لا شك أن مشكلة السمنة من المشكلات التي تلقي بظلال سلبية على حياتنا جميعا نساء ورجالا وأطفالا، لذا فقد كان اهتمام سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مشكورا بتبعاتها بل والدعوة إلى بذل كافة الجهات المعنية ما تستطيع من جهد لمواجهتها وبخاصة بالنسبة لشبابنا وأطفالنا ضرورة ملحة، وليس كما قد يراها البعض مشكلة ليست بقدر أهمية غيرها من المشكلات الحياتية الأخرى التي قد نتعرض لها من آن لآخر، والقصة في رأيي ليست قصة مظهر أو رشاقة أو غيرهما، القصة ببساطة قصة صحة أولادنا قصة شباب نراهم جميعا حولنا يلهثون بمجرد اعتلاء درجات سلم بسيط، أو المشي ربما لمسافة لا تتعدى الكيلو متر الواحد!

فكيف سيمكنهم بهذه الطاقة أن يمتلكوا الطاقة الكافية للعمل والحركة وبخاصة في مقتبل حياتهم، والمشكلة هنا قد تبدأ مع البعض منذ السنوات الأولى من العمر حينما تهمل الأم متابعة وزن ابنها أو ابنتها أو تعتبر زيادته المفرطة نوعا من الصحة، في حين أن هذه الزيادة قد تمنعه من ممارسة أبسط حقوقه في الحياة ألا وهي اللعب والانطلاق مع أقارنه وهو لا يزال بعد في مرحلة الطفولة! ثم الأمر يزداد سوءا مع التقدم في العمر، فيتحول الوزن الزائد لنقمة قد تصيب أبناءنا بالعديد من الأمراض التي كنا نسمع من قبل أنها تصيب من هم في مرحلة النضج أو الشيخوخة، لذا فالأمر بالتأكيد يحتاج وقفة نتكاتف فيها جميعا لبحث أسباب هذه المشكلة بل وتنبهك كأم إلى ضرورة مواجهتها منذ مراحل الطفولة الأولى ليس من أجل الحفاظ على رشاقة أو مظهر أبنائك بل من أجل الحفاظ على صحتهم ووقايتهم من الإصابة بالعديد من الأمراض بما يساعدهم فيما بعد في القيام بدورهم كاملا في الحياة بل وعلى الأصح إيجاد فرصة حقيقية للعمل والدراسية تحت مظلتها، فكيف يمكننا أن نتوقع من شاب في مقتبل العمر يعاني من زمرة من الأمراض العضوية والنفسية من جراء السمنة أن يعمل ويكد ويجتهد بل ويخلق لنفسه كيانا في الحياة، ثم ماذا عن المستقبل الذي تعده له القيادة السياسية سواء من خلال البرامج والمشروعات القومية العملاقة التي تؤسس من أجله، فجميعنا يدرك أن ما يبنى ويعد ويجرى العمل به على قدم وساق لا يبنى لنا ولكنه يبنى لأبنائنا، فماذا لو تنازلوا عن كل هذا من أجل آفة اسمها السمنة!

أعتقد أن الأمر يحتاج إلى اهتمامنا جميعا أمهات وآباء وجهات حكومية وأهلية مع ما تبذله الدولة مشكورة من جهد في هذا الإطار لمواجهة هذه المشكلة والتي تعد عقبة حقيقية في طريقنا نحو التنمية والبناء، ولنبدأ في المواجهة من المنزل ومنك عزيزتي الأم.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 460 مشاهدة
نشرت فى 9 يناير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,935,043

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز