مع الثورة.. المصريات قادمات بالتنمية

 

كتبت :ايمان حمزة

مازالت المرأة المصرية تمثل أجمل صور الحب لوطنها .. فكانت من صانعى ثورة التحرير 25 يناير من خلال دعوة الفتيات على الانترنت والفيس بوك والتويتر مع الشباب .. ولتشارك فى ميدان التحرير .. وكل ميادين المحافظات المصرية فى الثورة السلمية من أجل الثورة على الفساد والظلم ورموزه وتغيير النظام .. ولتسقط عشرات الشهيدات فداء للحرية الغالية تحت العربات ورصاصات الغدر تختلط بدماء الشهداء من زينة شباب مصر .. وتشارك بعد الثورة المرأة فى صنع الديمقراطية فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية وفى أول انتخابات نزيهة وحقيقية تعبر عن إرادة الشعب .. والتى خرج إليها الجميع بشكل حضارى .. نساء ورجالا .. فتيات وشبابا يتسابقون ليدلى كل منهم بصوته .. لا يهم نعم أم لا المهم أنه يصنع الديمقراطية بحرية الاختيار ويحترم النتيجة التى خرج بها مجموع الصناديق التى أشرف عليها القضاء المصرى النزيه .. فى خطوة على الطريق إلى انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية صحيحة وصنع دستور كامل للبلاد .. وبقى أن يكون للمرأة المصرية مكان وهى التى شاركت فى صنع مجتمعها على مر الزمان .. وقدمت الكثير فى كل الميادين يدا بيدمع كل أبناء مصر .. لا فرق بين رجل وامرأة .. بعد أن نالت الكثير من الحقوق ووصلت إلى وزيرة ذات مكانة مثل الوزيرة فايزة أبوالنجا وزيرة المهام الصعبة .. والتى كلفت بوزارتين فى وزارة واحدة وهما التخطيط والتعاون الدولى .. وأيضا أوكل إليها مسئولية مفوضية المرأة .. وإن كنا نأمل أن يكون هناك أكثر من وزيرة داخل وزارة الدكتور عصام شرف التى نكن لها كل التقدير والاحترام والذى جاء باختيار وإجماع شعبى ومازلنا نأمل فى أن يكون هناك تمثيل حقيقى لدور المرأة المصرية فى مجتمعها .. والتى تمثل نصف المجتمع ومسئولة عن إنجاب وتربية وإعداد الأجيال النصف الآخر .. لذا فمازلنا نتوقع المزيد من التواجد للمرأة التى رأينا من بينها الوزيرات الناجحات مثل حكمت أبوزيد وعائشة راتب ومرفت التلاوى ونادية عبيد .. وغيرهن الكثيرات من ذوات الخبرات العلمية والعملية فى الاقتصاد والأسرة والعمل والبيئة .. وكلنا أمل أن تكون أيضا نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان بشكل أفضل خاصة بعد أن وجدنا الأداء البرلمانى المشرف للكثيرات من أجل قضايا المواطنين لمواجهة البطالة والفقر وتنمية البلد والتعليم والخدمات وكل المجالات وفى قضايا الفساد ومحاربته وغيرها .. وكانت التجربة البرلمانية فى انتخابات المرأة تتسم إلى حد كبير بالمسئولية على عكس ما حدث فى انتخابات الرجال وما شابها من كل صور المنافسات التى وصلت إلى البلطجة والعنف الدموى .. لعل هذه التجربة التى شاركت فيها المرأة المصرية بعدد كبير ممن تقدمن للترشيح وصل إلى ألف مرشحة على مستوى المحافظات المصرية ثم اختيار 64 سيدة كانت تجربة للانتخابات السياسية البرلمانية ستتيح لها الدخول بقوة للانتخابات القادمة .. ولكن المرأة المصرية إلى جانب ذلك لا غنى لها عن دعم المجتمع والرجال المستثمرين مع دور الإعلام فى مساندتها ودعمها ليكون التمثيل منصفا لقيمة وجودها فى المجتمع حتى لا نرجع إلى الوراء من جديد لتفقـــد المرأة حقــوقا قطعت طريقا طويلا من الكفاح والنضـال مع الموروثات الاجتماعية الثقافية للوصول إليها.

الاختيار للأكفأ

فى وقت أثبتت فيه كفاءتها كإنسان فكل مطالبنا أن نعطيها الفرصة مثلها مثل الرجل ونترك الاختيار للكفاءة والخبرة لاختيار الإنسان المناسب فى المكان المناسب .. لنعطيها حق الترشح للبرلمان الجديد بل حق الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ولكن لمن تتوفر لديها هذه القدرات والخبرات لتثرى قائمة المرشحين بالكفاءات والأسماء التى لها قيمة وقامة على قدر المنصب وبما ستقدمه من برنامج حقيقى يقدم ما يفيد الشعب ويكون لديه المقدرة على تحقيق ما يقدمه وليس مجرد كلام وشعارات .. ولدينا فى العالم العديد من التجارـب الناجحة لرئيسات جمهورية تصل إلى العشرات.

 

وبعيدا عن هذه المناصب السياسية .. مازالت المرأة قادرة على مواصلة ما تقدمه مشاركة الرجال والشباب فيما نحتاج إليه من سبل التنمية .. وتطبيق ما وصلت إليه عقول علمائنا من أبحاث قيمة لو طبقت لحققت لمصر الكثير من الخيرات والثروات وفتحت العديد من الأبواب لكثير من فرص العمل للشباب على كل المستويات .. فلدينا بمصر كل مصادر الطاقة التى حباها الله للبشر من كهرباء وطاقة شمسية وطاقة رياح وغاز طبيعى وبترول .. وموارد مائية فقط علينا أن نحسن استغلالها ونحافظ عليها ولا نهدرها .. نعرف أن لدينا الثروة البشرية التى يجب أن نحسن استغلالها وتدريبها وإكسابها المهارات المختلفة لنحولها إلى ثروة حقيقية لبلدنا ولنعيد سمعة الإنسان المصرى ذى الكفاءة العالية .. فمثلما استعدنا كرامتنا فى العالم بثورتنا التى انحنى لها الشعوب والساسة علينا أن نستعيد .. كفاءتنا وإتقاننا لعملنا الذى كان أهم ما يميز الإنسان المصرى فلاحا أو عاملا أو فنيا أو مهندسا أو مدرسا أو طبيبا .. أستاذا جامعيا أو عالما وكما هى سمعة جيشه الذى يحمى الوطن ببسالة واستطاع أن يحمى ثورة الشعب ويصل بها إلى بر الأمان فاستحق دائما مساندة وحب واحترام الشعب والعالم بأسره .

الفرصة للخبرة

حتى رجال الشرطة الشرفاء الذين حققوا دائما الأمان الداخلى للبلد علينا أن نعيد بناء الثقة من جديد بين الشرطة والشعب .. بعد أن تطهرت من رموز الفساد التى أفقدتها هذه الثقة طويلا .. ولنستعن هنا بالصور المشرفة من رجال الشرطة وأيضا لدينا الكثيرات من الضابطات ممن يتمتعن بحب وتقدير الشعب .

فما تطلبه المرأة المصرية ليس كثيرا عليها .. بعد كل ما حققته من نجاحات بدءا من الفلاحة والعاملة المصرية والأم التى تصنع الأجيال إلى المدرسة والمهندسة والطبيبة وكابتن طيارة والعالمة والسفيرة والوزيرة والعميدة ورئيسة الجامعة ورئيس أمناء مجلس الجامعات والقاضية بل نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ونائب رئيس النيابة الإدارية وعمدة ومأذونة إلى جانب ما تقدمه فى المجال الإعلامى والصحفى وأيضا مجال الطيران والاستثمار وغيرها من باقى المجالات .. لنمد أيدينا إليها لنعطى الفرصة لمن تفرض نفسها كإنسان بكفاءتها وخبرتها وقدرتها على العطاء طالما توفرت مع كل ذلك طهارة اليد .. فهل آن الأوان لنعطيها الفرصة الحقيقية ؟!! 

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان حمزة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,290,443

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز