سوسن فايد :البحث عن الذات بعد سنوات
سعاد الديب :الفراغ وراء الخلافات الزوجيه
مرت عليها أيام البرودة الشديدة.. وأيام أخرى غلبها الشوق الحار.. تمتعت بالربيع.. ولملمت أوراقها المتساقطة في الخريف.. لتصل إلي الشاطئ وتطفو بسفينتها فوق العواصف والأمواج المتناثرة هنا وهناك.. لتعلو ويرتفع شعارها وتعلن استمرار زواجها إلي ما يقرب الـ25 عاماً..! ثم تجلس فى مقعد ربان السفينة وتتساءل هل سيستمر الحب إلي ما بعد الـ25 عاماً أم يختلف كاختلاف الشهور والسنوات؟!
- كما يحتاج النبات لمن يرويه, يحتاج الحب لمن يرعاه.. بهذه الكلمات بدأت الكاتبة يسر السيوى حديثها من واقع تجربتها و أضافت: الحب ينفر من الضغوط والضيق, فهو ينمو بعيد عن المشاجرات والخلافات.. فالعلاقة الزوجية المبنية على أساس صحيح وحب متبادل بين الطرفين بعيدا عن المصالح و الأهواء الشخصية والماديات هي التي تستمر لآخر العمر لأنها علاقات متكاملة وسرعان ما يتحول الحب بعد الزواج وتتغير مفاهيمه وشكله، فالأولاد يصبحون جزءا من هذا الحب وباللمسات الرقيقة للمرأة والاهتمام والحب مع الأمومة والتغاضي عن صغائر الأمور تستمر الحياة .
- وتؤكد سعاد الديب "عضو المجلس القومي للمرأة" من واقع خبرتها الزوجية التى تقرب إلي 35عاماً أن المرأة تشعر بأهميتها طوال فترة تربيه الأولاد حتى يستقلوا بحياتهم فتبدأ تشعر بالفراغ والوحدة مما يؤدي أحياناً للخلافات الزوجية التي تظهر بعد ربع قرن زواج.. لذا عليها أن تدير وقتها وتخلق لنفسها مجالات أخرى وتبحث عن مواهبها وتقوم بالنشاطات المختلفة حتى تتفادى الصدام بينها وبين زوجها وتعمل على أقامه علاقات اجتماعية عديدة وتنفتح وتفجر طاقاتها في أشياء مفيدة سواء القراءة, ممارسة أنشطه "خيرية وحقوقية"وغيرها..
- زلزال زوجي -
- الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة إلي ما يقرب الـ25 عاماً ثم توفت وظل يحبها حتى وفاته، فالزواج هو ميثاق بين طرفين تجمعهم المودة و الرحمة كما تقول منى عبد الهادي متزوجة منذ 27 عاماً وتضيف أن الصعوبات التي تواجه العلاقة الزوجية هي سبيل لتقوية الحب وزيادة الترابط فقد تعرضت للانفصال من زوجها بعد 10 سنوات من الزواج لم يتعد شهراً واحداً ولكن هذا الشهر هو بمثابة هزة كبرى للطرفين عرفوا فيه معنى الوحدة والانكسار وقيمة كل طرف للآخر، ومعرفة معنى البيت والأسرة، فاستمرت علاقتنا واستمتعنا بكل ما في الحياة من معان ومررنا بكل مراحل حياتنا سويا وأصعب مرحلة هي ما نحن عليها الآن ففيها تظهر حقيقة مشاعر الأخر، حيث تزوج الأبناء و بدأ المرض يزحف إلى جسدينا ليصبح كل منا الونس و الجليس للآخر .
- و يشير المهندس مهدى الحسينى بعد زواج دام لأكثر من 23عاماً إلي اختفاء الحب مع مرور السنوات وسط ضغوط الحياة ومتطلبات الأسرة لتحل محله العشرة ويضيف: "العشرة أقوى من الحب", وخلال سنوات الزواج تتسرب لحظات من الملل وأوقات نشعر بالتعود ويكمل الطرفين العلاقة من أجل الأولاد حتى أننا نحن معشر الرجال نشعر أحياناً أن حياتنا انتهت فنتمنى التغير ولو بامرأة أخرى فيجب على الزوجة مراعاة ذلك وعليها أن تصبح أربع زوجات في امرأة واحدة !
- و ترد على الرأي السابق أمنية عسكر مديرة عام قائلة: "المرأة هي الأخرى تمر بضغوط تغير مشاعرها فلماذا يطلب منها وحدها تحمل تقلبات الزوج المزاجية ؟!.. فالزواج مسئولية مشتركة يحتاج إنجاحها لبذل جهد من قبل الطرفين.. فقد يتغير الحب مع تقدم العمر ليصبح أكثر عملية وكل طرف يتغير شعوره وطريقة حبه للآخر لكن بالتفاهم والتناغم يتحول الطرفين "لتوليفه واحدة" .
- رعاية متبادلة -
- و تعلق دكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعى على الآراء السابقة قائلة: بعد الزواج سرعان ما يتحول الحب إلى أهداف كبناء بيت و تنشئة أبناء.. و ما أن تمضي الأعوام و يكبر الأبناء حتى ينتاب طرفي الزواج شعور بالتعب الانتهاك .. وهنا يبدأ كلاهما الرجوع لنفسه والبحث عن الذات وظهور "الأنا" التي غابت وسط ضغوط الحياة فأنسته اهتماماته الخاصة.. فيبدأ كل طرف في النبش بدفاتره القديمة بحثاً عن حب زمان و من ثم على كلا الطرفين تذكر أن كل منهما كان و لا يزال ملاذ الآخر.. و على الزوجة إدراك أن الرجل كلما كبر زادت طفولته ورغبته في الحب وهو ما يفسر وقوع بعض الرجال المسنين في عشق فتيات صغيرات!.. أما الرجل فعليه هو الآخر مراعاة زوجته و إشعارها باحتياجه لحنانها فكلاهما يبحث عن المشاعر الرومانسية بعد مرور ربع قرن من المسئوليات الزوجية..
ساحة النقاش