدها المصرى.
يقول عنها ابن خلكان فى موسوعته الشهيرة «وفيات الأعيان».
تزوجها مصعب بن الزبير وهلك عنها ثم تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام.
كانت وفاتها يوم خميس سنه سبعة عشر ومائة ومن كتاب «تحفه الاحباب وبغيه الطلاب فى الخطط ولمزارات والتراجم والبقاع المباركات الللمؤرخ شمس الدين السخاوى يقول.
«السيدة سكينة أول علوية قدمت إلى مصر وسبب قدومها أن الأصبع بن عبد العزيز أمير مصر خطبها من أخيبها وبعث مهرها إلى المدينة فحملها اخوها إلى مصر فقالت له «والله لا كان لى بعل ، فلما وصلت إلى مصر مات الاصبغ بمصر».
السيدة سكينة لها منزله رفيعة لدى المصريين ومحبتها شائعة فى قلوبهم وعميقة فى نفوسهم .
كان بيتها فى المدينة المنورة من مجالس العلم والأدب كانت فصيحة اللسان وشاعره كانت دار السيدة سكينة منتدى عاماً للشعراء والادباء وكانت تفيض عليهم من يسرها ومالها ، وتضعى إلى أشعارهم ، وتبدى ارائها التى كانت تعكس ذائقة فريدة ، واجتمع فى مجلسها جرير والفرزدق وجميل وكثير ومصعب ، كانت تجلس حيث يمكنها رؤيتهم ولا يرونها وفى أحد الأيام خرجت وصيفتها.
قالت الوصيفة
- ايكم الفرزدق ؟
- هانذا
- أنت القائل فى محبوبتك
«وأقبلت فى أعجاز ليل أبادره»
- نعم
- فما دعاك إلى إفشاء مسرها وسرك؟
خذ هذه الألف دينار والحق بأهلك ثم دخلت على سيدتها وعادت إلى جرير لتسأله .
- أنت القائل
«طرقتك صائدة القلوب وليس ذا
حين الزيارة فارجعى بسلام
أومأ مجيبا بلسان سيدتها ، فهل رحبت بها وقلت أدخلى بسلام
خذ هذه الالف والحق بأهلك
ثم عادت لتسأل نصيب عن قوله
ولولا أن يقال صبا نصيب
لقلت بنفس النشأ الصغار
بنفسى كل مهضوم حشاها
إذا طلمت فليس لها انتصار
قالت ربيتنا صغارا ومدحتنا كباراً خذ هذه الالف والحق بأهلك ثم انتهت إلى جميل قالت له سيدتى تقرئك السلام تقول أنها مازالت مشتاق لرؤيتك قلت:
ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة
بوادى القرى إنى إذا لسعيد
لكل حديث بينهن بشاشة
وكل قتيل عندهن شهيد
لعل هذا يبرز قدرة السيدة سكينة على نقد الشعراء والشعر ويبرز ذوقها فقد انكرت على الغرزدق إفشاء سر محبوبته واثنت على جرير عفه شعره وإن انكرت أسلوبه وأعجبت بأبيات كثيرة فى وصف جرير عفه شعره وإن انكرت اسلوبه وأعجبت بأبيات كثيرة فى وصف حبيبته وأعجبها من جميل دقة تعبيره.
كانت السيدة سكينة مرجعاً للشعراء يحتكمون إليها إذا نشب خلاف
ومن شعرها فى رثاء زوجها
فإن تقتلوه تقتلوا الماجد الذى
يرى الموت إلا بالسيوف حراما
وقبلك ما خاض الحسين منيه
إلى القوم حتى اردوه حماما
ومن شعرها فى رثاء إياها
ياعين فاحتفلى طول الحياة دما
لابتك ولدا ولا أهلا ولا رفق
لكن على ابن رسول الله فانسكبى
دماً وقيحا وفى إثريهما العلق
كانت السيدة سكينه شخصية نسائية فذة صالحة وربما .. تقية .. حباها الله باصالة النسب الكريم واكرمها بالتفق فى القول واعطاها موهبة الشعر والنثر . ورغم أن الله امتحنها بفقد الوالد والزوج والتروج لكنها ظلت تشع حسنا وعلماً وجمالا وسكينة وهذا ما اضفاه لقبها على مرقدها الجميل والانيق والذى يقوم فى منتصف طريق الاشرف الذى نتقارب فيه مراقد آل البيت.
أولئك الذين توسدوا الثرى بالفعل أو الذين أقام لهم المصريون مراقد عامرة فى قلوبهم الأمس واليوم وغداً
ساحة النقاش