بين محاولة التعرف على الجديد ومشاركة الأصدقاء فى مشاهدتها يقع بعض الأزواج فى مشكلات مع زوجاتهم بسبب مشاهدتهم للمواقع الإباحية، حيث تكون شرارة لخلافات تصل إلى العنف الزوجى أو نزاعات قضائية..
الأفلام الإباحية والخلافات الزوجية والتأثيرات المجتمعية موضوع جولتنا التالية..
كانت محكمة الأسرة شاهدة على القضية رقم 1758 لسنة 2015 والتي طلبت فيها الزوجة الخلع من زوجها بعد شهور من الزواج بسبب مشاهدته المستمرة للأفلام الإباحية وإلحاحه عليها مشاركته المشاهدة، إلا أن الزوجة رفضت ذلك ليقابلها بالضرب والاعتداء عليها ما دفعها لطلب الخلع.
كما كانت "م.ن" ضحية لإدمان زوجها مشاهدة الأفلام الإباحية وقالت في دعوى الخلع "الأفلام الجنسية خربت بيتي"، واستطردت "تزوجت بعد قصة حب لكن بسبب إدمان زوجي مشاهدة هذه النوعية من الأفلام قبل الزواج دفعته لممارسات غير صحية أفقدته القدرة على الإنجاب، وتحملته 10 سنوات من العلاج لكنها بلا نتيجة".
أما حسن . م فيقول: كنت لسنوات قبل الزواج معتادا على التردد على المواقع الإباحية، فرسمت صورة معينة عن الزواج لم أجدها الأمر الذى أفقدنى لذة الزواج وسعادته فعدت مجددا لمشاهدة نفس المواقع ما أثر بالسلب على علاقتي بشريكة حياتي وهدد بخراب بيتي، ومنذ ثلاثة شهور لجأت لإحدى العيادات النفسية طلبا للعلاج.
فقدان الاحترام
تعلق د. رشا محمد، أستاذ علم الاجتماع على مخاطر مشاهدة المواقع الإباحية على الحياة الأسرية فتقول: إن مشاهدة هذه الأفلام في البداية تزيد من هرمونات السعادة لدى المتلقي لكن مع اعتياد المشاهدة يفقد تلك المتعة ويبحث عن التطبيق من خلال التحرش وإقامة العلاقات المحرمة، كما أن هذه الأفلام تؤدي إلى أن مشاهدها يطالب الطرف الآخر بأفعال ترفضها القيم المجتمعية ما يدمر العلاقة بين الزوجين.
وتؤكد أستاذة علم الاجتماع أن آلاف الزوجات فقدن احترامهن لأزواجهن بمجرد اكتشافهن مشاهدتهم للأفلام الإباحية، نظرا لأن ذلك لا يتناسب مع الصورة الذهنية التي كونتها الزوجة عن زوجها، واعتبارهن ذلك ازدواج في الشخصية، كما أن هناك نسبة كبيرة من الزوجات يعتقدن أن مشاهدة تلك الأفلام تعتبر خيانة زوجية تستحيل معها العشرة وتستوجب الانفصال.
مقارنات خاطئة
يقول د. حاتم صبري، أخصائي الطب النفسي: تزيد مشاهدة الأفلام الإباحية قبل الزواج من التوقعات عن الحد المطلوب ما يتسبب فى فقدانه الاستمتاع بالزواج ويصيبه بالإحباط، كما أن تلك الأفلام تجعل الشخص يضع نفسه أو شريكته في مقارنة خاطئة بما يراه عبر تلك المواقع، بالإضافة إلى أنها تنمي الميول الجنسية الخاطئة وتعمق النظرة الجسدية للعلاقة الزوجية القائمة في الأساس على المشاعر والأحاسيس والحب وهو ما يفقد العلاقة قيمتها الحقيقية.
وتابع د. صبري: قد تصل مشاهدة تلك الأفلام إلى حد الإدمان حيث تزيد مشاهدتها هرمون الدوبامين المسئول على الإحساس بالسعادة ما يدفع الشخص للتردد على المواقع التى تعرضها باستمرار ما يحوله لمدمن، وقد يصل الأمر لتدخل دوائى وجلسات نفسية طويلة.
مشكلات صحية
أما د. مصطفى حسين، استشاري الطب النفسي والأمراض العصبية فيشير إلى أن جامعة كامبردج أجرت دراسة عام 2013 والتى توصلت إلى تأثيرها على منطقة المكافئة بالمخ من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة مجموعة من مدمني الأفلام والمواقع الإباحية ما ينذر بمشكلات صحية خطيرة، وقال: أظهرت دراسة أخرى أن زيادة هرمون الدوبامين بكثرة أثناء مشاهدة تلك الأفلام ترهق الدماغ خاصة المنطقة الأمامية وهي المسئولة عن اتخاذ القرارات في العقل البشري ما يؤثر بالسلب على قدرة الفرد على اتخاذ القرارات الصحيحة.
حرام شرعا
يقول د. شريف شحاتة، الداعية الإسلامى: لا شك أن مشاهدة الأفلام الإباحية متفق على حرمتها بالكتاب والسنة، حيث يقول الرسول "صلى الله عليه وسلم" (الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات...)، ويقول "العين تزنى وزناها النظر"، وقد حث الإسلام على الابتعاد عن كل مسببات الخلافات الزوجية وما يعكر صفو الزوجين حيث أكدت الإحصائيات العلمية أن من أسباب الانفصال أن أحد طرفي الزواج لمواقع إباحية فى بعض الأحيان ما يتسبب فى تدمير العلاقات الزوجية والاجتماعية، لافتا إلى أن الإحصاءات العلمية أثبتت أن مشاهدة هذه الأفلام والمواقع لا تؤدى فقط إلى الإنفصال فى بعض الأحيان لكنها تتسبب أيضا فى العنف الأسري.
ساحة النقاش