كتبت: سمر عيد

ما زالت نيران الفتنة تأكل سوريا الشقيقة ، ويزداد الموقف فيها تعقيدا مما دفع بآلاف السوريين النزوح إلى الدول المجاورة لتتفاقم المشكلات لأوضاع لا ذنب لهم فيها.

واستقبلت مصر أشقاءنا ببالغ الترحيب في محاولة للتخفيف من شجونهم بعد أن تركوا بلادهم بحثا عن الأمان

ومن هنا قررت "حواء" تسليط الضوء على أوضاعهم والمشكلات التي قد تعترض حياتهم خاصة ونحن على أبواب الاحتفال بنصر أكتوبر الذي شاركونا في تحقيقه بالسلاح والدم أشقاؤنا السوريون 

في البداية التقينا ماجدة عبد الغني - صيدلانية - حدثتنا قائلة : أول مشكلة واجهتني في مصر هي مشكلة أسعار الغذاء ، فهي أعلى بكثير مقارنة بسوريا ولا توجد رقابة عليها.

أيضاً واجهتني مشكلة مع أبنائي في المدارس، فرغم قرار الرئيس مرسي باستقبال أبناء السوريين في المدارس المصرية إلا أنهم رفضوا إدخال أبنائي المدرسة قبل أن أحصل على إقامة ، ناهيك عن أن الدراسة في سوريا باللغة العربية، وعندما حاولت إدخال أبنائي مدرسة لغات رفضوا وطالبوهم بامتحان في اللغة الإنجليزية .

أما زوجي فواجهته مشكلة الحصول على عمل ولم يجد عملا إلا في زراعة الخيار،وكان أجري في سوريا كصيدلانية 30 ألف ليرة بما يعادل 3 آلاف جنيه مصري، ولا يحصل نظيري المصري إلا على 700 جنيه فقط ، وما أرجوه ألا نعامل معاملة السياح حتى يفرج الله أزمتنا ونعود إلى بلدنا .

الحصول على مسكن

ويحدثنا جمال الشيخ - تاجر - قائلا: كان وضعي في سوريا جيدا نوعا ما وأول مشكلة قابلتني هي مشكلة إيجار الشقة في مصر، فقد استأجرت شقة في منطقة الهرم بـ2500 جنيه شهريا وهذا مبلغ كبير .

ويستطرد الشيخ : لقد واجهتني وأصدقائي مشاكل كثيرة، فنحن أتينا إلى مصر برءوس أموال وجمعنا هذا المال كي نقوم بمشروع يدر علينا دخلا، لكن فوجئنا بتعقيدات كبيرة في الإجراءات بهيئة الاستثمار .

كما ترفض البنوك فتح حساب لي لديها لأنني لا أمتلك إقامة لأكثر من ثلاثة أشهر ،ولولا بعض الوساطات لما كان لي أن أضع نقودي في البنك

هذا غير مشكلة المدارس - والكلام للشيخ - ، فقد خرجنا من سوريا دون أوراق هربا من نيران القصف وتركنا أوراق أولادي في إحدى المدارس هناك وبالطبع ليست معي ملفاتهم التي تثبت موقفهم الدراسي، ولي صديق لديه ولد في الجامعة بالسنة الثالثة بكلية الهندسة يريدون في جامعة القاهرة أن يعيدوه إلى السنة الأولى،ويريدوه أن يدفع بالجنيه الاسترليني .

لا توجد تسعيرة

وتعاني سمر الشيخ - ربة منزل - من غلاء الأسعار قائلة : فوجئت بأنه لا توجد تسعيرة موحدة يمكن أن تقوم عليها ميزانية الأسرة، فكل تاجر يبيع بالسعر الذي يوافقه دون الالتزام بسعر السوق، كما أن أسعار الملابس في مصر باهظة ناهيك عن تعقد المرور، ولا أعرف كيف يتحرك المصريون في هذا الزحام .

سبب الغلاء

لكن كيف يرى المصريون هذا الوجود المكثف للسوريين تقول أم محمد - ربة منزل - : للأسف الشديد يتعامل اصحاب المحلات التجارية والمؤجرون مع السوريين على أنهم سياح ولديهم نقود كثيرة وهذا خطأ ، لأن مستواهم الاقتصادي كالمصريين بل أقل.

أما غلاء أسعار الإيجارات فيرجع للإقبال من السوريين وقبلهم العراقيين واليمنيين عليها، ومن هنا أدعو المسئولين والحكومة السيطرة على الأسعار حتى لايحدث بها انفلات ويتضرر الجميع.

لا استغلال

وينفي أحمد ممدوح - صاحب شقة يؤجرها مفروش - المغالاة في الأسعار قائلا: الإيجار يتحدد وفق سعر المنطقة ، ورغم توقعنا للجوء المزيد من السوريين إلى مصر في الأيام القادمة إلا أننا نرفض استغلال محنتهم والمتاجرة بوضعهم كما يدعي البعض، ولكن السوق عرض وطلب كما يقولون 

 

المصدر: مجلة حواء- سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 453 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,754,285

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز