قبل الثورة و بعدها حقوق المراه خط أحمر

من يعتقد أننا نستطيع رصد القضايا التي تناولتها مجلة "حواء" على مر 58 عاما فهو مخطئا ، لأننا قد نحتاج إلى مجلدات ومجلدات لحصر هذه القضايا التي كانت "حواء" لها الدور الأكبر في حلها ومعالجتها ، أيضا لم يقتصر الأمر مطلقا على عرض القضايا فقط ، فحواء ناضلت من أجل المرأة لحصول على حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فكانت تناضل من أجل الظهور وأن يصبح للمرأة كيان في المجتمع كما ناضلت من أجل البقاء ، واستمر هذا النضال حتى اندلاع ثورة 25 يناير ، لتدخل حواء في نوع آخر من الكفاح وهو محاربة من يريد إقصاءها ،لترفع شعار" حقوق المرأة خط أحمر" .

وفي السطور القادمة محاولة لإلقاء الضوء على بعض القضايا التي تناولتها حواء منذ صدورها وحتى الآن ، ليكون أبلغ ردا لكل من يفكر أو يحاول أن يستهين بما تقدمه هذه المجلة العريقة >>

اهتمت حواء منذ البداية بتشجيع المرأةعلى الإنتاج وتحسين ظروف معيشتها ومعيشة أسرتها ، ناضلت حواء بقيادة الكاتبة القديرة "أمينة السعيد" معركة حقوق المرأة السياسية والتي كانت تؤكد في سلسلة كتاباتها ضرورة مساهمة المرأة مع الرجل من أجل نهضة الوطن وكان ذلك في الأعداد الصادرة في الخمسينات.

كانت حواء لها دور كبير من خلال صفحاتها بدخول المرأة لمجلس الأمة ،بعد اشتراكها في استفتاء الشعب على الدستور ولم يقف دور المرأة فقط عند التصويت بل ظلت حواء تكافح حتى وصول المرأة للمجالس النيابية ، وكانت هذه خطوة فعالة لتعديل أحوال النساء في هذا العصر.

القضايا الاجتماعية

لتخوض حواء معركة أخرى حول عضوية المرأة للاتحاد القومي ، وكان هذا مطلبا من الاستحالة تحقيقه في ذلك الوقت ، ولكن كانت حواء ومازالت تخوض أصعب المعارك ولا تعرف لحقوقها المستحيل .

واستلمت زمام الأمور الأستاذة سعاد حلمي التي تميزت حواء خلال عصرها بإثارة القضايا الشائكة بالمرأة مثل معاش المرأ ة ، حق الزوج ، حق الزوجة المصرية في منح أبنائها من زوج أجنبي الجنسية المصرية ، ليتوالى كفاح حواء في هذه

القضية حتى عام 2012 بعد إقرار حق الجنسية المصرية لأبناء الزوجة المصرية المتزوجة من أجنبي. أما في حقبة التسعينات فركزت حواء أكثر على القضايا الاجتماعية مثل قضايا الإدمان - الانتحار وأسبابه- مرتب الزوجة- التسول- الزواج العرفي وزواج القاصرات وغيرها.

وحاربت حواء في حقبة السبعينات " الأمية " حيث كانت دائما ترصد نسبة الأميات من النساء وتعمل على توعية هؤلاء النساء من خلال كلمات بسيطة تستطيع المرأة الأمية البسيطة أن تفهمها مثل :"إذا لم تستطيعي القراءة والكتابة لن تستطيعين المذاكرة لأبنائك أو إعطائهم الأدوية في مواعيدها " وغيرها من الكلمات البسيطة التي تترك أثرا كبيرا في نفوس الأمهات .

لا للختان

و كانت ولاتزال أول من رفعت شعار " لا لختان الإناث" حيث تعرضت مجلة حواء وبقوة لهذه العادة الضارة والتي كانت تشبهها "بوأد البنات " ، وتبنت حواء القضية لتكثف جهودها على المستوى الصحي والاجتماعي والنفسي والسياسي أيضا في محاولة القضاء على هذه العادة البالية .

حيث تعرضت حواء في عددها الصادر بتاريخ ( 6-1-2007 ) لأقوى الملفات التي تم إعدادها حول هذه القضية ، فسردت تجارب مؤلمة وحكايات لا تنسى خاصة بفتيات تعرضن لعملية الختان تركت ذكريات مؤلمة وآثار نفسية بشعة في قلوبهن بالإضافة إلى الآثار الصحية التي ترتبت على تعرضهن لهذه العادة.

ورصدت أيضا حواء في عرضها"حيرة الآباء والأمهات " حول إجراء هذه العملية لبناتهن ، كما رصدت بعض ضحايا الختان التي توفاهن الله أثناء إجرائهن العملية ، ولم تنسى حواء توجيه السؤال ذاته للرجل " هل تقبل الزواج بامرأة غير مختنة ؟ "، وتوجهت حواء أيضا بالسؤال للمتخصصين النفسيين والأطباء لعرض مخاطر هذه العادة ، كما توجهت لدار الإفتاء وعلماء الفقه لسؤالهم عن مدى شرعية الختان ونفس السؤال وجهته إلى الكنيسة لعرض وجهة النظر المسيحية في عملية الختان ، وكان لهذا الملف فضل كبير في القضاء على هذه العادة الضارة .

قوانين الأحوال الشخصية

ورصدت حواء على صفحاتها واقع " عمل المرأة" ومعاناة المرأة العاملة وتحدثت مرارا وتكرارا عن قوانين المرأة العاملة غير العادلة والتي لا تراعى دورها كمسئولة وموظفة وزوجة وأم ، بالإضافة إلى إدارة منزلها، وورد ذلك في عددها الصادر بمارس 2010 لتعود للتأكيد علي ضرورة تعديل هذه القوانين في عددها الصادر فى نوفمبر 2012 " ، أملا في تعديل هذه القوانين ونحن نمر بمرحلة تغيير وتعديل للتشريعات والدستور ، كما دعت حواء لتعديل قوانين الأحوال الشخصية المتمثلة في الطلاق والخلع وحق الرؤية والاستضافة

المهمشون

وطرحت حواء سؤالا مهما على المسئولين "معيلات مصر مسئولية من؟" بعد رصدها لارتفاع نسبة المعيلات في مصر دون دخل بالإضافة إلي معاناتهم كأصحاب أمراض مزمنة .

وتحرص حواء دائما على أن تنقل معاناة من تشعر بتهميشهم في المجتمع حيث استعرضت حواء مشاكل الخادمات والعاملات والبوابين ، بالإضافة للزبالين والشيالين ، ولم تنس حواء الفواعلية وعمال الزراعة ، أما خدمة البيوت فكانت لها النصيب الأكبر على صفحاتها خلال الحقب المختلفة ، وفي هذا الملف ركزت على القانون الذي لم ينصف الخادمة ، وكان هذا ملفا أعدته حواء في عددها الصادر في 28 ابريل 2012.

الثورة

ومع انطلاق الثورة تتخلى حواء عن الخط السياسي الرسمي ، لتنضم للشعب والثوار وتنقل نبض الشارع المصري وتتجه للتوعية السياسية للمرأة مثلما كانت على سابق عهودها وتواكب التغيير وخاصة التغيير السياسي ، لنلاحظ تخصيص مساحة كبيرة لصفحاتها لمواكبة التطور السياسي السريع الذي يحدث في مجتمعنا الآن.

وفي الميدان وفي أول عدد صدر لها بعد اندلاع الثورة المجيدة ، رصدت حواء ثائرات الميدان من اليوم الأول للاعتصام وكانت كتفا بكتف معهم ، ولم تكن حواء متفرجة للحدث من بعيد ، بل شاركت في نقل مطالب الثوار والمعتصمين بالميدان حتى يوم تنحي الرئيس السابق لتصبح حواء أكثر تعمقا بالتغيرات التي حدثت في البلاد وما ترتب عليها من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، لتبدأ مشوار جديد من كفاحها.

اقصاءات المرأة

وفي 19 نوفمبر 2011 رصدت حواء معركة نساء مصر في انتخابات مجلس الشعب ، حيث أجريت لقاءات مع غالبية المرشحات من جميع الأحزاب والتيارات، لتأتي بعدها "حواء" وتطرح مبادرة المرأة رئيسة جمهورية التي أحدثت جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض في أكتوبر 2011.

لتدق حواء ناقوس الخطر حول سلسلة اقصاءات المرأة ومحاولات تهميشها من المشركة في الحياة السياسية أثناء المرحلة الانتقالية بدء من اللجنة التأسيسية لوضع الدستور حتى منصب المحافظ .

الدستور

وعلى ذكر الدستور شاركت حواء- بقوة - المرأة بجميع أطيافها في رحلة البحث عن حقوقها في الدستور المصري الجديد ، وبدأت حواء في دعم مشاركة المرأة في الاستفتاء في مارس 2011 ، مرورا بأحلامهن وتطلعاتهن التي يأملنها في الدستور الجديد على صفحات حواء خلال عام 2012 ، ونقلت قبل كتابة الدستور مطالب المرأة من الدستور الجديد ، ومن أهمها قراءة قضايا الدستور مع د. إسماعيل سراج الدين الذي عرض من خلال صفحات حواء أهم قضايا الدستور المسكوت عنها .

كما تناولت حواء الرصاصات التشريعية المصوبة نحو مكتسبات المرأة ولم يكن ذلك في الإطار المشاركة السياسية فحسب بل في جميع حقوقها الاجتماعية والشرعية التي ناضلت من أجلها من عنف وطلاق وخلع وغيرها .

وبعد الانتهاء من مسودة الدستور ، رصدت حواء الدستور في عيون النساء وعرضت من خلالها ماحوته المسودة من مواد خاصة بالمرأة وحقوقها والطفولة والأسرة ككل، كما تناولت الجدل القائم حول تأييد ومعارضة مسودة الدستور وكان ذلك في عددها الصادر بتايخ "10-11-2012 "

الملفات المشتعلة

ووضعت حواء الملفات المشتعلة على مكتب الرئيس من خلال رسائل كتبها الشعب وارسلتها حواء بعلم الوصول في 26 مايو 2012 ، وطرحت حواء أهم الملفات المصرية التي تشكل أزمات حياتية تهدد كيان الإنسان المصري مثل "التعليم - الصحة - العشوائيات "، وحذرت حواء الرئيس من أن أول طريق الفساد هو المنصب ، في حين رصدها لمعاناة الإعلاميين لنقلها للرئيس ، بجانب رسائل التجار ومعاناة أصحاب المحال التي رصدتها حواء ووضعتها على طاولة الرئيس.

وكانت حواء لحظة بلحظة داخل لجان الانتخاب لاختيار أول رئيس لمصر المنتخب بعد ثورة 25 يناير ، حيث رصدت في عددها الصادر بتاريخ 19 مايو 2012 طوابير الانتخابات

المصدر: مجلة حواء

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,688,934

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز