كتبت : منال عثمان

    ستظل دائما الموسيقى غذاء الروح مهما حاول بعض الأقزام أن يزجوا بها فى غياهب لا تعرف شفافية وروعة الموسيقى والغناء .. وما أكد هذا الكلام الزحام غير المسبوق  من الناس على المسرح الكبير بالأوبرا لحضور حفل افتتاح وليالى وختام مهرجان الموسيقى العربية  الـ22  وقد انتهت هذه الدورة الناجحة منذ أيام قليلة لكن مازال الاستمتاع بالموسيقى والعروض الغنائية التى قدمت فى هذه الدورة تملأ المشاعر فلا شيء يعلو قامة الفن الحقيقى داخل أى وجدان عاشق للموسيقى.

افتتاح وتكريم

 وقد بدأ الافتتاح بعرض فيلم تسجيلي عن حياة الدكتورة "رتيبة الحفنى" وافتتحت هذه الدورة الدكتورة "إيناس عبد الدايم" رئيس دار الأوبرا المصرية لغياب وزير الثقافة "صابر عرب" لأنه كان فى مهمة عمل بالخارج  والدكتورة إيناس كانت رئيس المهرجان هذا العام ومعها دكتورة "جيهان مرسى" مدير المهرجان وألقت إيناس كلمة افتتاح رائعة عن قيمة الموسيقى ومدى تأثيرها فى حياة الشعوب، وحيت بكل التقدير الرائع أستاذتها التى رحلت قبل أشهر قليلة الدكتورة "رتيبة الحفنى" مؤسسة المهرجان، وذكرت الكثير عن الدكتورة رتيبة ومدى ما قدمت للموسيقى بكل ألوانها ولم تختتم كلمتها قبل تحية وداع للراحل الكبير المطرب "وديع الصافى"’، وأهدت الدورة لروح الدكتورة رتيبة الحفنى ثم بدأ تكريم 14 شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية وأولهم كان اسم مؤسسة المهرجان د. رتيبة وأيضا الباحث الدكتور "فيكتور سحاب، والشاعر مجدى نجيب، والمايسترو عمر فرحات، والمايسترو فاروق البابلى، والفنان عبد المنعم السيد، والناقد الدكتور زين نصار، والموسيقار محمد الشيخ، والموسيقار يحيى الموجى، وعازف العود سيد منصور، والمطرب خالد عبد الغفار، والمطربة أحلام أحمد، وفنان الخط العربى سعد عبد ربه غزال"، وقد أقيم على هامش المهرجان مسابقات للخط العربى والفنون التشكيلية.

ليالى الطرب والإبداع

 و كانت أولى ليالى الطرب  للمطربة "أصالة" التى اعتلت المسرح لتقف ساعتين تقدم خلالهما أروع وأجمل أغانيها منها (هات قلبى وروح) وغيرها، وحلقت فى سماء الإبداع حقا بعد أن طلبت المائدة الصغيرة المزينة بالورود التى أحضرتها معها وعليها  مشروب العرقسوس ومياه ومناديل وظلت فترة فى حوار جميل مع جماهيرها حول هذه المائدة .. وأطلقت أصالة أروع أغانيها الوطنية مثل (ثورة ثورة، وآه يا شام، وهذه دمشقى" والتى انهارت بعدهما باكية حال بلدها وشاركها الجمهور البكاء، وقدمت دويتو فى نهاية الحفل مع المطرب "أحمد سعد" أغنية لبنانية شهيرة قدمتها "فيروز ووديع الصافى" لكن للأسف أحمد لم يكن يحفظها وكان يقرأ من ورقه أمامه!!

 وهذه الدورة اشترك فيها أكثر من 60 مطربا ومطربة يمثلون 6 دول عربية (مصر وسوريا ولبنان وتونس والأردن والعراق) والليلة الثانية للمهرجان كانت للمطرب "مدحت صالح" الذى كان فى حالة إبداع رائعة وقدم باقة من أروع أغانيه وأيضا أغانى يعشقها ونعشقها نحن أيضا لنجوم الطرب زمان مثل (يا أهل المحبة لعبد المطلب) وأيضا (طاير ياهوى لمحمد رشدى)، وكانت الليلة الثالثة للمطربة "غادة رجب" التى قدمت أيضا بأفضل أداء مجموعة كبيرة من الأغانى، وتألق كعادته المطرب "على الحجار" فى أمسية غنائية دسمة بباقة من أروع أغانيه، وفى خامس أيام المهرجان تشارك هذه الليلة المطرب السورى الكبير "صفوان بهلوان" والمطربة المصرية "ريهام عبد الحكيم" وكان الإبداع  سمة هذه الليلة ليأتى حفل الختام الذى أحياه المطرب المصرى الكبير "هانى شاكر" وهو أنجب تلاميذ الدكتورة رتيبة الحفنى ووقف للحظة متذكرا إياها وكادت الدموع تطفر منه لكنه انطلق يقدم ختاما كانت الروعة عنوانه والإبداع سمة المهرجان بكافة لياليه التى انته فى الرابع عشر من نوفمبر .. تحية للقائمين على هذه الدورة فقد أثبتوا أن جهود دكتورة رتيبة لم تضع هدرا أبدا وأن  مازرعته  كان ثماره دورة رائعة ..