تحلم كل فتاة بالفوز بشريك حياة مناسب يحمل الصفات التى طالما حلمت بها، لكن هناك بعض الأخطاء التى يقع فيها البعض أثناء العلاقة العاطفية وقبل الزواج، والتى قد تتسبب فى مشكلات تسدل ستار النهاية لقصة حبهم..
فى السطور التالية نقدم لك بعض النصائح التى تساعدك على الحفاظ على علاقتك بشريك حياتك، وبعض الأخطاء التى يجب الحذر من الوقوع فيها لتجنب النهاية غير السعيدة.
البداية مع ليلى السيد التي وضعت حدا لشك خطيبها بإنهاء علاقتها به، وتقول: حاولت كثيرا التعامل معه إلا أنه كان دائما ما يشك في أفعالي، وكان يجب علي أن أقطع ذلك الشك بتقديم الدلائل والبراهين على براءتي وهذا سلوك يفسد الحب بين أي طرفين.
وتقول رويدا محمد: تقدم لخطبتي شخص مناسب إلا أنه حاول كثيرا تغيير أشياء مهمة في شخصيتي وكأنه يريد نموذجا لامرأة أخرى, وعندما صارحته بأنني أرفض أسلوبه أخبرنى بأنه يريدني أن أتغير للأفضل وهو ما لا أصدقه، لذا أنصح أي فتاة ألا تتغير من أجل أي شخص بل تتغير من أجل نفسها وعن اقتناع بما تفعله.
وتشاركها الرأي ميرفت على قائلة: الحبيب لابد أن يتقبل شخصية الطرف الآخر بكل ما فيها من مميزات وعيوب حتى تنجح العلاقة العاطفية بينهما، فمعرفة كل طرف لشخصية الآخر مفتاح نجاح الحب بينهما دون تزييف أو تجميل لشخصية أى طرف.
الصراحة والثقة
تحكى أماني خليل عن تجربتها قائلة: اتفقت مع خطيبي على ضرورة المصارحة في كل شيء حتى لا يدخل الشك بيننا، مع اتباع ثقافة الحوار في كل ما يخصنا حتى لا يفرض طرف رأيه على الآخر، وهى أمور لابد أن تهتم بها الفتاة عند اختيار شريك حياتها، فالتفاهم في كل شيء يجعل الحب يستمر ويستقر أكثر.
ويقول هاني محمد: لابد أن تكون الفتاة واثقة من نفسها واختياراتها خاصة مع شريك حياتها، وإلا تكون مجرد تابع في العلاقة حتى لا تفشل أو يمل منها الطرف الآخر.
تصرفات تفسد الحب
تعلق د. هند فؤاد، خبيرة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، على الآراء السابقة قائلة: هناك تصرفات تفسد الحب وأخرى بسيطة يقبلها الحبيب من شريك حياته كالتدخل فى اختيار ملابس أكثر احتشاما أو تقليل استخدام المكياج أو اختيار وظيفة لها مواعيد عمل محددة وهى أشياء يمكن التكيف معها, أما أن يصل الأمر مثلا إلى الشك أو المراقبة والتحكم فهذه صفات غير مقبولة ولن تنجح العلاقة العاطفية في وجودها, فالشخص الذي يراقب الطرف المرتبط به هو شخص غير سوى ولن تنجح علاقتهما لأنها تفتقد الثقة والأمان, كما أن الشخص الذي يميل للتحكم في الطرف الآخر في الحقيقة شخصية ضعيفة يحاول إثبات عكس ذلك بتحكمه الزائد عن الحد وذلك لعدم قدراته على إقناع الطرف الآخر بوجهة نظره أو لأنه لا يملك الحجة المناسبة لتصرفاته.
تغيير الشخصية
ترى د. هند أن هناك بعض الأشخاص يميلون لتغيير شخصية الطرف الذي يرتبطون به عاطفيا وقد يكون هذا التغيير للأفضل وبالتالي يقوى علاقة الحب بينهما ويزيد من ترابطهما ما داما متفقين على أهمية هذا التغيير فى حياتهما، كما أنه من غير المقبول في أي علاقة عاطفية أن يقلل أى طرف من شأن وأهمية الطرف الآخر سواء بالنسبة لعمله أو حياته بشكل عام لأن هذا يزعزع ثقة الشخص بنفسه ويفسد الحب، لذا أنصح بتشجيع كل طرف وتحميسه على كل شىء إيجابى يفعله الطرف الآخر وأن يكون سندا وعونا له فى الحياة، فالمشاركة بينهما ستقوى علاقة الحب، بالإضافة إلى أن يتحلى كل منهما بالصبر فى علاقتهما حتى ينمو الحب ويستمر معهما.
الكاذب والبخيل
يقول د. شحاتة زيان، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: هناك مبدأ يسمى "المطواعة" بمعنى أن يغير الشخص من نفسه لكى يستطيع التكيف مع الطرف الآخر حتى تنجح العلاقة بينهما لكن هناك صفات يصعب التكيف والتعامل معها مثل الكذب أو البخل وهما من الصفات التى يستحيل إنجاح العلاقة فى وجودهما لأنهما يدمران أى علاقة، أما باقى الصفات كالعصبية والتسلط فيمكن مع الوقت أن تتغير بنسب معينة خاصة إذا كان لدى الطرفين النية لاستكمال مشوار حياتهما سويا، أما الشك المرضى فيستوجب فى بعض الحالات علاجا نفسيا، وإذا كانت الغيرة فى إطارها الطبيعى فتستلزم المرونة فى التعامل حتى تنجح العلاقة بينهما.
ويتابع: إذا أردا كل طرف الاحتفاظ بحبه للطرف الآخر فعليه أن يراعى مستوى التناغم مع الطرف الآخر والذى يتطلب التعامل بإيجابية ومعالجة أسباب الاختلاف بينهما، وقد تتطلب بعض الحالات جلسات إرشاد نفسى لمساعدتهم فى فهم أنفسهم واحتياجات وخصائص الطرف الآخر.
حب مؤذى
ترى هاجر مرعى، خبيرة العلاقات الأسرية واستشارى الصحة النفسية أن من الخطأ الاعتقاد أن هناك تطابقا بين فردين لكنها علاقة تكامل واحترام وتقدير كل طرف للآخر حتى يستمر الحب, وهناك أيضا حب مؤذى ظاهره مودة وباطنه استنزاف للمشاعر حيث يشعر خلاله كل طرف أنه دائما مطالب بإثبات حبه وإخلاصه للآخر، وعليه دائما أن يقدم تقريرا عن تحركاته وأفكاره فيتحول إلى تابع وهنا يبدأ الخطر، فمن المتوقع أن يترك شريكه فجأة ليتحرر من هذا القيد, وفى الحقيقة هناك أفكار موروثة تعيق نجاح العلاقات العاطفية كثيرا سواء بسبب الفكر الذكورى أو أن الحب يجلب السعادة فقط، أو أن الزواج المنقذ الأمثل لحياة صعبة مع الأسرة، بالإضافة إلى ربط الثقة بالنفس بوجود آخر يعبر عن حبه، وكل ما سبق يسبب الكثير من الأخطاء فى العلاقات العاطفية وبالتالى علينا أن نعيد النظر فى اختياراتنا أو ندقق النظر فيها حتى نصل لشكل سوى للحب.
ويتابع: أما عن الأشياء التى تساعد فى نجاح الحب واستمراره بين أى طرفين فهى التقدير والاحترام والاهتمام والدعم المتبادل فى السراء والضراء والحرص على عدم فقد شعور الثقة المتبادل والسعى لتحفيز الآخر حتى يشعر بالأمان, كذلك النظر إلى الحب والزواج على أنه مولود جديد يحتاج للعناية والرعاية فى كل الأوقات, وننصح الشباب أن يتجنب فكرة الحب المشروط ولا يقحم نفسه فى علاقة لأى غرض غير الاستقرار.
ساحة النقاش