بين مؤيد ومعارضالمرأة رئيسة جمهورية

كتبت :هايدي زكي

عايزة أترشح لرئاسةالجمهورية، بعد ثورة 25يناير فتحت الأبواب المغلقة لانتخابات رئاسة الجمهورية للجميع وأصبح من حق كل من تنطبق عليه الشروط آن يتقدم للترشح فى ديمقراطية غير مسبوقة منذ سنوات طويلة.

فالكثير من السيدات يشعرن أن من حقهن خوض الانتخابات المقبلة ويشعرن أنهن يستطعن أن يحققن مالم يستطع تحقيقه الرجال من قبل وبين مؤيد ومعارض عن مدى قبول الشعب المصرى لتولى قيادته امرأة كان لنا هذا السؤال: «هل تصلح المرأة لتولى أكبر منصب فى الدولة وهو رئاسة الجمهورية؟» وإذا تولت المنصب هل ستنجح أم سيعوقها الكثير من المتاعب والمصاعب؟ هذا ما سنعرفه معاً من خلال السطور القادمة.

حكمنا فى الفترة الماضية لسنوات رجال أشكال وألوان الكل على طريقته لهم محاسنهم ولهم مساوئهم كما تقول "نوال مهدى" مدرسة لغة عربية" فهيا بنا اليوم نغير من ثوبنا وندخل عالم التغيير ونرشح وندعم المرأة لرئاسة الجمهورية ولايوجد ما يمنع أن تكسب الجولة امرأة وتحكمنا، من يعلم قد تكون أفضل وأحسن من رجال حكموا من قبل ولنتذكر شجرة الدر التى حكمت البلاد واستطاعت أن تمر ببلادها إلى بر الأمان.. والملكة حتشبسوت مثلها.

"إحنا رجالة ولازم يحكمنا رجالة" كما يضيف "عبد الرحمن محمد" كلية تجارة "صعب تحكمنا ست" بيقولوا زمان حكمتنا حتشبسوت وغيرها لكن الظروف والدولة كانت مؤهلة لذلك الدولة .. كانت صغيرة وشئونها محدودة إلى حد ما .. أما الآن نحن دولة كبرى تحتاج إلى مجهودات كبرى يديرها رجاًل.

لا أرفض أن تتولى المرأة منصب رئيس الجمهورية فهى جزء لا يتجزأ من المجتمع ومن حقها أن تمارس حقوقها فى الترشح كما قالت "نهى محمد" موظفة لابد أن نترك الفرصة لها وبعد ذلك نحكم عليها إما بالفشل أو بالنجاح.

وتختلف معها "آمال عبدالرازق" موظفة فترى أن هذا المنصب لا يتحمل التجربة فهو منصب حساس ويتوقف عليه مستقبل دولة بأكملها وليس مؤسسة صغيرة أو شركة تتحمل التجربة والخسارة أو المكسب فهذا أمر مرفوض فنحن لسنا فى وقت تجارب الآن .. مصر تمر بموقف صعب تحتاج إلى كل ما هو صحيح وجاد أى خطأ مهما كان حجمه صغيراً أو كبيراً قد يؤدى إلى انهيار الدولة.

يرى مصطفى محمد طالب بكلية الطب أن القلب الطيب هو أكبر معوقات رئاسة المرأة للجمهورية وهذه طبيعة خلقها الله فيها لا تستطيع تغييرها مهما كانت شخصيتها قوية وبالتالى فمن الصعب أن تتقلد منصباً يحتاج للخشونة والصرامة مثل رئيس الجمهورية.

لكن المرأة رغم طبيعتها الأنثوية تستطيع أن تدير شئون البلاد لأنها تمتاز بالصبر والحكمة والقدرة على المسئولية مهما كانت صعبة والدليل على ذلك إدارتها لشئون بيتها على قدر إمكانياتها حتى لو بأقل التكاليف فمن يقول إنها لا تصلح خاطئ من وجهة نظر "خديجة عبد الله" ربة منزل وبالتالى فالمرأة إذا تقلدت منصب رئيس الجمهورية سوف تستطيع حل الكثير من المشاكل التى يصعب على حكام رجال حلها كالقضية السكانية والمشاكل الاقتصادية بجانب الأمور السياسية فالمرأة لها دور كبير فى شئون مصر السياسية منذ قديم الزمان.

المجتمع المصرى مجتمع ذكورى .. كما يضيف "إبراهيم حسين" - موظف - الرجل يحب ويعشق المرأة ويقدرها ويحترمها ولكنه رجل شرقى لا يحب أن تقوده امرأة وتسيطر عليه وتأمره بما يفعل وبما لا يفعل وقد شاهدنا فى الكثير من الأفلام السينمائية التى تعرضت لهذا الموضوع مثل "مراتى مدير عام" و "تيمور وشفيقة" وغيرهما الرجل يعشق المرأة لكنه لا يحبها آن تتولى منصباً أعلى منه.

كما تضيف د.سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعى أنه لا مانع من تولى المرأة ولكن ليس الآن فمجتمعنا اليوم غير مهيأ نفسياً ولا ثقافياً أن تحكمه امرأة ..مازلنا نعانى من آثار النظام القديم الذى كان يدعم الجهل وعدم تحمل المسئولية وفقدان الثقة بالنفس وزرع تقاليد ومفاهيم خاطئة لبث الحقد والكراهية فى نفوس أفراد الشعب باختلاف أجناسهم بالإضافة إلى تقاليدنا العريقة فى التربية والتنشئة فقد تربينا على التمييز بين الرجل والمرأة ،ولهذا فإنه رغم تقلد المرأة الكثير من المناصب المهمة ما زال الرجل ينظر إليها على أنها امرأة ويرفض بشدة أن تتقلد منصباً أعلى منه .

قد يكون الأمر غير مقبول هذه الفترة ولكن بعد الثورة ستتغير أفكار ومفاهيم عديدة وسيقبل المجتمع المصرى فى يوم من الأيام فكرة المرأة رئيسة جمهورية ولكن بعد سنوات وليس الآن وذلك سيحدث بعد التغيير والتنشئة السليمة والتعليم السليم والتطور وتصحيح العقول وتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة والموروثة كل ذلك سيدعم فكرة "المرآة رئيسة"