نرمين طارق

لا تمر الحياة دون أزمات تجعلنا نشعر بالقلق والإحباط في بعض اللحظات، ولكن تمنحنا الأزمات دروسا نتعلم منها إذا نجحنا في التجاوز والتخطي ولكن كيف يمكن أن نتجاوز اختبارات الحياة الصعبة كفقدان شخص مقرب أو عدم التوفيق في العمل أو الدراسة.

"حواء" التقت د. أميمة السيد، استشاري العلاقات الزوجية لتمنحنا بعض النصائح في تجاوز اختبارات الحياة المختلفة.

كيف نستطيع تقوية المناعة النفسية حتى نتمكن من تجاوز الأزمات والاختبارات؟

يمكن تحسين الحالة النفسية من خلال "Psychological resilience "

وتعنى المرونة النفسية وفيها يتم تدريب النفس على تقبل الأمور والأقدار، لأنه لا يوجد حياة بدون أزمات، وليس هناك شخص لم يمر بصعوبات حياتية، لكن الرضا بالقضاء وتفويض الأمر لله هما الخطوة الأولى والأهم فى تجاوز أي أزمة، وينبغى على من تعرض لأزمة ما أو امتحان صعب فى الحياة ألا ينطوى على نفسه وينعزل عن الآخرين، كأن يخفق الطالب فى تحصيل مجموع يؤهله للالتحاق بالكلية التى يطمح في دراستها، بل عليه التواصل مع الآخرين سواء بشكل مباشر أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى والتفكير فيما هو مقبل.

بالحديث عن عدم التوفيق الدراسى، كيف يمكن تجاوز ذلك الشعور وكذا الإخفاق المهني؟

الإخفاق المهني أو الدراسي يعالج بإعادة التقييم الواقعي للأهداف وتعلم مهارات جديدة تساعدنا على النجاح، مع التفكير في قوله تعالى "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا".

وما السبيل لتجاوز أزمة فقدان شخص عزيز؟

تجاوز الفقد يبدأ بالاعتراف بالمشاعر ثم الاحتواء الأسري فلا يستطيع أحد ينكر دور الدعم الأسري في تجاوز الأزمات النفسية والعاطفية، كما تلعب المساندة الاجتماعية من المحيطين دورا كبيرا في المساعدة على تخطي الأزمة، فالإنسان يحتاج لصديق يخفف عنه صعوبات الحياة، كما اأن إيمان الإنسان بأهمية الصبر يجعله يتقبل الفقد امتثالاً لقوله عز وجل في كتابه الكريم "وبشر الصابرين".

هل يجب الذهاب لطبيب نفسي عند المرور بأزمة؟

الذهاب لطبيب نفسي ليس حتميا لكن يجب الذهاب في حالة ظهور أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب أما في الحالات البسيطة فمن الممكن أن نكتفي بالإرشاد النفسي التربوي وقبلها الاستعانة بالله وتدريب النفس على الخروج من قوقعة الحزن والوحدة.

كيف يمكن تجاوز الشعور بالخذلان؟

يشعر الإنسان بالخذلان إذا لم يجد الدعم والمساندة من قبل المقربين له، لكن يمكن تجاوز هذا الشعور بإعادة التقييم الإدراكي، وفيه يدرك الشخص ان البشر ليسوا دوماً قادرين على المساعدة والعطاء، لذا عليه أن يستمد القوة من قول الله تعالى "أليس الله بكاف عبده"، مع تعزيز الدعم الذاتي بمعنى تحسين القدرة على إدارة العواطف والأفكار والسلوكيات وتعزيز الوعي الذاتي وتحسين القدرة على التكيف مع التحديات بمرونة.

لماذا تختلف القدرة على تجاوز اختبارات الحياة من شخص لشخص؟

قد تجد فرد يمر بواحد من اختبارات الحياة الصعب وينجح في التجاوز بسهولة أو بسرعة، وآخر يمر بنفس الاختبار ويظل يعاني فترة طويلة رغم أنهما في نفس المرحلة العمرية وذلك يرجع لطبيعة وتركيبة الشخصية، فهناك فروق فردية فالله لم يخلقنا جميعنا بنفس العيوب او المميزات، وعلى سبيل المثال هناك شخص يستطيع المشي لمسافات طويلة، وغيره لا يستطيع، وكذلك عند المرور بالأزمات أو الاختبارات، وكذا وجود الدعم فالشخص الذي يجد أب داعما تختلف ظروف حياته عن الشخص الذي لا يجد الدعم الأسري، فالتجاوز يحتاج لدعم نفسي وأسري ومناخ يشجع على التخطي.

ما نصيحتك لكل شخص يمر باختبار صعب؟

نصيحتي في كل أزمة حتى نتمكن من تجاوز اختبارات الحياة سواء المهنية أو النفسية تذكر قوله "إن مع العسر يسرا" ولا تهمل في نفسك فمن حقك اللجوء لمختص عند الشعور بعدم القدرة على التجاوز ويجب أن ندرك أن الأزمات قد تكون بداية جديدة فهناك مشاهير حققوا النجاح بعد المرور بمواقف صعبة جعلتهم يشعروا بالإحباط لبعض الوقت ولكن دون استسلام لذلك يجب أخذ العبرة من كل الذين تمكنوا من تحقيق النجاح بعد فترات مليئة بالصعوبات والاختبارات القاسية.