كنت قد تحدثت من قبل عن حسن الاختيار قبل الإقدام على خطوة الزواج، وكيف أنه يجنبنا الكثير من المشكلات التي قد تنتهي بالبقاء في أروقة المحاكم وفي مكاتب المحامين لسنوات، واليوم أتحدث عن حسن الاختيار في الحب والذي يعد البداية الحقيقية لخطوة الزواج، ودعونا نتطرق أولا لما هو الحب؟

هل هو الكلمات الناعمة والبراقة؟ هل هو الهدايا؟ هل هو الاهتمام المبالغ فيه؟

 البعض يتصور أن المشاعر الحقيقية والتي تعد الخطوة الأولى بل والتمهيدية لارتباط ناجح هي كل هذا، ولكن الاختيار وأقول الاختيار في الحب شيء مختلف تماما، الاختيار في المشاعر يعني ألا ننجرف وراء سيل من العواطف التي قد تكون زائفة، يعني أن نختار من نحبه، وهذه في حد ذاتها قصة ترتكز على أننا لا نبحث عن الحب القائم على المادة أو المصالح أو الاستغلال أو النفوذ أو التباهي بمن نحب أمام الآخرين، ولكن وببساطة يعني أن نختار من يكملنا من نشعر أنه مختلف عن الآخرين، أن نحب وخاصة كنساء الرجل الذي يفرح لنجاحنا ولا يسبب له هذا النجاح أيا من مشاعر الغيرة فيعمل جاهدا أن يدفع بنا للخلف وليس للأمام، الرجل الذي يتباهي بوجودنا في حياته، لا يجعلنا دائما في هذا الركن المظلم البعيد الذي لا نظهر فيه لأنه قد ارتبط فقط من أجل الارتباط الشكلي فلم يعد يفرق معه أن نكون إلى جواره ونسانده أو لا نكون، الرجل الذي نتكامل معا, فكما يساعدني على تحقيق آمالي وطموحاتي أساعده على تحقيق آماله وطموحاته، بل أكون وببساطة جزءا من عالمه، ودعوني أسوق لكم جميعا هذا المثال والذي ربما يظن البعض أنه ليس بمؤشر على حسن الاختيار ولكني أراه كذلك لأن الصغائر مثلها تماما مثل السلوكيات الكبيرة أو كذلك المواقف، هل تلاحظون دائما الرجل الذي يحرص على الإمساك بيد زوجته أو خطيبته ويسير دائما إلى جوارها في الطريق العام أو أي محفل، هل تعرفون أن هذا الرجل ببساطة يقدر هذه السيدة ويدرك تمام الإدارك أنها جزء لا يتجزء من حياته من طموحاته من عالمه، على العكس ممن يتركها ويركض أو يبتعد عن التواجد لجوارها في أي محفل، البعض قد يرى هذا ليس بمؤشر وأن العبرة بالسلوكيات الجسام والمواقف، لكني أرى فيه كل الحب والتقدير لهذه السيدة، عزيزتي خذي قرار الحب ممن يقدرك ممن يحترمك ممن يراك كنز حياته.. ممن لا تكتمل حياته بدونك ممن يشاركك أحلامه وطموحاته ويبذل جهدا لكي تكوني جزءا منها، لا تبحثى عن الكلمات المعسولة والهدايا والادعاءات الرومانسية الزائفة ولكن ابحثى عمن يبرهن على هذا كله ببقائه لجوارك بسلوكياته معك بحبه وتقديره لك في كل محفل.

المصدر: بقلم : سمر الدسوقى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 621 مشاهدة
نشرت فى 27 فبراير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,900

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز