<!--
<!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <mce:style><!-- /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} --> <!-- [endif]---->
فى بداية حياتها العملية كدبلوماسية بوزارة الخارجية كانت السفيرة هدى المراسي تعانى بشدة من صراع نشب بين عقلها وقلبها، وقد تضاربت أحلامها الخاصة مع تطلعاتها و طموحها الشخصي لفترة، ثم تغلب العقل واعتبارات نشأتها المحافظة والوظيفة المرموقة التى فتحت لها أبواب الصعود إلى القمة. كانت تدرك فى أعماقها أن المستقبل يحمل لها مفاجآت سارة وكان لابد من الانصياع لحكم العقل فداست على قلبها.
وعندما سافرت إلى روما للتحدث فى ندوة نظمتها الأكاديمية المصرية فى روما، وكانت هدى سفيرة مصر فى العاصمة الإيطالية، وحضرت الندوة وأصرت على استضافتى فى قصر السفارتيه الأنيق الذى كانت تفتخر بجهودها لشرائه، فأصبح من ممتلكات مصر بعد أن كان مهددا بالضياع، والتقيت بابنتيها الجميلتين ثم راحت تحكى لى قصة زواجها من زميلها الدبلوماسى الدكتور«فايز بكتاش» الذى لم تعقه نشأته الارستقراطية عن المشاركة فى حزب يساري. كانت هدى أول دبلوماسية مصرية بعد الدكتورة عائشة راتب التى عينت فى المنصب بدون سابق خبرة أو تاريخ فى العمل الدبلوماسى، وجاءت مباشرة من الجامعة، وفى روما كانت هدى فى قمة سعادتها وتألقها وقد شرفت مصر كوجه دبلوماسى ناجح وحظيت بقدر من الشهرة وأثبتت أن المرأة المصرية يمكن أن تمارس كل الأعمال وتتفوق على أقرانها الرجال، وقد حرصت على أن تصحبني فى عدة جولات بشوارع روما ورأيت بعض المواطنين الإيطاليين يحيونها والعديد من المصريين يصافحونها باعتزاز، ولا شك أن هدى المراسي أثبتت كفاءة كبيرة جعلتها جديرة بإعجاب المسئولين، فتم لأول مرة فى تاريخ الدبلوماسية المصرية ترقيتها من وزير مفوض إلى سفيرة فى نفس العاصمة الإيطالية.
لم يدر بخلدي أن لقاءنا فى روما سيكون الأخير، وأن القدر دبر لنا فرصة لن تتكرر كى نجتر الذكريات ونفتح خزائن البوح الحميم ونتذكر أيام الجامعة وكيف أمضينا أجمل أيام العمر فى كلية الآداب، وعلمت منها أنها تعانى من آلام فى العمود الفقرى وتحتاج لإجراء جراحة دقيقة سوف تجريها فى المستشفى العسكرى بالإسكندرية بمصطفى كامل، ثم فوجئت بها تغير رأيها بناء على نصائح بعض الأصدقاء وتسافر لإجراء تلك الجراحة فى العاصمة الفرنسية «باريس». وعندما تلقيت النبأ الصاعق لم أصدقه، ولكن هكذا شاءت إرادة الله أن ترحل واحدة من أنجب وأروع بنات مصر نتيجة لخطأ فى التعقيم، ما تسبب فى تلوث الجرح أثناء تلك الجراحة فى مستشفى فرنسى شهير، ولا أجد وصفاً أبلغ للراحلة العزيزة هدى المراسي ، الدبلوماسية المرموقة والصديقة الرقيقة الإنسانة من كلمات الدكتور مصطفى الفقى الذى رافقها منذ بداية رحلتها الدبلوماسية" توثقت صلتى كثيراً بتلك الزميلة الغالية صاحبة الشخصية القوية والروح المرحة والذكاء الحاد والثقافة الواسعة فضلاً عن بهاء الطلعة ".
ساحة النقاش