مصر بخير

فاتن الهوارى

ألفين سلام لك يا آدم

أسعدنا جميعا قراءة الخبر عن تبرع مسيحي بأرضه لبناء مسجد ويقول الخبر تبرع "نادر رامز العسال" بقطعة أرض يمتلكها مساحتها 220 مترا لبناء مسجد بقرية سلام مركز منفلوط بمحافظة أسيوط ليبين للدنيا أن مصر بلد الأمن والأمان والسلام والمحبة والتسامح وأن المصريين جميعا مسلمين ومسيحين يد واحدة وأخوة لا يستطيع أى حاقد أن يفرق بينهم.. المصرى المسيحى الصعيدى الشهم تبرع بالأرض لأنه وجد أن أخوته المسلمين يقطعون مسافات بعيدة للذهاب لأقرب مسجد للصلاة فتبرع بأرضه التى يمتلكها ليجعلها قريبة من أخوته المسلمين للذهاب للمسجد ويهون عليهم مشقة الطريق – صدق الله العظيم- الذى قال فى كتابه العزيز فى سورة المائدة الآية 82 "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصرى ذلك بأن منهم قسسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون" .

علاقة الحب بين المسلمين والمسيحين المصريين قوية فهناك المسلم الذى تبرع بدمه لمسيحى وفى الثورات نجد الهلال بجانب الصليب والدين الإسلامى الحنيف يحثنا على معاملة أهل الكتاب معاملة كريمة وأمرنا الله سبحانه وتعالى بحسن المعاملة مع الناس جميعا .."وقولوا للناس حسنا ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هى أحسن " والآية القرآنية "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن .

ورسالة الإسلام تحفظ كرامة الانسان ورفعت قدره .. وفى الحديث الثابت يقول الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – "إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تخلفكم .. فمرت به يوما جنازة يهودى فقام فقيل له إنها جنازة يهودى فقال – صلى الله عليه وسلم – "أليست نفسا.

ومن الأحاديث النبوية الشريفة يحثنا الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - فيقول "من قتل معاهدا لم ير رائحة الجنة وأن ريحها توجد من مسيرة أربعين يوما.. ومن أحاديث سيد الخلق – صلى الله عليه وسلم - "من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا خصمه يوم القيامة"، "ومن أذى ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة "صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم- .

وقال سيد الخلق "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره"، فشمل حديثه كل جار حتى لو كان من غير المسلمين وهذه هى علاقة المصريين مسحيين ومسلمين مع بعضهم البعض جيران وأخوة يخافون على شعور بعضهم ، صديقتى إيناس المسيحية كانت تأتى عندى فى البيت وأنا صغيرة فى ابتدائى وكانت والدتها صديقة لأمى - رحمها الله - كنا نتزوار فى الأعياد والمناسبات كانت عشرة جميلة وجيرة متحابة لا يفرقنا اختلاف الديانة ويجمعنا حب وصداقة .. ومن أهم تعاليم الإسلام لا إكراه فى الدين وقيم العدل مع الآخر ومعاملة حسنة مع الآخر وحرية العمل والكسب..

المسلمين والمسيحين أخوة .. نسيج واحد يجمعنا وطن جميل اسمه مصر .. نريد مواقف كثيرة تدل على الوحدة الوطنية والمحبة بيننا .. ما فعله المسيحى الشهم فى التبرع بأرضه لبناء مسجد للمسلمين خير دليل على أن مصر بخير وستظل بخير إلي يوم الدين لأن الرب واحد ياعالم وكلنا دم واحد..

                ألفين سلام لك يا آدم.