جهود عديدة تبذل لمواجهة مرض سرطان الثدى فى مصر والوطن العربى، خاصة بعد أن بات شبحا يقض مضاجع الفتيات والأمهات، بل ويهدد أحلامهن فى الإحتفاظ بملامح الجمال لفترة طويلة، فماذا عما اسفرت عنه هذه الجهود على مستوى الوطن العربى وكيف نستعد لمواجهته فى المرحلة المقبلة؟
فى البداية يقول د. هشام الغزالى،أستاذ علاج الأورام ومدير مركز الأبحاث بكلية طب عين شمس ورئيس الجمعية الدولية للأورام:يعد سرطان الثدى أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء فى مصرحيث بلغت نسب الإصابة به 115ألف حالة جديدة سنويا أى بما يعادل 14حالة كل ساعة ومن المتوقع زيادة تلك الحالات بمعدل 350 ألف حالة جديدة سنويا بحلول عام 2050 فى حين أن حالات أورام الثدى تمثل 25%من الحالات السابقةإى إصابة 4: 5 حالات فى الساعة الواحدة.
ويضيف:يمكن خفض نسب الإصابة إلى 40% إذا تم عمل خطط قومية وقائية عن طريق الاكتشاف المبكر للمرض تنفذ على مستوىالجمهورية، لافتا إلى وجود عدة أنواع من سرطان الثدى حيث تشكل مجموعة الهيرتو حوالى 70%من السيدات التى تستجيب بشدة للعلاج الهرمونى وأثاره الجانبية قليلة للغاية،فى حين أن النوع الإيجابي للهيرتو يمثل حوالي 30%من السيدات التى تستجيب للعلاج، ومن ناحية أخرى نجد أن 10%من النساء تستجيب لثلاثى السلبية والذى يعد أكثر الأنواع نشاطا فى هذه الحالة يكون الكيماوى هو العلاج الرئيسى مع وجود أبحاث جديدة تفيد بالاستجابة الكبيرة للعلاج المناعى.
استراتيجيات علاجية
يوضح د. الغزالىإمكانية استخدام العلاج الهرمونى فقط مع مريضة "ليومينال a" ماقبل التدخل الجراحى خاصة مع كبيرات السن لتصغير حجم الورم واستئصال الغدة الحارسة دون القضاء على الغدد الليمفاوية تحت الإبط بالكامل، بالإضافة إلى ظهور أجيال جديدة من العلاجات الهرمونية التى تساعد على قتل الخلايا السرطانية وتمنع الخطوط الدفاعية لها من مقاومة العلاج الهرمونىما أدىإلى زيادة نسب الشفاء والاستغناء عن العلاج الكيماوى، مشيرا إلى ضرورة تحديد الخطط العلاجية كاملة قبل البدء فى العلاج,بالإضافة إلى تحديد الأهداف مع تقليل فرص انتكاسة المرض وإمكانية البقاء على الثدى، إلى جانبتفادى الأثار الجانبية مثل القئ والغثيان، وتحديد العلاج النفسى للمريضة أثناء وبعد تلقى العلاج.
وينصح د. الغزالى لتجنب الإصابة بالمرض بالاهتمام بالكشف المبكر والدورى، والحفاظ على الوزن وعدم استخدام الهرمونات بعد انقطاع الطمث إلا تحت إشراف طبى دقيق، مشيرا إلى أن أكثر أنواع السرطانات شيوعا فى مصر هو الكبد يليه الثدى،وفى السودان الرئة ثم الجهاز التناسلي،بينماتمثل أورام الرأس والرقبة مشكلة كبيرة في اليمن, أما فىإيران والمناطق المجاورة فالجهاز الهضمي والمريئ الأكثر انتشارا .
ويختم د. هشام حديثه مناشدا وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني بإنشاء هيئة قومية تحت مظلتها مراكز تابعة للجامعات وأخرى لوزارة الصحة لإجراءالكشف المبكر للسيدات، مع الاستعانة بالأبحاث العلمية.
إجراءات وقائية
أما عن كيفية تجنب الإصابة بالمرض فتنصح د. حنان جويفل،أستاذ مساعد الأشعة التشخيصية بإجراء الفحص الذاتى للثدى شهريا بعد سن الخامسة والثلاثون، وعمل أشعة الماموجرام إذا كان هناك تاريخ عائلى للمرضبعدالأربعين، وتقول: هناك عوامل تؤدىإلى زيادة احتمالية الإصابة بالمرض منها الجينى والذى يمثل من 5: 10%، وطبيعة الأطعمة والمناخ المحيط بالمريض وقلة المناعة فى الجسم وزيادة الوزن، ورغم أن نسب الإصابة بالمرض فى أمريكا واستراليا وأوروبا أكثر من المنطقة العربية وأفريقيا إلا أن نسب الشفاء أكبر من الوطن العربى بسبب الاكتشاف المبكر للورم لديهم.
وتضيف: حتى نواجه سرطان الثدى محليا ودوليا لابد من عمل إحصائيات دقيقة كاملة بعدد السيدات المصابات سنويا والوفيات خاصة فى البلاد العربية ونسب الشفاء والمراحل العمرية التى تزداد خلالها الإصابة بالمرض.
***
نسب الإصابة عربيا
فى السعودية بلغ عدد حالات الإصابة بسرطان الثدى لدى السعوديات 11.8سيدة من بين 100ألف، كما أصدر السجل الوطنى للأورام أن سرطان الثدى الأكثر شيوعا بين السعوديات حيث يقدر عددهن بنحو 2741حالة , وانخفض معدل الحالات المصابة بالثدي بين النساء السعوديات بمقارنته بمعدل الإصابة دوليا،بينما فاقت نسبة نمو المرض المعدلات الدولية الغربية حيث بلغت 10% ما يشير إلى خطر عدد الحالات المصابة بالمرض خلال الأعوام المقبلة .
وفى الأرد نشكل سرطان الثدى ثلث الإصابات عند النساء حيث سجل حوالى 550 إصابة جديدة سنويا.
وتشير الإحصائيات إلى وجود 700حالة جديدة من مرضى سرطان الثدى فى لبنان سنويا، وأن معدل العمر للمريضات يبلغ 52عاما مقارنة ب62عاما فى الغرب,كما أوضحت أن 80%من الحالات تظهر لدى النساء اللائى تجاوزن الأربعين مقابل 94%فى الغرب.
أما فى قطر فتصل نسب الإصابة بالمرض إلى 13%من الإصابات بأمراض السرطانات الأخرى.
فيما يشكل المرض مشكلة حقيقية للصحة عموما فى المغرب,حيث يمثل الأكثر انتشارا عند النساء بنسبة وصلت 36.1%, كما يتسبب فى عدد كبير من الوفيات بسبب تأخر التشخيص.
وفى الجزائر يسجل المرض نحو 40ألف حالة إصابة جديدة سنويا وتسبب فى وفاة 3500سيدة.
ساحة النقاش