اللقاء الصعب
تزوجت بشكل تقليدى وحدثت مشاكل منذ اليوم الأول لزواجنا ووصلت للمحاكم، وخلال ذلك علمت بحملى وقبل الولادة عدنا لمنزلنا مع تعهدات بعدم تدخل أهله فى حياتنا وأنجبت ابنتى، ويوم السبوع تجددت المشاكل بشكل عنيف وأصررت على الطلاق لكثرة ما أتعرض له من إهانات وتطاول، ويشاء الله ألا أحصل على لقب مطلقة ولكن أرملة حيث توفى فجأة وأخذ أهل زوجى الشقة لأنها باسم والده وعشت مع أمى وتفرغت لتربية ابنتى، وخلال سنوات اكتفى جدها برفع القضايا للرؤية مع عدم التزامه بالحضور للنادى مما كان يشكل عبئا نفسيا علي وعلى ابنتى، وخلال سنوات عمرها كان أبناء عمها يحضرون فى الأعياد لزيارتنا والاطمئنان عليها، والآن أصبحت ابنتى فى السنة الثانية بكلية الهندسة، والآن بعد وفاة والدتى وشعورى أنها وحيدة ينصحنى البعض بأن أجعلها تذهب لتقابل جدها وجدتها وأعمامها ولكنى أخاف عليها من صدمة اللقاء أو أن يقولوا عنى كلاما سيئا.
هدى
خوفك مما قد يعقب لقاء ابنتك بعائلة والدها الذين لم يهتموا برؤيتها منطقى ولكن عليك التفكير بهدوء فابنتك تجاوزت العشرين من عمرها ومن المؤكد أن بداخلها تساؤلات كثيرة عن هذه العائلة التى تحمل اسمها ولم يهتموا يوما برؤيتها وإن لم تحدثك بمشاعرها وأفكارها فهى بالتأكيد تحبسها داخلها ولن يجيبها على هذه التساؤلات إلا أهل والدها، من ناحية أخرى لقد أصبحت شابة وبالتالى قد يتقدم لها زوج ويسأل عن عائلة والدها فالأفضل أن تجعليها تذهب لهذه العائلة بنفسها فربما يصنع هذا اللقاء ما عجزت السنوات الماضية عن فعله، وإن لم يستقبلوها بشكل جيد فعلى الأقل ستجعلهم يواجهون أنفسهم، وعليك أن تنحى خلافاتك معهم جانبا وتنظرى للمستقبل فإن رحبوا بها ستكسب عائلة جديدة بالإضافة لعائلتك، ولا تجعلى خوفك من أن يقولوا لها كلاما غير حقيقيا يمنعك من حثها على هذه الخطوة، ولتبدئى بالتواصل مع أبناء عمها ولتبدأ بزيارتهم وتجعلهم يحضرون معها اللقاء الأول بجدها وجدتها فربما كانوا فى الماضى ربطوا بين فقدانهم لابنهم ومشاكله معك أما الآن فهى الحفيدة الطالبة فى كلية الهندسة التى تحمل اسم ابنهم المتوفى وخوفك من شكوكهم انها قادمة ليكون لها حظا فى مال جدها الوفير فلا تفكرى بهذا الشكل فمن استطاعت أن تربى وتعلم ابنتها حتى هذه المرحلة لن تكون طامعة فى شيء كانت تستطيع سابقا من رفع قضية للحصول عليه بمنتهى السهولة لأن جدها هو الوصى عليها.
قبل فوات الأوان
بعد عشر سنوات عانيت فيها من تحكمات زوجى بعدم خروجى أو دخولى أو حضورى مناسبات تخص عائلتى إلا فى أضيق الحدود وبصحبته لخلاف حدث مع أهلى خلال العام الأول لزواجنا، تشاجرنا وذهبت لأهلى فنصحونى بالطلاق حفاظا على كرامتى وكرامتهم مؤكدين أنه بعد أن أتركه وأولادى الثلاثة سيأتى زاحفا وهنا أملى شروطى، ولأننى فعلا لم أكن سعيدة فى حياتى نفذت ما نصحونى به ورفضت كل محاولات الصلح لأنها دائما كانت من خلال وسطاء وكلهم يريدوننى أن أعود من أجل أبنائى ورفضت وطلبت الطلاق، فرفض كما رفض إرسال أى مصاريف لأولادنا مؤكدا أننى من خربت البيت وعلى أهلى الإنفاق على أولادى، ورفعت قضية خلع لم يحكم فيها بعد، وفى الأيام الأولى كان مرحبا بى فى بيت أهلى لكن منذ فترة بدأوا يشعروننى أن أولادى عبء عليهم وأنه على أن أتركهم لوالدهم، ولم اهتم بهذه التعليقات وبدأت أبحث عن عمل لكن ظروفى أسوأ ما تكون، وأعترف أننى ندمانة جدا فصعوبة ما كنت أعيشه مع زوجى فى بيتى لا يقارن بصعوبة حياتى وأولادى الآن وبدأت أنا من أرسل الوسطاء ليحضر ويأخذنى من بيت أهلى ليعيدنى لبيتى وينفق على الأولاد لأن أهلى يهددوننى بأنهم سيرسلون الأولاد فى أى لحظة وأنا لن أتحمل فراق أولادى، فأكبرهم عمره 9 سنوات، والصغير ثلاثة أعوام، وزوجى حاليا يشترط أن أعود للبيت بدون أن يأتي ليأخذنى ويقول كما خرجت منه بمفردها تعود بمفردها، ولا أعرف ماذا أفعل؟ أهلى سيقاطعوننى إن رجعت دون أن يأتي ويعتذر ويأخذنى، وإن حصلت على الخلع سيرسلون الأولاد لأبيهم وأعيش بعيدا عنهم.
سهام
قصتك تشبه قصة كثيرات مثلك يأخذن قرار الانفصال بسبب مشكلة طارئة أو طباع لم تعد قادرة على تحملها وتتوهم أن الأولاد سيكونون وسيلتها فى الضغط على زوجها ليعيدها بشروطها، وللأسف دائما يتكرر نفس السيناريو الأهل الذين يشجعونها ينسحبون تدريجيا من المسئولية بسبب الضغوط الاقتصادية ويطالبونها بالتخلى عن أبنائها، وهنا أعتقد أنك يجب أن تجلسى مع نفسك وتحاسبينها وتعرضين طباع زوجك التى كنت ترفضينها خلال العشر سنوات السابقة وهل فى مجملها يمكن الاستمرار معها والحفاظ على البيت والأولاد أم أنها من البشاعة بحيث لا يمكنك العودة حتى لو تركت أولادك، وإجابتك على هذا السؤال بصدق سيساعدك فى اتخاذ قرار لا تندمين عليه فى المستقبل، وإذا شعرت أن حياتك السابقة أفضل من وضعك الحالى ابحثى عن وسيط من الذين جاءوا لك سابقا واطلبى منه أن يقنع زوجك بأهمية أن يأتي ليأخذك وأنك ستضمنين له ألا تفتح أية موضوعات وأن مجرد حضوره ستكون أشياؤك جاهزة وتخرجين معه وبعدها لن تعودى لبيت أهلك غاضبة، فتجربتك القاسية ستساعدك على تغيير نمط تفكيرك وإدارة حياتك بالشكل الذى يحافظ على الحد الأدنى للاستقرار الأسرى.
السكن
فى حياتنا الزوجية نحتاج دوما للطبطبة من الطرف الثانى فهذه الطبطبة تعنى أمورا كثيرة تعنى أن الآخر يهتم ويقدر ويستوعب، وآيا كانت ضغوط الحياة التى يمر بها كل طرف منذ الاستيقاظ وحتى موعد النوم فإن طبطبة الطرف الآخر عليه بعبارات التقدير والمساندة تجعله يهدأ وتمنحه الطاقة لبداية يوم جديد، وما يحزننى أن الكثير من المتزوجين ينخرطون فى المشاكل والضغوط ويتشاجرون ويتخاصمون ناسين أن الدعم الأسرى هو ما يمنحنا القدرة على تحمل الضغوط الخارجية، وعلينا الانتباه جيدا أنه إذا كنا نصارع فى الكثير من الجبهات الخارجية فالبيت هو السكن الذى نتزود فيه بالحب والحنان ولا داعى أبدا لتحويله لساحة أخرى للمعارك لمجرد أن كل طرف لا يظهر تقديره لما يبذله الطرف الآخر من جهد لتستمر الحياة.
ساحة النقاش