«ها هى المرأة المصرية ومعها كل أفراد الأسرة شبابا وشيوخا وأطفالا يخوضون معركة التنمية والبناء فيزرعون الخير ويصنعون المستقبل ويرسمون للغد طريقا كى نحقق حلمنا الوطنى بمصرنا دولة حديثة تقوم على أسس الحرية والديمقراطية وتستعيد مكانتها اللائقة بين الأمم إقليميا ودوليا بعد أن عانت محاولات للنيل من هذه المكانة وتراجع دورها نتيجة لعوامل داخلية وخارجية وهو الأمر الذى ترفضه ثوابت التاريخ والجغرافيا».
بهذا التقدير المعهود للمرأة المصرية، استهل سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فترته الرئاسية الجديدة بعد أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب، محملا إيانا كنساء وأسر بالمزيد من المسئولية التى ما زال وطننا يحتاج إليها فى المرحلة المقبلة، فصحيح أن المرأة المصرية لم تتوان ولو للحظة عن دعم وطنها منذ اندلاع ثورة 30 يونيو والخلاص من الحكم الإخوانى الغاشم، فالمشاركة فى الاستفتاء على دستور 2014 والانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية، هذا بجانب ما قامت به مشكورة من جهد تنظيمى لمواجهة الكثير الصعوبات الحياتية التى اعترضت سبل حياتنا خلال ما يقرب من سبع سنوات، إلا أن مسئولياتها تجاه الوطن لم تنته فما زال أمامها الكثير.
البداية من دورك الاقتصادى فما زلت عزيزتى تحتاجين إلى أن يكون لك دور حقيقى فى العبور بأسرتك بأمان اقتصاديا من خلال اتباع ما يسمى باقتصاد الحرب، فصحيح أننا لسنا بحرب وصحيح أننا قد عبرنا الكثير ولم يعد أمامنا سوى إكمال البناء والوصول لبر الأمان، لكنه ما زال علينا أن نتعامل بهذا المبدأ حتى نصل، هذا المبدأ الذى يعنى أن نحاول وبقدر الإمكان الحد من استهلاكنا وترشيد نفقاتنا والبعد عن تخزين السلع والامتناع عن شراء ما قد يتلاعب بعض التجار فى أسعاره بل والإبلاغ عن هذا، مع الاعتماد بقدر الإمكان على شراء السلع المختلفة من منافذ البيع التابعة لعدد من الجهات الحكومية والتى تطرحها بأسعار مخفضة، بالإضافة لتدريب أبنائنا على الادخار كسلوك، وهو ما يجعلنا نتطرق لجانب آخر من مسئولياتنا تجاه هذا الوطن ألا وهو التنشئة الاجتماعية فحتى نستطيع أن نكمل ما بدأناه من تطهير وبناء منذ سبع سنوات، علينا وأن نعد الجيل الذى سيكمل هذه المسيرة بطريقة صحيحة أو على الأصح بطريقة وطنية صحيحة، علينا أن نربى أبناءنا على معرفة ما هو الوطن وما أهمية الحفاظ على الأرض والهوية، والأمر لا يحتاج منا أكثر من بعض السلوكيات البسيطة التى لا تتعدى سوى اهتمامنا باصطحابهم لزيارة الأماكن التاريخية والتراثية التى تزخر بها بلدنا مع تعويدهم على شراء المنتج المصرى وتدريبهم على قراءة الكتب التى ترصد لتاريخنا وبطولاتنا ورموزنا منذ الصغر، وأيضا متابعة ما يطلعون عليه ويتابعونه على مواقع التواصل الاجتماعي، فبهذا كله نكون قد علمناهم وبطريقة بسيطة ما هو الوطن وما هو دورنا فى الحفاظ عليه وإكمال ما بدأه أسلافنا فى هذا الإطار، والأمر عزيزتى لا يتوقف عند هذا فهناك أيضا دورك فى الحياة العامة والسياسية فكما نزلت وكنت دائما فى طليعة المشاركين كلما احتاج إليك هذا الوطن، عليك أن تكونى دائما على أهبة الاستعداد للتواجد والمشاركة فى كافة أحداثه، أقول هذا ونحن نستعد لانتخابات المجالس المحلية المقبلة فعليك أن تكونى وكما عهدناك متواجدة كمرشحة وناخبة تشاركين وبقوة فى رسم ملامح الحياة التى ترجينها لك ولأبنائك، فالمسئولية لم تنته وما زال الوطن يحتاج منك للكثير فكونى سندا لبلدك.
ساحة النقاش