كتبت- سماح موسى

مع اقتراب عام جديد نطرح عليك بعض الأسئلة : هل كنت مشاركة سياسية فيما يدور حولنا من حراك سياسي بشكل إيجابي ؟ وعلى الناحية الاقتصادية ، هل استطعت إدارة حياتك كما يجب أن تكون ؟ وهل كانت علاقاتك مع الآخرين متوازنة .. أم أنك في حاجة إلي تعديل سلوكي كي تتعاملي بحميمية وهدوء أكثر.. دون الإساءة لأحد ؟ وأيضا نفسيا ..هل كنت متجددة وسعيدة ؟وأخيرا ووسط كل مشاغلك هل حافظت علي صحتك واعتنيت بها ؟الشكل الأمثل للأجابة علي هذه الأسئلة ووضع خطة العام الجديد هوموضوع تحقيقنا 

في البداية تحدثنا - د.أماني الطويل - الخبيرة بمركز الأهرام الاستراتيجي للدراسات السياسية عن كيفية أن تكوني مشاركة سياسيا بشكل إيجابي قائلة: إن التثقيف والإلمام بالأحداث في كافة المجالات خاصة المجال السياسي مهم جدا في المشاركة السياسية بشكل فعال حتي لا يتم التأثير عليك بسهولة من الآخرين ولكي يكون لك رأي محايد دون انحياز لأحد وأيضا المساعدة في اتخاذ قرارك بناء علي فهمك لما يدور حولك وأن تبذلي كل جهدك لتنفيذ قرارك بناء علي قناعاتك وإرادتك للدفاع عن قضية سياسية تخص الوطن .

اكتساب المعرفة

ويتفق - المحامي مجدي عبد الرحمن - ناشط حقوقي وعضو لجنة ثقافة الحقائق مع الرأي السابق ويضيف :أن المشاركة السياسية بشكل إيجابي تقتضي البدء في المشاركة في العمل العام التطوعي عن طريق المشاركة في جمعيات أو مؤسسات حقوق الإنسان والنزول للشارع لمعرفة احتياجات الناس ومحاولة توصيلها للجهات المعنية في محاولة للوساطة بين الناس والمسئولين بالدولة.

فالسياسة هي معرفة احتياجات الناس تنبع من الاحتكاك بهم بالإضافة إلى حضور العديد من المؤتمرات السياسية للتوعية واكتساب الخبرات والمعارف .

ويؤكد عبد الرحمن أن ممارسة العمل السياسي لا تقتصر علي ذوي المكانة في المجتمع ، بل يشمل كل فئات المجتمع فالطالب يشارك في العمل السياسي من خلال المشاركة في العمل الطلابي (الاتحادات الطلابية ) لما لهذا العمل من قدرة في التوعية الاجتماعية فالكثير من قادة الرأي وكبار الشخصيات كانوا مشاركين في الاتحادات الطلابية.

كما أن ربة المنزل قادرة علي المشاركة السياسية ، فالمشاركة تبدأ من تنظيم شئون المنزل بجانب علاقتها الجيدة بالجيران والأصدقاء وأصدقاء أبنائها ،من خلال عمل تواصل بينها وبينهم ، فهذا يعتبر جزءاً من السياسة ، فإذا استطاعت الخروج للمشاركة السياسية تكون قادرة علي التواصل مع باقي فئات المجتمع ، فالسياسة الداخلية (في المنزل ) جزء من السياسة الخارجية لأن الأسرة نواة المجتمع ، فإذا انصلح حالها ، انصلح حال المجتمع .

حنان الأم

أما د.أنور الأتربي - أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب جامعة عين شمس - فيتحدث معنا عن كيفية جعل النفس في سعادة وتجدد قائلا: توجد عوامل كثيرة وراء إسعاد النفس منها عوامل وراثية واجتماعية وبيئية واقتصادية ، فالنفس مزيج من الاستعداد الوراثي والمؤثرات البيئية ، ولابد أن نعلم أن شخصية الإنسان تتكون منذ مولده ، فعندما تحتويه الأم وتحتضنه تبث داخله الطمأنينة وبالتالي يكون شخصية سعيدة .

كذلك الجينات الوراثية لها عامل فعال ، بمعني إذا كانت الأم عصبية وقلقة دائما يصبح الطفل شخصية عصبية يميل إلى الإجرام والعنف ، فلابد من الاهتمام بالطفل واحتضانه وتوفير البيئة المناسبة له ، فمثلا ينشأ في بيئة مليئة بالخضرة والمناظر الطبيعية الجميلة بالإضافة إلى عدم حرمانه من حياة النضج والمراهقة حتى يكون شخصية سعيدة قادرة علي تجديد حياتها بشكل يبعد عن الملل والروتين .

التضحية والمواطنة

وترى د.عزه صيام - أستاذة علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها أن علاقاتنا بالآخرين والخطة الاجتماعية التي يمكن أن نبدأ بها عامنا الجديد خاصة في تعاملنا مع آبائنا وأبنائنا مضيفة: لكي أضع خطة أتعامل بها مع الآخرين لابد أولا أن أحدد من هم هؤلاء الآخرين من حيث السن ودرجة القرابة وعلاقتهم بي ، وهل أتعامل معهم مدة قصيرة أم ممتدة أم مدي الحياة وبالتالي أحدد هل تكون علاقتي بهم علاقة توجيه أم طاعة أم تفاعل، فإذا كانت علاقة توجيه وإرشاد ونصح وتربية فتكون تلك العلاقة مع الأبناء ،أما إذا كانت علاقة تفاعل ونقاش تكون مع الزوج أو علاقة طاعة وتلقي النصح والحكمة واكتساب الخبرة واستقاء الأمن والأمان والدفء فتكون العلاقة مع الوالدين

وتضيف أستاذة علم الاجتماع: يجب أن نكون مؤهلين في علاقتنا بأولادنا لننقل إليهم الخبرة وندربهم علي تحمل المسئولية ومواجهة المواقف وإذا تعثر أحدهم لا نعلن له فشله من أول مرة بل نعيد التجربة أكثر من مرة حتى ينجح وفي هذه الفترة يكون محل تجربة نراقبه من بعيد دون أن يدري حتي نتدخل في الوقت المناسب .

وأيضا نحاول إرساء روح المواطنة والانتماء بداخله سواء للوطن الصغير(الأسرة)أو الوطن الكبير (مصر)بعيدا عن النزعة الفردية و بث روح التضحية من أجل الآخرين بداخله ، مع ملاحظة أن أي تجارب ومواقف تقومي بها أمام طفلك سيختزلها فإذا رآك تضحين بوقتك وسعادتك من أجل إسعاد زوجك ووالديك في الغالب سيكون هو شخصية مضحية.

خطة للتعامل

وعن خطة التعامل مع مع الآباء تؤكد د.عزة عند عمل خطة في التعامل مع الآخرين لابد أن يكون أول سطر هو رد الجميل وتقديم يد المساعدة لهم وقت احتياجهم لي ، وأن أشعرهم دائما أنهم قدوتي وإضافة جميلة لي ولا يمكن الاستغناء عنهم وأنهم ليسوا عبئا علي وأحاول إسعادهم دائما وإزالة الاكتئاب والقلق عنهم وأشعرهم أن هذا واجبي تجاههم مثلما قاموا بدورهم السامي تجاهي وأنا صغير .

فحص دوري

أما عن الحفاظ علي الصحة وتقييمها فيقول د.رجائي صادق -استشاري الأمراض الباطنية- كي نحافظ علي صحتنا لابد من عمل فحص دوري وتحاليل شاملة منذ الخامسة والثلاثين وتكون هذه التحاليل شاملة صورة دم ووظائف الكلي والكبد وسرعة الترسيب ، وعلي الرجال بعد سن الستين إجراء تحليل البروستاتا وعمل أشعة صدر ورسم قلب و أشعة موجات صوتية على البطن والحوض ،أما إذا كانت السيدة في نفس العمر فعليها بقياس كثافة العظام ... وأيضا بعد سن الأربعين عليها عمل كشف علي الصدر كل سنة بانتظام .

المصروف والمرتب

و يحدثنا د.حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية سابقا عن عمل خطة اقتصادية ناجحة يقول: لابد من وضع الدخل الدائم أمام أعيننا الذي له صفة الانتظام ،ثم بعد نحدد المصروفات الأساسية والثانوية الأساسية مثل الطعام والشراب فلابد ألا تزيد قيمة الإنفاق عليهم عن 40%من قيمة الدخل ، ثم ننتقل إلى الإنفاق علي المواصلات والملابس وفواتير المياه والكهرباء والانترنت بالإضافة إلى المصروفات الخاصة (الثانوية) كالمكياج والبرفانات فلابد أن يكون الانفاق عليهم بأقل دخل حتي يتوازن مع الدخل الأساسي للأسرة

ويضيف د.عبد العظيم : لابد أن نتذكر أهمية ادخار جزء بسيط من الراتب الأساسي للأسرة بحيث لا يقل عن 10%من قيمة الدخل هذا المبلغ ، فقد نحتاجه في ظروف طارئة مثل مرض أو عزومة طارئة أو مناسبات عامة أو خاصة ولابد من تدوين مصروفاتي في أجنده مخصصه لذلك أسبوعيا كي أوازن بين مصروف هذا الأسبوع والأسبوع السابق حتي أحافظ علي دخلي واتزان ميزانيتي لنهاية الشهر دون اقتراض بل بتوفير ...