<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]--><!--<!--
الوفاء والمحبة هبة من السماء!(2)
كتبت :سكينة السادات
حكيت لك الأسبوع الماضى قصة السيدة صباح التى أحبت وهى فى الرابعة عشرة من عمرها ابن خالتها الضابط الذى كان يكبرها بعشرين سنة وبالطبع خطب وتزوج من تناسبه سنا وثراء لكن صباح ظلت تصوره وكأنه فارس أحلامها حتى كانت الكارثة الكبيرة عندما ماتت زوجته العروس الجميلة إثر حادث سيارة وتركت لزوجها وحماتها ولدا صغيرا لم يزد عمره عن عدة شهور!؟
وعندما ذهبت صباح مع والدتها للعزاء أخذت «محمد» الصغير فى حضنها وسكت الطفل بعد أن كان دائم الصياح بل تناول رضعته بشهية وغيرت له ملابسه وظل نائما سعيدا فى حضنها حتى حانت ساعة عودتها هى وأمها إلى منزلهما لكن صباح كانت هناك منذ فجر اليوم التالى وظل فى حضنها والكل يتعجب من تحول الطفل، الذى كان يصرخ ويرفض الرضاعة إلى الهدوء والابتسام والضحك!
ولم تترك صباح «محمد» أبدا بعد ذلك وحتى عندما اقترحت خالتها أن تتزوج من ابنها وعارضت أسرتها أصرت وتزوجت من فارس أحلامها القديم ووالد الطفل الذى أحبته من صميم قلبها!
وتستطرد السيدة صباح.. تنازلت عن الفرح والزفة وطلبت أن يكون زفافى على ابن خالتى «على الضيق» وفى يوم عرسى كان محمد يجلس على ركبتى كالمعتاد وبينما كان ابن خالتى يضمك ويقول لى ساخرا..
- تزوجتينى من أجل محمد فقط؟ أليس كذلك ؟!
ومرت بنا الأيام رغدة وسعيدة فهم أثرياء والحياة معهم مريحة للغاية وبعد حوالى عام من زواجى أنجبت ابنتى الكبرى رانيا ثم جاء ابنى هيثم.
ولاحظ الجميع أننى ما زلت أفضل محمد على أولادى الذين حملتهم فى بطنى ولم يكن أحد من أولادى يعرف أن محمد ليس ابنى هكذا اتفقت مع زوجى وأهلى ولكن يا سبحان الله.. ظللت أفضل محمد الذى لم ألده على أطفالى وأرعى مصالحه قبلهم ثم أوصيه عليهم أن يأخذ باله منهما وكان يحبهما ويرعاهما.
وخرج زوجى من الجيش برتبة عميد وكبر الأولاد وتخرجوا فى الجامعة وتزوجت الابنة من طبيب أخذها وسافر إلى كندا أما هيثم فقد التحق بوالده الذى ما إن ترك الجيش حتى جاءه عقد عمل محترم فى الكويت وأخذ معه هيثم أما محمد حبيب قلبى فقد آثر أن يكمل تعليمه العالى فى أمريكا وأن يحصل على درجة الدكتوراه وكنت قلقة جدا لأنه كان يرفض الزواج ولم أعرف له قصة غرامية مطلقا! وكلما اقترحت عليه عروسة كان يقول: بعدين بعدين ياماما مش دلوقتى وكنت خائفة أن يتزوج من أجنبية لكنه لم يفعل وجاء فى إجازته الأخيرة وطلب منى اختيار العروس التى أرتاح إليها وفعلا اخترت له ست البنات المتعلمة ست البيت المحترمة ذات العائلة المحترمة وأخذها معه وسافر للعمل فى أمريكا مدرسا بجامعة الينوى وكان أساتذته هم الذين رشحوه للعمل أستاذا بالجامعة!
وكنت على وشك أن أطرح عليها السؤال وأين المشكلة ياسيدتى فى هذه الحكاية؟
وجدتها تقول... أريد أن أخبرك بأن ابنى وابنتى اللذين حملتهما فى أحشائى لا يسألان عنى إلا مرة واحدة كل شهر والبنت دائما متسرعة وآخرها كلمة (تيك كير) يعنى خذى بالك من نفسك أما الولد فقد التحق بعمل آخر بعد أن مرض والده وتوفى جاء بعد عودته إلى مصر بعد وصوله بعدة شهور!
وجاءت أحداث الثورة وصوروها فى الخارج على أن الشوارع عندنا عبارة عن مذابح وأن البلطجية والمساجين الفارين قد احتلوا الشوارع وتلقيت مكالمة من ابنى يسأل عنى وأخرى من ابنتى تسأل عنى وتوصينى ألا أفتح الباب لأحد ولكن أتعرفين ماذا فعل محمد الابن الذى لم ألده؟ لقد أصر على أن يرسل لى زوجته وابنه لكى يقيما معى طوال فترة الأزمة ورفض أن أظل بمفردى فى البيت وخاصة أن أهل المنطقة كلها يعرفون أننا مقتدرون ونعيش فى فيللا وأن لدينا سيارات وممتلكات كثيرة بينما ابنى قال إنه مرتبط بعمل جديد لا يستطيع أن يتركه وابنتى قالت لى «تيك كير» يامامى وهاتى حراسة أكثر على الباب!!
أما محمد فقد أرسل لى زوجته وابنه وقرر أن يأخذ أجازة طويلة يقضيها معى فى مصر لكى يرعانى ويدفع عنى أذى البلطجية والصوص فهل رأيت ياسيدتى من وفاء وحب أكثر من هذا؟ لم يفعلها أولادى بل فعلها فلذة كبدى الحقيقى محمد ابن زوجى أكتبى ياسيدتى قصتى حتى يعلم الناس أنه رب ابن لم تلده أمه يكون أصلح من الذين حملتهم فى بطنها!
أبكى مع السيدة صباح تأثرا وأدعو للدكتور محمد وفائى بالسعادة والخير طول العمر ولا أعرف ماذا أقول أكثر من ذلك!
ساحة النقاش