ونحن نحتفل بعيد الحب، لابد لنا أن نتذكر ملك الرومانسية: العندليب عبد الحليم حافظ؛ ولابد من الاعتراف مسبقا بأن جانبا أساسيا من «كاريزما » العندليب كانت فى «يتمه » و «ضعفه » حتى أعجبت به كل فتاة سواء كانت من المشاهير أم من معجباته.. أحبته كل فتاة رأت فى عينيه الحزن وفى أغانيه الشجن؛ وكأنها أرادت أن تعوضه بحبها ما يلاقيه من معاناة وحرمان، وهذا أيضا يفسر عطف جيل الأمهات المصريات على العندليب الإنسان.

فقد معنى )الأمان( إلا من حب بنات مصر اللائى رأين فيه فتى الأحلام، رغم أن العندليب لم يكن «دونجوانا » بالمعنى المتعارف عليه للكلمة، ولكنه كان معشوقا من المراهقات.. ولا يزال.. فلم يكن عبد الحليم حافظ هو مجرد مطرب )عابر( فى تاريخ مصر، بل كان مؤثرا إلى أقصى حد فى الحياتين الاجتماعية والعاطفية، كان شريكا لكل قصة حب عرفتها «بنوتة » مصرية أو عربية على امتداد الوطن العربي، ومع كل مرحلة يعيشها الحبيبان كانت هناك غنوة أو أكثر تعبر عنها، يجترها الحبيبان وتلتصق آذانهما إلى جوار المذياع، فى خيالهما الحبيب وفى عقولهما وقلوبهما العندليب، لم يكن هو فقط أهم المؤرخين بالحنجرة الذى سجل للتاريخ وثائق ثورة يوليو وإنجازاتها.. ولكن تبقى قيمة حليم فى نظر العشاق أنه مؤرخ قصص العشق والغرام؛ فمن الصعب أن تجد مرحلة يمر بها حبيبان ولم يعبر عنها العندليب موسيقى وكلمة وأداء.

باختصار كان العندليب حاضرا على كل طاولة تجمع العشاق، وفى كل حديث تليفوني، وبدءا من النصف الثانى للخمسينيات وحتى رحيله بعد عقدين، كان المحبون يكتبون رسائل العشق والغرام متضمنة مقاطع من أغنيات حليم كأفضل كلمات تعبر عن مشاعرهم ولا يستطيعون التعبير عنها، وفيما بعد فى السبعينيات وقبل رحيله كان الكاسيت قد خرج إلى النور وذاع وانتشر فى معظم البيوت المصرية، واصطحبه معه كل أب مغترب سافر للعمل فى الخارج ودول الخليج عند عودته، فبدأ الأحبة فى تبادل كلمات العندليب بصوته عبر شرائط الكاسيت..

لكن هل كان العندليب حبيبا وعاشقا، بنفس الدرجة التى كان بها محبوبا ومعشوقا؟

هكذا حليم الذى تغير مفهوم الحب من بعده ولو كان بيننا لأحب بنفس طريقته الكلاسيكية ولكنا أيضا صدقناه.

المصدر: بقلم : طاهر البهى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 496 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,696,949

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز