كانت جداتنا زمان يصفن المرأة الجذابة بأن جسدها كان "طيات طيات" أي أنها كانت شديدة السِمنة! وكن يشجعن بناتهن على اكتساب المزيد من الوزن لكي يصبحن مرغوبات فى سوق الزواج، وكانت النساء يتفنن في اختراع أنواع من الطعام   تؤدى إلى زيادة الوزن كالمخللات و"المفتأة" وصلصة الخل والثوم مع زيادة السمن البلدي.. إلخ، ولم تكن السِمنة مشكلة تهدد صحة ونفسية المراهقين، فقد كانت تصيب من هم فوق سن الأربعين فقط، أما اليوم فقد اختلفت الظروف بعد انتشار المطاعم التي تقدم أنواعا جديدة من المأكولات شديدة الإغراء للمراهقين والشباب  مثل البيتزا والهامبورجر والبطاطس المقلية بالكاتشب إلخ، وأصبح أبناؤنا المراهقون يفضلون الأكل في الخارج على طبيخ أمهاتهم، والضحية هي أجساد أبنائنا المراهقين والمراهقات، وأصبح الكثير منهم يعانون من السِمنة المفرطة، مما يُصعب الحركة والانطلاق عليهم، وفى منتصف القرن العشرين اكتشف الطب خطورة السِمنة على الصحة، ونبه خبراء الصحة إلى أهمية الرشاقة كعنصر من عناصر الصحة والجمال، ويقول خبراء التغذية في مصر إن نسبة السِمنة بين المراهقات الإناث أكبر منها بكثير بين المراهقين الذكور، بسبب قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، أضف إلى ذلك أن ما تعانيه المراهقات من كبت للحرية والصدمات العاطفية الكثيرة يدفعهن للإكثار من تناول الطعام غير المفيد الذي يسبب السِمنة المفرطة، كما أن طبيعة الحياة التي ولد فيها جيل المراهقين الحالي تحرضهم على عدم الحركة، فكل شيء يمكن تحريكه بـ "الريموت كونترول".

     ومشكلة أمهات اليوم عدم وعيهن بالغذاء الذي يجب أن يقدم للمراهق في تلك المرحلة العمرية، إن خبراء التغذية ينصحون بأن حجم السُعرات الحرارية الداخلة إلى جسم الشخص خلال اليوم يجب أن يتساوى مع المجهود والسُعرات الحرارية التي يبذلها، فإذا كان حجم السُعرات الحرارية التي يستهلكها ابنك أكبر مما يفقده جسده تبدأ هذه السُعرات في التراكم يوما بعد يوم ثم تظهر على هيئة دهون مُخزنة في أجزاء عديدة من الجسم خاصة البطن والأرداف.

     فإذا كنت حريصة على صحة أبنائك المراهقين شجعيهم على الانضمام للفرق الرياضية بالمدرسة، وعلى صعود الدرج بدلا من استخدام المصاعد، واحرصي على المشي معهم يوميا لمدة نصف الساعة على الأقل مع تنظيم مواعيد النوم ومواعيد الأكل للجميع وستجدين نتائج مذهلة، وليتك تمنعين أبناءك من الإكثار من التهام الوجبات السريعة، ومن تناول كميات كبيرة من الطعام في الوجبات الثلاث وليس من الضروري الإصرار على أن تضم الوجبة نشويات وبروتين حيواني فهي من العادات الضارة لك ولأبنائك، امنعي أبناءك من الأكل أمام التليفزيون ومن التهام "الطرشي" والمواد الحريفة على المائدة، ومن شرب المياه الغازية أثناء الأكل لأن كمية السكر والسعرات الحرارية فيها كبيرة ولأنها تزيد من حموضة المعدة وتقلل وقت عملية الهضم، وتسبب الغازات بالمعدة، ولا تحرميهم من أنواع الطعام المصري اللذيذ مثل المحشي بشرط يأُكل وحده وبدون لحوم فهو وجبة مفيدة.

     ومن أهم أسباب السِمنة بين الشعب المصري عدم الحركة، فمعظم الناس يقضون فترة العصر والمساء "متسمرين" بالساعات أمام التليفزيون، واختفت تماما عادة التمشية في "العصاري" التي كان المطربون يتغنون بها.

المصدر: بقلم : إقبال بركة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 682 مشاهدة
نشرت فى 8 مارس 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,935,964

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز