فى هدوء يتسلل هذا القاتل المحترف إلى مضاجعهن، فيقلب حياتهن رأسا على عقب، تذبل الجميلة وتشعر الأم بأنها قد ترحل تاركة أبناءها بلا رعاية أو سند، وينتاب الزوجة مشاعر سلبية من نظرة زوجها لها بعد أن تغيرت الملامح، وعلا الشحوب وجهها، إنه سرطان الثدى، فكيف يمكن التغلب عليه، وإلى أى مدى تسهم الحالة النفسية فى نجاح العلاج؟ أسئلة عديدة نحاول الإجابة عليها فى جولتنا التالية..
تقول د. منار عبدالفتاح، استشارى الصحة النفسية والإرشاد الأسري:يعد السرطان أحد الأمراض النفسجسمية، حيث تزيد العوامل النفسية احتمالية الإصابة به بسبب الاضطرابات الهرمونية , بالإضافة إلىأن الضغط النفسي يؤثر بشكل مباشر على عمل الخلية العصبية التي بدورها تؤثر على الجهاز المناعي ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، كما أن الحالة النفسية تزيد من احتمالية الإصابة فقد تشكل عاملاللوقاية منه، فالاستقرار النفسي والتعامل بشكل إيجابي مع الحياة كالبعد عن القلق والتوتر والإحباط وعدم المبالغة في الخوف من المستقبل تقي من الإصابة بالسرطان، وقبل كل ذلك الإيمان بالله والرضى بقضائه-فمن رضي بقضاء الله أرضاه الله بجمال قدره- إلى جانب التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والإيمان بمراقبة الله لنا في السر والعلن فكل ذلك يبعث في النفس البشرية الهدوء والطمأنينة والسعادة وهى أمر مهم فى مقاومة المرض.
التغذية السليمة
تنصح د. منار بضرورة الحفاظ على الوزن من خلال التغذية السليمة وتجنب تناول الأطعمة المصنعة مثل اللانشون والبسطرمة والمشروبات المعلبة، مع الإكثار من تناول الطماطم والبطيخ والأسماك والبقوليات والخضراوات والفاكهة وشرب اللبن قليل الدسم، بالإضافة إلىممارسة الرياضة حيث أكدت الدراسات الحديثة وجود علاقة وطيدة بين زيادة الوزن والإصابة بالعديد من الأمراض خاصة سرطان المثانة والبنكرياس والمرارةوالرحم، لافتة إلى ضرورة تجنب التوتر والغضب، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة خاصة اليوجا والضحك لفترة طويلة لأنه يرفع من الحالة المعنوية، ومن الممكن ممارسة عادة لطيفة بكتابة كل مايغضب الشخص فى ورقة والتخلص منها، مشيرة إلى أن الاستماع إلى الموسيقى والاستمتاع بالطبيعة يساعد على التخلص من الحالة النفسية السيئة، كما تسهم بعض المشروبات فى ذلك كاليانسون والنعناع.
الدعم النفسي
أما عن أسباب الإصابة بالسرطان فتقول د. شيرين مهدي،مدير وحدة الطب النووي بمركز الأورام بمعهد ناصر:تصاب السيدة بسرطان الثدى نتيجة تغير الجيناتما يسبب ضررا على الخلايا، ويكون هذا نتيجة عوامل عدة منها العامل الوراثي الفردي أو العام بالإضافة إلى عوامل أخرى منها تناول نوعيات أطعمة معينة تحتوي على الدهون المشبعة وكثرة تناول اللحوم الحمراء والوجبات الجاهزة والإفراط فى التدخين، إلى جانب التعرض الخاطئ للإشعاع من خلال إجراء أشعة بشكل مستمر دون ضرورة،أولملوثات الجو عموما في الهواء والأكل والماء، وإهمال ممارسة الرياضة التى أثبتت الأبحاث الطبية أنها تساعد على التخلص من السموم.
وتضيف: لا شك أن الحالة النفسية تعد أحد العوامل المساعدة على الإصابة بالمرض، فإذا عانى شخص من حالة نفسية سيئة يلجأ إلى تناول نوعيات معينة من الأطعمة بكميات كبيرة ويدخن بشراهة وهذا من شأنه التسبب فى الإصابة بالسرطان وخاصة الثدى، كما أن السيدات المصابات بهذا المرض أكثر عرضة للإصابة بصدمة نفسية عن غيرهن من المصابات بأنواع أخرى من السرطانات، حيث تصاب بحالة نفسية سيئة على ثلاث مراحل أولها عند اكتشاف المرض، ثم الخوف من الموت ومدى تقبل زوجها لوضعها بعد العملية خاصة أنها لن تتمكن من الحمل بعد ذلك,بالإضافة إلى حالتها النفسية أثناء العلاج وما تشعر به من آلام خلال تلك المرحلة، أما أخطر حالة نفسية تعانى منها المرأة حالة انتكاسة المرض بعد الشفاء.
وتنصح د. شرين بتقديم الدعم النفسي الأسري والجماعي لمريضة السرطان من خلال تنظيم جلسات بين المرضى للاستفادة من تجارب من سبقهن فى هذه التجربة، بالإضافة إلىعرضها على طبيب نفسي يساعدها على الخروج من الأزمة، لافتة إلى أن هناك عشرة أطعمة تقاوم السرطان أهمها المشروم, والألياف, والخضراوات الطازجةالداكنة الملفوفة خاصة البروكلي والكرنب، بالإضافة إلى الأسماك خاصة السالمون التي تساعد على تخلص الجسم من السموم وعصير التوت والبرتقال وزيت الزيتون، مؤكدة أن ممارسة الرياضة والكشف الدوري والذاتى للثدي أهم عوامل الوقاية من المرض، موضحة أن علامات الإصابة بسرطان الثدى هى وجود ورم أو تغير فى شكل أو حجم أحد الثديين دون الآخر، ووجود إفرازات من الحلمة أو تغير مكانها أو لونها، ناصحة بالإسراع فى استشارة الطبيب عند ملاحظة أحد تلك العلامات لأن الكشف المبكر يزيد من نسب الشفاء.
ساحة النقاش